تصريحات مدبولي كشفت ألغاز ملف الغاز ؛ وتأثيره علي قدرة مصر علي مواجهة تحديات الملف الفلسطيني …
• [تقرير حصري كاشف] ...
مصر القاهرة – وكالات – عمرو عبدالرحمن
استبشر المصريون خيرا بتصريحات مدبولي – رئيس الوزراء – سنة 2022، بأن مصر ستحقق اكتفاءها الذاتي من الغاز وتصدر الفائض للخارج سنة 2023.
.
ويبدو أن صانع القرار لم يقرأ المشهد الدولي مسبقا.. وهو يطلق تصريحات حالمة، تحولت إلي سراب، نتيجة انخفاض إنتاج حقول الغاز المصرية مثل حقل ظهر.
.
وبعد أن كانت القاهرة تحلم بالتحول لمركز إقليمي لتجارة الغاز بشرق المتوسط، لإيصال الغاز المسال إلى أوروبا بعد تسييله في محطات الإسالة المحلية، وفي ظل حاجة دول القارة العجوز لتنويع وارداتها بعد الضربة القاصمة التي تلقتها في أعقاب الحرب الأوكرانية..
.
وتحول الغاز الإسرائيلي من (إحدي مصادر الغاز الذي تقوم مصر بتسييله وتصديره للخارج، إلي مورد رئيس لتغطية احتياجات السوق المحلي حتي لا تتحول البلاد إلي ظلام دامس نتيجة قطع الكهرباء ونقص الغاز!
.
وهو ما يجعل القاهرة أكبر المستفيدين من تطوير حقل غاز إسرائيلي استعدادًا لبدء الإنتاج منه وزيادة واردات مصر من الغاز الإسرائيلي، السنوات القليلة المقبلة، وعبور أزمة تراجع إنتاجها من الغاز الطبيعي!
.
وبحسب منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)؛ فإن حقل كاتلان الإسرائيلي للغاز، أصبح رابع أكبر حقول الغاز في إسرائيل، بعد حقول تمار وليفياثان وكاريش.
.
وتعتمد مصر على واردات الغاز إسرائيلي، لمواجهة أزمة تراجع الإنتاج وتلبية الطلب المحلي؛ إذ كانت القاهرة تعمل على إسالة هذا الغاز وتصديره، إلا أن أزمة الكهرباء المحلية أجبرتها على وقف التصدير في شهر مايو.
.
- إحصائيات دولية
.
زادت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي إلى 4.38 مليار متر مكعب خلال المدة من يناير 2024 حتى نهاية مايو الماضي، مقابل 3.82 مليار بنفس المدة عام 2023.
.
فارتفع متوسط الواردات المصرية خلال الأشهر الـ5 من 2024 إلى 877.4 مليون متر مكعب، مقابل 764.4 مليون متر مكعب خلال الأشهر الـ5 الأولى من العام الماضي.
.
وفق مذكرة تفاهم بين شركة إنرجيان تو الإسرائيلية، والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، لبيع وشراء نحو 3 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، في المتوسط لمدة 10 سنوات.
.
- حينما أظلمت مصر 3 ساعات كاملة !
.
جدير بالذكر أن توقف حقل غاز إسرائيلي كان سبب قطع الكهرباء عن مصر 3 ساعات، يوم 25 يونيو الماضي، بعد تراجع إمدادات الوقود لمحطات التوليد.
.
ويومها أعلن “مدبولي” إن أحد الحقول من دول الجوار خرج من الخدمة، وتوقّف فجأة لمدة 12 ساعة!
.
- أوراق قليلة
.
المؤكد أن العجز الضخم في مصادر الطاقة، وارتباط تغطيته بالواردات الإسرائيلية يضع قيودا شديدة علي صانع القرار، نحو التعامل مع الملف الفلسطيني.. علي جبهتنا الشرقية..
.
وهو ما يجعل أوراق مصر المتاحة للتعامل مع الملف الفلسطيني قليلة جدا..
.
بينما يبدو [الخيار العسكري] مستبعدا تماما في ظل عاملين :-
.
- أنها تحتاج للغاز من تل ابيب بعد تحول التعامل من تكريره وتصديره لأوروبا عبر مصانع التكرير المصرية، فأصبح اليوم موردا للاستهلاك الداخلي لا غني عنه وضمان اساسي لوقف تخفيف الأحمال الكهربائية!
- من هم مفترض أنهم أشقاء وشركاء في الخليج العربي، هم شركاء لتل أبيب بعد توقيع اتفاق التطبيع الابراهيمي الوقح..
- وأدي تمكينهم اقتصاديا في مصر لتحولهم إلي مركز قوي ضاغط علي الشعب والدولة، يضاف إلي مراكز القوي القائمة وأعني بهم شركاهم من أعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي (الجديد)…
.
حفظ الله مصر