عبير حلمي

بين العناء والاعتناء تطول المسافات

د.عبير حلمي تكتب

صاحت الطيور بين أشلاء الأقاحي وتقول :لماذا ذبلت الزهور ؟!

لماذا لم تعتن بها أيها المفتون ؟
ولماذا تركت لوحدها بين الحجر والصخور بلا ماء تحيا بشقاء وتنتهى بها الحياة رغم بقاء العطر بالأجواء وتتحول لنباتات جافة تحمل ألوان الجمال لتجميل المكان رغم فقدانها أهم ما بالحياة (النفس و التنفس )
فاضت الدموع لما وصل بها من حال ولكن مازالت تعطي بسخاء فيتجمل بوجودها كل عاشق فنان يعشق الريشة والألوان ويتزين بها المكان ولا يدري من حولها إذ كانت ستبقى كما هى لشهور أم سنوات ،
وتصبح حاملة الأسرار رغم ما بها ما الآلام و أحزان قبل أن تصل لذلك الحال وكله بفضل الإهمال واستمرار البقاء على حسب رغبة صاحب المكان ( ودفع فاتورة الحب و أحيانا الهجر أو النسيان)
هكذا تبدو الحياة تحمل ما بها من مفاجآت وأحيانا مفاوضات ورغم المزيج من الفتور والآلام و الأفراح والأحزان وأحيانا تتجمد المشاعر و بين الحين و الحين انقضاء الأمر بالعزوف أو النهي بالمعروف وهنا يسقط الصامت بدائرة الصمت متحدثا لنفسه فقط في شجون و أحزان يبدو صحيح البنيان ولكنه مكسور القلب من زمان تنتابه نوبات صرع البكاء و رغبة شديدة في الانتقام والانحصار في دائرة النسيان والرغبة في العزلة و الانعزال و يصبح كتلك الأوراق وما لها بشكل من أشكال الوجود رغم مفارقتها الحياة،
وتبقى صفحات الكتاب بين( الطي و الكتمان ) و( الهجر و الهجران ) والتساؤل الأن متى تعود إلينا مظاهر الحياة بلا عناء، بل تبدو الصورة المرغوب بها كما هي بفضل نجاح صور الاعتناء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى