بسام البديري يكتب..فن التفاوض في ظل التطور التكنولوجي
الكاتب بسام البديري
العراق
تعتبر التكنولوجيا الحديثة أحد أهم العوامل التي أثرت على جميع جوانب حياتنا، بما في ذلك فن التفاوض. يُعد التفاوض فنًا يهدف إلى التوصل إلى اتفاق مقبول بالنسبة لجميع الأطراف المشاركة في المفاوضات. ومع التطور التكنولوجيا، ظهرت العديد من الوسائل الجديدة التي أثرت على عملية التفاوض وطبيعتها.أحد أهم التطورات التكنولوجية التي أثرت على فن التفاوض هو ظهور الاتصالات عبر الإنترنت. فبفضل التقنيات المتطورة، أصبح بالإمكان إجراء جلسات تفاوض عبر الفيديو أو الهاتف دون الحاجة إلى التواجد الشخصي. تمثل هذه الوسيلة حلاً مثلى للتفاوض بين أطراف تقع بعيدًا جغرافيًا عن بعضها البعض.
علاوة على ذلك، ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير طبيعة التفاوض. فهي توفر منصات تفاعلية تسمح بمشاركة الأفكار والمعلومات بسرعة وسهولة. وبفضل هذه الوسائل، أصبح بالإمكان للأفراد التفاوض عبر الحوارات الكتابية، مما يساعد على تبادل الآراء وفهم الجوانب المختلفة بشكل أفضل.ومن الجوانب الأخرى، يُعد استخدام الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات أداة قوية لدعم عملية التفاوض. يمكن للتطبيقات والبرامج الذكية تقديم نصائح واقتراحات مدروسة بناءً على تحليل البيانات، مما يمكن المفاوضين من اتخاذ قرارات أكثر دقة وذكاءً.ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أن هذه التكنولوجيا ليست بديلاً للجانب الإنساني في التفاوض. فالقدرة على التواصل وفهم العواطف والاحتياجات البشرية لا تزال تلعب دورًا حاسمًا في نجاح التفاوض.
في الختام، يمكن القول إن التطور التكنولوجيا له أثر هام في فن التفاوض. إنه يوفر فرصًا جديدة ووسائل فعالة لتحقيق التوافق والاتفاقات بين الأفراد والمؤسسات. ومع ذلك، يبقى الجانب الإنساني أساسيًا لنجاح عملية التفاوض وبناء علاقات قوية بين الأطراف المتفاوضة.