بيسان مرعي تكتب....الملتقى جنّة الرحمن
… الملتقى جنّة الرحمن …
فَلْتبْكِ يا حروفي المكْلومة
بعدما ارْتدَيْتِ ثوبَ الأحزان
وَجُدْ بالدّمعِ يا قلمي وسطِّرْ
الألمَ، وارسُمْه بكلّ الألوان
اخْترقَ سهمُ الفؤادِ أضلُعي
فنزَف القلبُ وتمزّقت الأشجان
أَمْطرَتْ وجَناتُنا دمعاً مِدْرارا
فكيف سَيلْتئِمُ الفؤادُ والوجدان
أيا صديقةَ الرّوحِ رَحَلْتِ
فَفُجِعَ الأهلُ والصّحْبُ والخِلّان
رَحلْتِ فَتركْتِ في القلبِ غصّةً
تجري كالدّم في الشريان
انْفطرَ شطْرُ الفؤادِ برحيلِك
والروحُ اكْتوَتْ بالفَقْدِ والهُجْران
فأنتِ الصديقةُ الصدوقةُ التي
كانت للصّحْبِ شاطئ الأمان
نقيةٌ، تقيةٌ، صابرةٌ مُحْتسِبة
سليمةُ القلبِ، عفيفةُ اللسان
في دروسِ الذّكرِ أنتِ شامةٌ
عهدُكِ دعاءٌ وتلاوةٌ للقرآن
وعن كرمِها وجُودِها بين
العبادِ، يتحدّثُ القاصي والدّان
سَنشْتاقُ إليكِ يوماً ودهْراً وعُمْراً
سيظلُ ذِكرُك مسْكٌ عاطِرُ الأردان
حروفي اليومَ ترْثيكِ، يا وجْهاً
بالحبّ باسماً، مُشْرِقاً بالإيمان
أرْثيكِ والنّفسُ مجروحةٌ مكلومةٌ
ومُرُّ الفراقِ حطّمَ وهدّ الكيان
وألَمُ الفَقْدِ في النّفس يتأجّجُ
يرْتجي الصّبْرَ والسّلوان
في الشّدائدِ كنْتِ مدْرسةً
تجاهدين البلاءَ بالذّكْرِ والقرآن
علِمْتِ أنّ عُقْبى الصبْرِ والرضى
فرجٌ ورحمةٌ مُهْداةُ من المنّان
ولسانُك يلْهجُ حامِداً عند الألم
أنْ صبرٌ جميلٌ، والله المستعان
فيا حبّةَ القلبِ والفؤادِ هنيئا
لك، حين يُنْصَبُ الميزان
ويأْمرُ المولى أنْ أَسْكِنوها
في جنّةٍ فيها فاكهةٌ ورمّان
وأَلْبِسوها من السنْدُسِ والاسْتَبْرق
وتاجاً مرصّعاً باللؤلؤِ والمرجان
ففي الجنّةِ نعيمٌ مقيمٌ، وفيها ما لا
عينٌ رأتْ، ولا سمِعت الآذان
وفيها من بعدِ الشقاءِ والسّقمِ
والتّعبِ، راحةٌ وسكينةٌ واطْمِئنان
وشُرْبةٌ من الكوْثرِ لا يظْمأُ
المرءُ بعدها، بِيَدِ النّبي العدنان
فيا أمّ عبدُالله أخبرينا، كيف
وجَدْتِ منْزِلَكِ في جنّةِ الرحمن
بيسان مرعي تكتب….الملتقى جنّة الرحمن