تاريخ الأغنية الوطنية …
بقلم الفنان : مصطفي رحمة
حضرت ندوة عن تاريخ الأغنية الوطنية سردها علينا الدكتور كمال مغيث بإسهاب و إِطْناب و تَعَمُّق كما العَالِم بها، وبتاريخ مصر قديمه وحديثه، ولأن التاريخ المصري هو واحد من الأطول والأكثر استمرارية في العالم ، ويمتد لأكثر من 5000 عام.
فكان للدكتور كمال مغيث الريادة بسرده ولأنه مُتحدث مفوّه ، ما عليك إلا أن تستمع له فيم لو تكلم، ولأنه كما الحكّائين الكبار الشيخ زكريا أحمد وكامل الشناوي وعبد الرحمن الخميسي ومحمد عوده وزكريا الحجاوي ومحمود السعدني
فقد فاجئني بألقائه لأغلب أشعار وكلمات أغانينا بداية من شوقي العظيم وحتى الابنودي، وهو ينتقل بين الفصحى والعامية بسلاسة، أشهد إنه من الحفّاظ الكبار مما جعلني حاسداً لذاكرته، ولأني ممن يسهون عن ماذا أكل بالأمس
بداية، مؤكد كان للستينيات حضور لافت بسرده ولأنها شهدت نبوغ الأغنية الوطنية
ولأن ذلك الزمن حقيق بأن نحيا فيه، ومازال يحيا فينا، ولأنه كان هناك تصور للنظام أو أيديولوجيا خاصة به نهتدي بها، ولأن مصر كانت تعج بالكبار الروائيين والشعراء والسينمائيين والمطربين والمطربات والموسيقيين و الاعلاميين ، والتشكيليين ، بل والساسة وحتى مقرأي القرآن
جميعهم نالوا شُهرة يستحقونها بزمانهم
فمما قال به د كمال
من أن الأغنية الوطنية لا شك ازدهرت منذ الخمسينيات بداية، وإن بدأت إرهاصاتها بشكل لافت قبلها بثلاث عقود تقريبا ، فقد غنى مجدد وباعث النهضة الموسيقية سيد درويش ومحمد عبد الوهاب، والست بالطبع،
مؤكد الأغنية ترتقي بإرتقاء الأوطان وتعتل بأعتلالها ، فقد وعينا على أغنية لها عنفوان وحضور كبيرين ، وقت كانت الأماني ممكنة بمشروعات تترى ونهضة لا تخطئها عين ، فتسابق الجميع على تقديم أعمال رائعة وكثيرة حفظت مكانها في تاريخ الأغنية
إذن ماذا الذي حدث وما جرى .؟
حتى تنحطّ الأغنية هذا الانحطاط المزر بكم من الإسفاف والتردي لم نشهده بعمرنا الممتد من قبل ، وحتى أسماء من يظنون في أنفسهم الغناء كمن جاؤا من مجارير ليحدثوا تلوث سمعي نحن لسنا في حاجة إليه.
” لا تسألني عن واضع قوانين البلاد ، بل إسألني عن واضع أغانيها “
كونفشيوس
تذكرت والعزيز كمال يتكلم ونحن له منصتون، أن هناك أغنية يصعب على المستمع إدراجها كأغنية وطنية
فمما لم يتناوله هو الأغنية الوطنية التي تناول الشعراء الحصَاد، كما غنى محمد عبد الوهاب بكلمات شاعره الأثير حسين السيد ( القمح الليلة )
أيام كان عندنا قمح
و كتب الشاعر فتحي قورة ولحن محمود الشريف ولا أجمل
اغنية أه يالمونى آيام عيد الحصاد التي غنتها العظيمة شادية بالعام 1958
اه يا لموني (عيد الحصاد)
وهنا شطر كبير من الأغنية
اه يا لموني يا لموني يا لموني
اه يا لموني في هواك ظلموني
يا لموني
بمدح المصطفى الهادي نبينا
يعود الفرح للأرض الحزينة
ومش معنى الفرح رقص وأغاني
ولا معنى الفرح شربات وزينة
يقول الراوي دي الفرحة الكبيرة
في ( أعياد الحصاد ) دائما تجينا
ومن بعد الشقى ترتاح قلوبنا
وخير الأرض بالبهجة يوافينا
ولولا ( القمح ) ما كانت حياتنا
ولولا العزبة ما تعيش المدينة
ولولا الصبر ما نبلغ مرادنا
وبالمجهود ما يشمت حد فينا
ولولا الفاس مع الفلاح ما ناكل
ولا تنفع سوزان من غير أمينة
يقول الراوي يوم عيد الحصاد
يا دنيا حزمينا ورقصينا
اه يا لموني يا لموني يا لموني
اه يا لموني في هواك ظلموني
يا لموني
اه يا لموني لمّا بتندهلي
بتنسيني حبايبي وأهلي
عايزة أطير وبروح على مهلي
أصلي بخاف أحسن يشوفوني
يا لموني
اه يا لموني يا لموني يا لموني
اه يا لموني في هواك ظلموني
يا لموني