تعامدت اشعة الشمس على رأسها المغطى بإيشارب كبير دارت عقدته الخلفية وعقدته الثانية التي تعلو الرأس، فارتوت من عرق غمر سيله كل الرأس منحدرا في مجراه حتى يدخل في طريق بين نهديها تبدو ملامح بدايته من فتحة قميصها الأسود، وقد حفر الزمن بقساوته تجاعيدا واضحة على وجهها الصبوح، تنادي على الخضرة التي تبيعها في سوق الخضروات والفاكهة، تجلس متربعة كملكة على عرش ملوكي بأعتى ممالك الأرض بين فرشها الذي يضم الخضرة ودلو كبير مملوء بالماء وصطل كبير وملاءة ينام عليها طفل صغير، فوقها غطاء كبير أشبه بالخيمة تحتمي به من أشعة الشمس لكن دون جدوى، فالصيف قاتل هذا العام ونسمات الهواء ضنت بالقدوم، يستوقفه صوتها الشجي وصبرها على قيظ اليوم الذي لا يرحم، أدار رأسه مبتسما لكنه مبديا عدم اهتمام حتى لا يتابعه الباعة طالبين منه أن يأتي ليشتري منهم لينظر شابا جالس القرفصاء أمامها يفاصلها في ثمن ثلاثة ربطات من الجرجير ملقيا بحنق عملته المعدنية في حجرها، فتذكر ذلك الشاب الذي دفع عشرين جنيها بقشيشا لنادل القهوة بعد جلسة الدخا