قال ابن رشد
( من العدل أن يأتي الرجل من الحجج لخصومه بمثل ما يأتي لنفسه”، و”الحسن ما حسنه العقل، والقبيح ما قبحه العقل”، و”لو سكت من لا يعرف، لقل الخلاف) انتهى
انه الصراع المتضارب بين الرجال وقد يكون قياسا عليه بين ما يحدث بين الرجل والمرأة كزوجين حيث يكون الجهل سيد الموقف مما لو سكت الجاهل منهما الزوج أو الزوجة لقل الخلاف، لكنها الألفة بين الطرفين تلزم الصبر وتحمل الآخر رغم عيوبه إذ لابد أن نتحدى واقع الحدث بالرفق لعله يستمر التعايش بين القلوب بالرفق و التسامح الدائمين لا تؤذي لسانك ولا تمنع الرزق على من معك لأن المال مال الله ولو شاء لمنعه عليك بأذى أو مرض او ابتلاء او زوال نعمة إلى الأبد وخير دليل على ذلك الهزة الأرضية التي انسفت قرى بأكملها كأنها لم تكن يوما ، فمن يريد الألفة حافظ عليها بالابتسامة التي منحها الله له ولا يؤدي عنها ثمنا، ليستغلها في تعامله مع من معه، وخير دليل ما حدث بكورونا حيث غابت الإبتسامة على وجوه الكثيرين لهول ما وقع فل نتعض… فالله عز وجل لم يقل وجعلنا بينكم مودة و رحمة عبثا ولكن ليعطينا عبرة ويجعل في عقد القران الذي بيننا قيمة وقيم والقران يأتي من القرين وهذا الأخير هو ظلنا والله لم يقل عقد النكاح، ليقر أن الزواج مقرون بود و به قرابة بكل معانيها السامية ،وبه كذلك قرار مثين وعلاقة بحب واحترام تامين.
الرزق من الله وإلى الله وما جعلت أيها الرجل الزوج قواما عبثا وليس لتكون بعضلاتك وقوتك على من شاركتك سر السكن …. ولكن لتكون قواما قائما بكل ما فضلك الله به على الزوجة من احتواء لها من اعالتك لها ومن قوتك التي تحمي بها ضعفها امامك، قوتك التي تتقوى عليها بها من كلمات جارحة ومن تصرفات محبطة ومن تعسفات كلامية، تمنع عنها ما هو واجب منك عليها وحق لها عندك فالزواج لم يكن لأكثر من اثنين زوج وزوجة اللذان يصبحان واحد في كل معاملاتهما والذي يجعل الألفة تسود علاقتهما . والألفة تشمل حسن الخلق و تيسير العشرة ، الود المتبادل وليس التسلط في الكلام أو التجريح و التقريع بالأفعال الدنيئة أو التقليل من الآخر أمام الأبناء لكسب ودهم على حساب المصلحة الخاصة أو التنقيص منه أمام الأقرباء او الغرباء لنظهر شهامتنا الكذابة او لتظهر الزوجة أنها تتحكم في الأسرة. فاذا اختل تعامل القوام على الأسرة اختلت الأسرة بأكملها، فاذا ضغط على الزوجة واحبطت فجرت غيظها دون أن تشعر في ابنائها أو يصبح تقصير في بيتها لان الاحباط يعجز وبالتالي تقل الأمور الطبيعية عندها ومع المدة تنعدم لأنها من ضلعه وفي الضلع احتواء وجمع… فإن. وجدت احتواء من الزوج الذي وكله الله على الاسرة بالقوامة. والرعاية اعطت ما عندها بقوة وإن رأت ابتسامة وكلمة طيبة عند الدخول والخروج وكلمة تحفيز منحت ما في جهدها من طاقة واخفت ألمها وتعبها لأنها تكون على يقين أن ما تفعله سيقابل بالرضا وتكافئ عليه ممن معها بطيب خاطر وكلمات تشعرها ان كل تعب يهون ويمحى بتقدير واحترام وكلمة شكرا دونك البيت لا يكتمل وحياة الابناء دوننا معا لا تساوي عبارات لا تقلل من القيمة بل تجعل للطرفين اكثر قيمة و يعلو وزنهما امام ابنائهما و المحيطين بهما ويتركا بصمة ..حينها تجعل الزوجة من زوجها سلطانا بينها وبينه وأمام الناس تاجا لا يزعزع حتى الابناء تزرع بداخلهم الألفة والحب لأنهم يرون التعامل المتبادل بالاحترام والتقدير
ومن هنا تحضرني مقولة المفكر العربي مصطفى صادق الرافع
( إن اللين في القوة الرائعة أقوى من القوة نفسها، لأنه يظهر لك موضع الرحمة فيها، و التواضع في الجمال أحسن من الجمال، لأنه ينفي الغرور عنه، وكل شيء من القوة لا مكان فيه لشيء من الرحمة فهو مما وضع الله على الناس قوانين الهلاك! )
إذ يمكن القول بعد هذا المثل الذي تكلم به
مصطفى صادق الرافع. على أن اللين الذي هو نتيجة معاملة انسان عاقل بالحب يثبت العلاقة به حيث
إذا غاب غابت السعادة واضمحلت كل المواقف الإنسانية واصبحنا نعيش حياة بدون هدف او حياة بها نفاق و خداع لنظهر أمام الناس بأوجه تختلف عن وجوهنا الحقيقية……..