بنجر السكر و قصب السكر بين المميزات والتحديات
-
رئيس مجلس المحاصيل السكرية: زراعة البنجر بها توفير في المياه وتوفير في السماد وتوفير في الطاقة
-
مدير معهد بحوث الاراضي والمياه الأسبق: إذا نجحنا في الوصول بالقصب إلى استخدام ٧الاف متر مكعب بدل ١٠الاف فالأمر سيعد نجاحا افضل
-
د.مصطفى عبد الجواد : نحتاج إلى مليارات الجنيهات لكل مصنع، لكي نقوم بعمل المقدمة اللازمة لإستقبال البنجر”
-
د. علي إسماعيل: أتمنى أن نستيطع تعديل المصانع وفي فترة الكسر تستخدم البنجر وبالتالي استخراج السكر من البنجر خلال فترة ٧او ٨ شهور أخرى وتستخدم كلاهما”
مريان نعيم
منذ أن قام سيادة الرئيس بطرح فكرة زراعة البنجر كبديل لقصب السكر لترشيد المياه وقد أصبحت القضية تشغل الرأي العام المصري خاصة وأن إستبدال المحصولين ليس بالأمر الهين حيث أن هناك صناعة ومصانع بأكملها قائمة عليه، في السطور القادمة سنوضح لك عزيزي القارىء القضية زراعة قصب السكر وزراعة البنجر والمميزات والتحديات
قال د.مصطفى عبد الجواد فرج رئيس مجلس المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة “أنه لكي نزرع البنجر عوض عن القصب ، مزارع القصب في الصعيد قد اعتاد على زراعة القصب والمصانع مهيئة ايضا على العمل به لذا لكي تتمكن المصانع من استخدام البنجر بجانب القصب، لا بد من عمل مقدمة بهذه المصانع كي نتمكن من استخدام البنجر، فالقصب عبارة عيدان يتم عصرها واستخراج السكر منها ، بينما البنجر يتم بشره ثم وضعه بمياه ساخنة حتى نستطيع استخراج السكر منه، ومن ثم فإن مقدمة المصنع نفسها لابد من أن نغيرها في البداية قبل اي شىء مثل مصنع ابو قرقاص ، قمنا بعمل المقدمة من حوالي عشرين سنة، واستطاع المصنع استخراج السكر من البنجر والقصب ، وحاليا هو المصنع الوحيد الموجود لإنتاج السكر من البنجر ، حيث امتنع المزارعين من توريد القصب إليه
إلا أنه رغم تنفيذ الأمر ووجود تجربة سابقة إلا أن أكبر تحدي يواجه الدولة هو ارتفاع تكاليف المقدمة التي تحتاجها هذه المصانع حيث أوضح دكتور عبد الجواد “لكي نجعل المصانع مستعدة لهذه الخطوة واستخراج السكر من البنجر نحتاج إلى مليارات الجنيهات حوالي ٥او ٦ مليار جنيه لكل مصنع، لكي نقوم بعمل المقدمة اللازمة في كل مصنع ليتمكن من إستقبال محصول البنجر”
وتابع “لدينا مصنعين قصب باسوان، وواحد بالأقصر، وثلاث بقنا، وواحد بسوهاج وأخر بالمنيا، وجميع مصانع القصب تتبع جهة واحدة وهي شركة السكر والصناعات التكاملية ، وهي شركة حكومية، اذا فالأمر يحتاج أن نبدأ بتمويل هذه المصانع لتعديل مقدمتها قبل زراعة محاصيل البنجر بغرض استخراج السكر منها وهذه المقدمة تحتاج لحوالي سنة او اتنين”
لكنه أشار إلى المميزات العديدة التي ستضمنها زراعة البنجر أيضاً قائلاً” أن محصول البنجر لايمثل مشكلة فبينما يحتاج قصب السكر لزراعته حوالي ١٢ شهر ، يحتاج سوى من ٦- ل٧ شهور لزراعته، وهذا الأمر الذي يجعل من البنجر الأنسب من جهة توفير المياه حيث أقصى مدة زراعته سيحتاج من ٤الى ٥الاف متر مكعب من المياه بينما يحتاج القصب الى من ١٠ إلى ١٢ الف متر مكعب اي نصف الكمية لانه يحتاج لسنة كاملة، ومن ثم فزراعة البنجر بها توفير في المياه وتوفير في السماد وتوفير في الطاقة وعلينا الإنتباه أنه لتحويل انتاج السكر من القصب الى البنجر سوف يتم تدريجيا مثل مصنع ابو قرقاص، وبناء على تعليمات سيادة الرئيس أنه سوف ندرس إجراءات فعلية لعمل مقدمة في كل مصنع بحيث المصنع يقوم باستخدام البنجر إلى جانب القصب”
على الجانب الأخر يرى د. علي إسماعيل أستاذ إدارة الأراضي والمياه مدير معهد بحوث الاراضي والمياه الأسبق أن هناك فرصة لقصب السكر في التواجد جنباً إلى جنب مع البنجر وإستخدام كلاهما لإستخراج السكر حيث أوضح أن “أن محصول قصب السكر هو محصول مستمر لمدة عام، لذا فمحصول القصب يمكن تحميل عليه محصول ثاني ومن ثم الاستفادة من كمية المياه المستخدمة لري القصب بمعنى أن المزارع يقوم بزراعة محاصيل شتوي واخر صيفي، لذا فيمكننا حساب حصيلة المياه في الشتوي والصيفي وبناء على الكمية نحاول الوصول بالقصب (إذا أردنا الاستمرار في زراعته) إلى كمية المياه المثلى التي تعظم الوحدة في المساحة وبالتالي فالتحميل جزء مهم ، وإنتاج محصول في الفترة التي يكون فيها القصب قصير بعد الكسر، وفي الصعيد يقومون بزراعة الطماطم وفول الصويا كمحاصيل يتم زراعتها مع القصب”
