تمضى الذكرى وتبقى العبرة …
اللواء أركان حرب / محمد يوسف شعيشع - يكتب من عرين الأسود - في مصر القاهرة ...
كان إنتصار جيش مصر العظيم فى السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣م علامة مضيئة فى تاريخ مصر.
كما كان ترسيخا لكثير من الثوابت المرتبطة بتاريخ الدولة المصرية العريقة والعميقة والعتيقة.
كان أول وأهم تلك الثوابت أن مصر أول دولة فى التاريخ الإنسانى، ومنها تعلمت كل الأمم ماهية الدولة.
فلا يمكن لكيان غير شرعى وهو الكيان الصهيونى – وإن تحالفت معه قوى عظمى – أن يسقط الدولة المصرية أو يدنس ترابها الوطنى بما حققه فى الخامس من يونيو ١٩٦٧م.
فكان بعدها ؛ نصر أكتوبر العظيم.. واستعادة ارض سيناء الطاهرة بصحوة وانتفاضة خير أجناد الأرض، وخلفهم شعبهم العظيم، وبقيادة واعية تعرف قدر مصر ومكانتها وعظمتها.
كانت كبوة الخامس من يونيو عام ١٩٦٧م بمثابة نكبة أكدت إن مصر مهما مر بها من نكبات تستعيد هيبتها ومكانتها وترابها الوطنى.
فهى الباقية على أرضها الطيبة منذ فجر التاريخ.
وهى الثابتة المستقرة إلى يوم الدين بإذن الله.
إنها مصر الدولة التي تتمدد لتحمى أمنها الوطنى ولكنها أبدا لا تتخلى عن حدودها الأصلية الثابتة، ولا تفرط في ترابها الوطنى مهما كانت التضحيات.
وتشهد أرضها الطاهرة على ذلك بما ارتوت به من دماء المدافعين عنها على مر التاريخ لصد الغزاة و الطامعين فلم يبقى لهم فيها إلا قبورهم.
وتشهد سماء مصر على عظمة جندها، بما يرفرف فيها من أرواح شهداء ضحوا بأرواحهم دفاعا عن وطن يعلم كل المنتمين إليه عبر التاريخ إنه وطن يستحيل التخلى عنه.
وهو بالنسبة لكل مصرى أصيل ؛ وطن لا يملك المصريين غيره.. ولا يمكنهم التخلى عنه مهما كانت التضحيات.
تلك قيم وثوابت وموروث تاريخى يحتفظ به كل مصرى به فى وجدانه وفى دمه وفى جيناته التى تنطق بمقولة يعرفها كل مصرى أصيل (أرضى هى عرضي).
.
تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر
.
حفظ الله مصر