تزييف الملكة كليوباترا.. تفاصيل أول خطاب لليونسكو لردع «نتفليكس»
أرسل فريق من القانونيين والأثريين، خطاب رسمي للأمم المتحدة “منظمة اليونسكو ” يطالب بتفعيل ميثاق الأمم المتحدة في صون التراث العالمي من التزوير والتزييف للحقائق التاريخية الثابته بعلوم المصريات التي تدرس في العالم كعلم وحيد وفريد لاقدم الحضارات.
ضم الفريق كلا من المستشار عصام رفعت خلف المحامي بالاستئناف العالي ومجلس الدولة والمستشار القانوني لوزير الثقافة والمستشار بمجلس الدولة المصري سابقا والدكتور أشرف صبري المؤرخ العسكري والفرعوني والباحث في الآثار الغارقه وتوثيقها والدكتور محمود حامد الحصري – الخبير الاثري – مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة جامعه الوادي الجديد.
يأتي ذلك ردا على قيام منصة نتفليكس ببث فيلم وثائقي يزيف الحضارة المصرية القديمة ويزيف صورة وتاريخ الملكة كليوباترا.
وأكد فريق القانونيين أنهم يقومون الآن بالتحرك إجرائياً وقانونياً محلياً ودولياً للمطالبة بحفظ وصون التراث الإنساني المملوك للبشرية أجمع والذي قام على أرض مصر منذ اكثر من 7000 عاماً مضت عليها وحافظ ابنائها دائماً على مر العصور على صونها من الاندثار والتزوير لحقائق لا تقبل النقاش أو البحث ثابتة ثبوت البنيان المصري القديم.
وأضافوا أنهم يستعينون بأفضل الباحثين والخبراء والمحبين للآثار المصرية العريقة محلياً ودولياً لردع هذه الهجمة غير المبررة لطمس التاريخ المصري القديم تحت أي مسمي ولو كان مسمى نومن به وهو الإبداع.
نص خطاب الرد على تزييف تاريخ الملكة كليوباترا
وجاء في الخطاب الموجه لأمين عام منظمة الأمم المتحدة.. ولمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو ” أن الحياة البشرية علي الكرة الأرضية في هذا العقد من الزمان تتمتع برعاية منظمة الأمم المتحدة للشعوب وصون الحضارات والتاريخ المعرض للإندثار
وكان للأمم المتحدة طوال عدة عقود طيب الأثر في الحفاظ علي التراث البشري المادي وغير المادي،، ووكانت وما زالت لا تتألو جهدداً اللحفاظ علي الموروث الثقافي للحضارات المتعاقبة والمملوك للبشرية أجمع.
وجاء في الخطاب أنه من واقع المسئولية تجاه صون التاريخ البشري وهوية الشخصيات التاريخية والصورة الذهنية للأجيال عند تناول المعطيات التاريخية والفنية ومن المعروف أن الفنون كانت ومازالت الموثق الأقوى للمعطيات التاريخية، وكم شاهدنا تزييف للحقائق أدي إلي الخلط بين الحقيقة والدراما التي تحاكي حقبة زمنية لها ثوابتها التأصيلية والتاريخية لشخصيات أثرت في العالم وتعد من أهم الحقب التأريخية.
ومن واقع ميثاق الأمم المتحدة في الحفاظ علي المورث اللامادي للحضارات،، ووفق إتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي الذي تبنته منظمتكم من خلال دعم السياسات وبرنامج لبناء القدرات، وجدنا الآن اعتداء علي الثوابت التاريخية إلى حد أكبر شركات الإنتاج والبث على شببكة الإنترنت،، ففي فيلم وثائقي تم إنتاجه وترجمته إعلاميا وتم بدء البث لو من يوم ١٠ مايو الجاري ٢٠٢٣ علي منصة “نتفيلكس Nettffiillex” التي هى في الأساس شركة ترفيهية في المقام الأول.