وتابع “من ناحية أخرى إذا قمنا بحساب الاحتياج المائي البنجر كمحصول شتوي مع المحصول الصيفي الآخر الذي سيتم زراعته سنجد أنه يساوي تقريبا الاحتياج المائي القصب ومن ثم إذا نجحنا في الوصول بالقصب إلى استخدام ٧الاف متر مكعب بدل ١٠الاف أو ٩الاف فالأمر سيعد نجاحا افضل”
لكن هل هذا الأمر ممكن، يجيب د. إسماعيل “نحن متجهين حاليا لتطوير منظومة الري في القصب كأولوية اولى، كذلك هناك منظومة جديدة وهي الزراعة بالشتل وبالطبع معها تحديث الري حيث يتم إقامة مصنع بكوم امبو وآخر في وادي الصعايدة لإنتاج عقل، والزراعة بالشتل وبالتالي ستكون الزراعة منظمة وسوف يتم استخدام الري بالتنقيط
كما أضاف “أن الدولة قد أقامت العديد من الاستثمارات الكبيرة في كوم امبو ووادي الصعايدة وبالطبع هذا سيوفر في كميات المياه عند الزراعة، كل هذه الأمور تمكنك من عمل ممارسات تقلل بها حجم المياه المستخدمة وتعظم الإنتاجية، لذا فراي هو عمل تحميل على القصب بحيث نستفيد من وحدة الأرض ووحدة المساحة وفترات الخلو التي لايكون فيها القصب قد نمى نستطيع تحميل محاصيل عليه سنوية وبالتالي الاستفادة من الرطوبة الموجودة في الأرض حينها وبالتالي نجحت في زراعة محصولين بمقنن مائي واحد”
هذا ما أكده أيضاً د.مصطفى عبد الجواد فرج رئيس مجلس المحاصيل السكرية وزارة الزراعة قائلاً “بالنسبة الأساليب الحديثة للري كنا قد اتفقنا من حوالي سنتين إلى تحويل اراضي من الري بالغمر إلى الري بالتنقيط، حيث أن الري بالغمر في زراعة القصب يحتاج إلى حوالي ١٢ متر مكعب لكن لو استخدمنا طرق الري الحديثة الفدان لن يحتاج سوى ل٧٠٠٠ متر مكعب مياه ، العقبة الوحيدة هنا أمام الفلاح هو أنه سيحتاج إلى دعم مالي كبير لتطبيق هذا التحويل حيث يحتاج الفدان لحوالي ٥٠ الف جنيه
كذلك علينا تدريب المزارعين على استخدام هذه التكنولوجية فالفلاح معتاد على نظام الري بالغمر البسيط (يفتح المياه على حقله مساء وفي الصباح يغلقها) بينما الري بالتنقيط يحتاج أن يعرف الفلاح مشتملات الخراطيم والمحابس وغيرها”
لكن مع إعطاء فرصة للقصب أوضح د. علي إسماعيل أنه لاتوجد مشكلة في تغير المنظومة وزراعة البنجر حيث قال “لا توجد مشكلة في تغير المنظومة وزراعة بنجر السكر لكن أعتقد أن مستوى درجات الحرارة في هذه المناطق، سيصبح البنجر منافس للمحاصيل الاخرى ، ومايهتم به المزارع بالنهاية هو العائد المادي الناتج من زراعة المحصولين الشتوي والصيفي فإذا وجد أن زراعة البنجر مع زراعة المحصول الصيفي أعلى من زراعة القصب سيتوجه تلقائيا إليه، لكن لكي تتمكن الدولة من إجراء هذا الأمر عليها أن تزيد من الحوافز للتشجيع على زراعة البنجر حتى يجد المزارع المردود المادي الذي يجعله يقبل على زراعته”
مضيفاً “أن المصانع والشركة التكميلية لصناعة السكر هي التي لها الكلمة الأخيرة في الأمر هل ستتمكن من جعل المصانع لها القدرة في انتاج السكر باستخدام القصب والبنجر
اتمنى أن تستطيع هذا خاصة وأن موسم العصير أربعة شهور فقط ، فإذا استطاعت تعديل المصانع وفي فترة الكسر(حين يكون القصب لايزال قصيراً) تستخدم البنجر وبالتالي استخراج السكر من البنجر خلال فترة ٧او ٨ شهور أخرى وتستخدم كلاهما”
إحلال زراعة البنجر بدلاًُ من القصب أو زراعتهما جنباً إلى جنب معاً يبدو أن الأمر ليس مستحيلا خاصة مع وجود الثقة المتبادلة بين قائد يضع نصب عينيه وطنه وأبناء يثقون في حكمة قائدهم، إلا أن الأمر لا يمنع أن في الحالتين هناك تحد قوي لإختيار أي الأمرين، حفظ الله مصرنا الحبيبة
بنجر السكر و قصب السكر بين المميزات والتحديات