بحضور مصري رسمي : سفارة كوريا الشمالية بالقاهرة تحتفل بالذكري 75 لتأسيسها والـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين…
مصر القاهرة – عمرو عبدالرحمن
تعتبر العلاقات التاريخية بين جمهورية مصر العربية ودولة كوريا الديمقراطية الشعبية، بأبعادها السياسية وشراكتها الاقتصادية والدبلوماسية وبمجالات عدة، نموذجا يحتذي لقدرة وقوة قرار سيادي، لا يملكها إلا الكبار، وهم قليل بين بلاد هذا العالم الأشبه بـالغابة التي تحكمه القوة لا العدالة، ويسيطر عليه نفوذ أقطابه الكبار ومنظماته الدولية الخاضعة لهم، وليس لمبادئ القانون الدولي – المزعومة.
.
وهي حقيقة تشهد بها معلومة أن مصر القاهرة – تنفرد بكونها إحدي دولتين عربيتين فقط تمتلك تمثيلا دبلوماسيا كاملا ومتبادلا مع، بيونج يانج، ولكوريا الشمالية سفارة في القاهرة. والثانية هي سوريا العربية الشقيقة.
.
العلاقة الوطيدة التي جمعت القاهرة بكوريا الشمالية ظلت إحدى الملامح الثابتة لإستراتيجية مصر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ منذ فجر الحرب الباردة. ويرجع استمرار العلاقات الودية بين البلدين حتى اليوم، إلى عضوية كليهما في حركة عدم الانحياز، وذلك في عهد الرئيسين / عبدالفتاح السيسي وكيم جونغ وون (김정은).
كانت أولى محطات هذه العلاقات – التي تصفها أبواق الغرب مثل (البي بي سي والسي إن إن والجزيرة القطرية) بأنها “العلاقة المحرمة”!.. حين أصدر الزعيم جمال عبد الناصر قائد حركة عدم الانحياز الدولية، تأميم قناة السويس عام 1956. وهو ما دعمته بيونغ يانغ فوريا، كما دعمت القاهرة في مواجهة العدوان الثلاثي الذي شنته “إسرائيل” وبريطانيا وفرنسا، في إطار محاربة القوى الاستعمارية العالمية.
.
وهو ما ظهر أيضا في دعمها للقاهرة في طرد القوات البريطانية عن جنوب اليمن، والإدانة الحازمة لعدوان (يونيو) الصهيوني عام 1967.
.
كانت سفارة كوريا الشمالية بالقاهرة قد أقامت احتفالا رسميا بمناسبة الذكري الـ75 لتأسيسها، بالتزامن مع الذكري الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وبيونغ يانغ، في عهد الزعيمين الراحلين / جمال عبدالناصر، و(كيم إل سونغ 김일성)، واستمرت في عهدي الرئيسين؛ محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك.
شاركت في الاحتفالية؛ جمعية الصداقة المصرية الكورية الشمالية، برئاسة الدكتور يحيي خيرالله، وأعضاء الجمعية.
.
وقد استمرت هذه العلاقات بقوة في عهد الرئيس القائد ؛ عبدالفتاح السيسي.
وفي إطار احتفال بيونغ يانغ بهذه المناسبة، أقامت يوم الأربعاء الماضي استعراضا عسكريا ضخما حضره زعيم البلاد كيم جونغ أون. ونشرت وسائل الإعلام الرسمية صورا لصورايخ باليستية عابرة للقارات ووحدة عمليات نووية تكتيكية.
.
وأشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على عرض عسكري ضخم في الذكرى 75 لتأسيس جيش بلاده، كما ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية الخميس.
وذكرت أيضا أن العرض شمل “وحدة عمليات نووية تكتيكية” مؤلفة من جنود، وصواريخ مزودة “بقدرات كبيرة للردع ولهجوم مضاد”، وأوضحت أن بين الصواريخ التي عرضت أحدث جيل من الصواريخ البالستية الكورية الشمالية العابرة للقارات.
.
- تاريخ العلاقات المصرية – الكورية الشمالية
تصف الهيئة العامة للاستعلامات الرسمية العلاقات بين مصر وكوريا الشمالية بأنها تاريخية ، حيث أنها تبلورت في خمسينات القرن الماضي بين البلدين كنتاج طبيعي خلال حقبة تاريخية كانت تموج بها نداءات الشعوب الداعية للتحرر الوطني والكفاح ضد الاستعمار والنضال من أجل الحرية.
وهو ما ساهم ولا زال يسهم في تحقيق استتباب السلم والأمن الدوليين ومؤازرة ومناصرة قضايا التحرر الوطني وخاصة القضية الفلسطينية العادلة وقضية توحيد شطري شبه الجزيرة الكورية بالوسائل السلمية.
.
وتابعت الهيئة أن “مصر تثمن على دور كوريا الداعم دائماً للحق العربي وبشكل مطلق”.
.
وأشارت إلى أن علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين بدأت عام 1957، وتطورت إلى مرحلة إقامة العلاقات القنصلية عام 1961، ثم الإعلان عن تبادل التمثيل الدبلوماسي عام 1963، وافتتحت السفارة المصرية في بيونج يانج في 1963 على مستوى قائم بالأعمال، وتم رفع درجة التمثيل إلى مستوى السفراء في 1965.
.
ويجمع بين مصر وكوريا الشمالية حوالي 20 اتفاقية تتنوع بين الاقتصاد والأمن والإعلام والتكنولوجيا والثقافة، وغيرها.
.
تحرص مصر على التواصل مع جميع دول العالم وتنمية علاقتها الودية، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات الاقتصادية، دون النظر إلى التوجهات السياسية للدول أو علاقتها بغيرها من الدول، ولقد كان للعلاقات المميزة بين القيادة السياسية المصرية والكورية أبلغ الأثر على مسار العلاقات الثنائية بين البلدين والدولية أيضاً من خلال التنسيق الدائم والتعاون المستمر بين الدولتين في المحافل الدولية خاصة وأن الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية التي تجمعهما ليست بالقليلة ومن بينها الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز.
.
كان للدور الذي لعبته كوريا الشمالية إبان حرب أكتوبر عام 1973 بإرسالها طيارين مقاتلين كوريين إلى مصر آنذاك آثره على علاقات البلدين الصديقين وبخاصة من جانب مصر في الحرص على تنمية وتطوير العلاقات الثنائية ولاسيما بعدها الإنساني فقد قدمت مصر مساعدات مالية في شكل قروض ميسرة طويلة الأجل لكوريا الشمالية، هذا إلى جانب مساعدات طبية من خلال إرسال أدوية وأمصال لبيونج يانج لمواجهة آثار الفيضانات المدمرة التي تعرضت لها البلاد عام 2007 من أجل المساهمة في التخفيف من وطأة تلك الكارثة عن الشعب الكوري.
.
لدى مصر سفارة في بيونج يانج، ولكوريا الشمالية سفارة في القاهرة. ومصر هي إحدى دولتين عربيتين تحتفظان بسفارة في كوريا الشمالية، والثانية هي سوريا.
.
دعمت كوريا الشمالية بشدة تأميم قناة السويس. وأوفدت كوريا الشمالية وفدًا دبلوماسيًّا إلى القاهرة عام 1961 لبناء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
.
في السبعينات، بعثت كوريا الشمالية طيارين مقاتلين للقتال إلى جانب المصريين خلال حربهم مع إسرائيل، وأوفدت خبراء أنفاق لمصر لتقديم الدعم في هذا الشأن.
.
حفظ الله مصر