وبدون أدنى جدال هو عمل فني قيم جدداً واحتوى على أعلى معدلات الإنتاج والإخراج والتمثيل بشهادة المختصين ولكن ما تم رفضه واستهجانه جاء من معاني أخري داخل العمل الدرامي والإبداعي ومنها تتعرف البشرية علي الثقافات المتعاقبة، وحيث أن أمانة صون التراث العالمي المملوك للبشرية وفقا وهى من أهم سياسات الإنتاج الفني والدرامي وهى الثوابت الذهنية والتي علي أساسها تقوم الحضارات الثقاقية الأمم المتحدة منذ أكثر من سبعة عقود هى بين أيديكم ومن هذا المنطلق.
يشرفنا أن نعرض عليكم الموضوع حتي يتثني لكم التحرك الفعلي علي الصعيد الدولي لوقف تزييف التاريخ البشري تحت مسمي الإبداع وحرية الإبداع، فإن كان الإبداع حق فالحفاظ علي التاريخ من التزييف أحق بالرعاية والصون والدفاع عنه حال الإعتداء عليه تحت أي مسمى.
الفيلم الوثائقي مغاير تماما لتاريخ الملكة كليوباترا
وجاء في الخطاب أن الشركة المنتجة للفيلم خالفت المعايير الدولية لإنتاج الوثائقي وكان لابد من الإستعانة بخبراء ومتخصصين من خلال سرد الحقائق التي تتسم بالمصداقية خاصة أن ما ظهر في الفيلم الوثائقي مغاير تماما للتاريخ والثوابت التراثية عن ملكة مهمة من ملكات مصر مما سبب للكثيرين مضايقات بسبب تزييف التاريخ لفيلم وثائقي يحمل العديد من التحفظات والتي تدرجها الشركة المنتجة تحت مظلة الإبداع ولم يكن حديثنا وانتقادنا للدراما والفنون والسياق الدرامي والسيناريو والتصوير والتمثيل والحرية المطلقة التي تأتي في سياق الدراما.
ولكن تأكيدا علي حرية التعبير والإبداع الفني نؤكد أنه ليس حديثنا تقييم العمل دراميا والإخراج وفنيا وإنما نؤكد علي رفضنا التام بكافة أطياف المجتمع المصري والعربي لتزوير التاريخ بوجود شخصية صاحبة بشرة بيضاء فائقة الجمال، وتصويرها – كليوباترا – اليونانية مصرية الإغريقية الملكة لا تقبل إلا أن يلتزم منتج المصنف بأن يكتب أنها لجنس زنجي وهو مغاير تماما للبشرة التي تنتمي صاحبتها لها ولا يمثل الحقبة التاريخية وإلا وجب علي الشركة المنتجة تعويض الدولة عن هذا العمل الدرامي الهزلي وتعويض أيضا لإزدراء الثقافة المصرية القديمة تحت بند الإبداع بارتكاب المخالفات الآتية في حق الحضارة المصرية القديمة :
الاعتداء باسم تنوع الثقافات علي ثوابت التاريخ المصري القديم بتزوير منصة نتفيلكس لشخصية الملكة “كليوباترا السابعة” آخر ملكات مصر القديم.
كما أن في بيان رسمي أكد د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى الآثار أن ظهور البطلة بهذه الهيئة سوداء اللون يعد تزييفاً الأمر الذي يتعين على القائمين ضرورة تحري الدقة والاستناد إلى الحقائق التاريخية.
وجاء في الخطاب أنه حيث أن رؤية اليونسكو – الحفاظ علي التنوع الثقافي حيث أنه الآن يتم الإعتداء على الثقافات بالأشكال الجديدة للتعصب ورفض منتجي الفيلم الانصياع للحقائق العلمية في شأن التاريخ المصري القديم حال سرد مؤلفهم الدرامي، وإذ يتأكد بالعديد من الآراء أن التساوي بين الثقافات هو شأن ترعاه المنظمة.
وطالب الخطاب أيضا بتصحيح الأخطاء التاريخية التي وردت في مجمل العمل الوثائقي الذي يعتبر من توثيقات تحت ستار التعصب الثقافي والفني لعمل يتسم بالتزييف.
ومن حيث أن اليونسكو تتبع سياسة عدم التسامح المطلق علي المضايقات بكافة أشكالها، ومن أجل الأمانة الاجتماعية والتفعيل المجتمعي لسياسات المجتمع الدولي برفض ومناهضة الاعتداء على التاريخ وتزييفه والاعتداء على الهوية المصرية من منصة نتفليكس لذلك نؤكد علي رفضنا التام للمضايقات التي تقوم بها الشركة المنتجة للفيلم بهذه الهيئة التي تتنافى مع أبسط الحقائق التاريخية.
خاصة أن كليوباترا السابعة من أسرة مقدونية عَريقة كما أنها لها بشرة فاتحة اللون وأنها ذات أصول مقدونية وليست سمراء أو زنجية ولكنها ملكة مصرية ذات ملامح هيلنستية وأصول يونانية فاتحة اللون، فوالدها الملك “بطليموس”” الثاني عشر ووالدتها الملكة كليوباترا الخامسة وأخوها الملك “بطليموس”” الثالث عشر وجميعهم من نفس جلدة اليونان ذوات البشرة البيضاء، وبالتالي لم يكونوا أفارقو أو ذوي بشرة سوداء.
عمل مغرض
وأشار الخطاب أن تصوير الملكة المصرية “كليوباترا” السابعة بهذا الشكل، لو غرض مسبق وهو خدمة من يسمون أنفسهم بجماعة “الأفروسنتريك Affrrocenttrriissm” أو ما يعرف بالمركزية الأفريقية، و هو نموذج فكري يسعى إلى تسليط الضوء على الهوية والمساهمات الخاصة للثقافات الأفريقية في تاريخ العالم.
وتهدف هذه الحركة إلى القضاء على الجنس االأبيض في أفريقيا الشمالية والجنوبية وخصوصاً الأمازيغ والناطقين بالعربية والأوروبيين في أفريقيا الجنوبية،، فضلا عن الترويج لمقولة أن : الحضارة المصرية القديمة والحضارة المغربية والقرطاجية هي حضارات زنجية.
فالأفروسنتريك هي مؤامرة كبري علي مصر هدفها سرقة الحضارات وتزييف التاريخ، ولها الكثير من الداعمين حول العالم، منهم الممثل الكوميدي الأمريكي “”كيفين هارت”، ومخرجة هذا العمل الأمريكية من أصول أفريقية “جادا سميث” زوجة الممثل “”ويل سميث””، إحدى الداعمين لفكر المركزية الأفريقية، أو “الأفروسنتريك” والذي اتضح من خلال إخراجها لهذا العمل كم العبث في تزييف الحقائق التاريخية لصالح جماعات أو فئات بعينها بالمخالفة لمواثيق الأمم المتحدة التي تحض من الاعتداء علي الثقافات تحت مسمي الحريات.
وأضاف الخطاب أن مقدميه سيقدمون كافة أوجه الدعم القانوني محليا ودوليا لمنع الاعتداء علي الحضارة المصرية العريقة، مؤكدين أنهم ليسوا ضد الجنس الآخر ولا عنصريين، وإنما يطالبون بأبسط حقوقهم في عرض حضارتنا دون تزييف.
وطالب مقدموا الخطاب منصة نتفيلكس بالإعتذار وسحب مسلسل كيلوباترا علي أن يتم عرض مسلسل يجسد الشخصية بحقيقتها التاريخية والتأصيلية العلمية المصرية.
وأوضح مقدموا الخطاب لليونسكو أنه في حالة رفض سحب الفيلم من المنصة فيتوجب الحق في التعويض المناسب عن الأضرار التأريخية والاجتماعية والثقافية التي لحقت بجمهورية مصر العربية التي عاشت بها الملكة كليوباترا السابعة أحد الرموز التاريخية في حكم مصر والالتزام بعدم نشره بأي وسيلة أخري.