تمضى الذكرى وتبقى العبرة ؛ ملحمة السادس من أكتوبر ١٩٧٣ …
اللواء أركان حرب / محمد يوسف شعيشع - يكتب من عرين الأسود - في مصر القاهرة ...
ملحمة أكتوبر كانت ؛ معركة حربية أنتصر فيها خير أجناد الأرض و كانت معجزة بكل المعايير العسكرية والإنسانية والإقتصادية بأى مقياس وبأى حسابات منذ عرف الإنسان معنى التاريخ وسجل حروبه.
قبل السادس من أكتوبر كان التفوق فى التسليح والعتاد و الإمكانيات المادية حليفا للجانب الإسرائيلى هذا التفوق بمعايير المكسب والخسارة يمكن الجانب الإسرائيلى من تحقيق النصر وكانت اسرائيل وحلفائها يدركون ذلك بثقة ويقين وبقى خلف الستار بالنسبة لهم حقيقة قدرات وإمكانيات وعزيمة وإرادة شعب مصر العظيم مؤسس الحضارة الإنسانية وصاحب أول دولة فى التاريخ وأبنائه خير أجناد الأرض
فى ٥ يونيو ١٩٦٧م نجحت إسرائيل فى غفلة من الزمن من تحقيق نصر مزيف وإستطاعت من خلاله أن تستولى على شبه جزيرة سيناء وبدون الدخول فى تفاصيل أسباب تمكن إسرائيل من الإستيلاء على جزء من التراب الوطنى لمصر فإنه بعد ذلك وخلال الفترة من الخامس من يونيو ٦٧م إلى السادس من أكتوبر ٧٣م أدركت إسرائيل أن المصريين على قلب رجل واحد قمة الوطنية و الثبات والوعى.
ولقن جند مصر إسرائيل خلال هذه الفترة دروسا أولها أن الشعب المصرى يرفض الإستسلام وبدأ بعد الهزيمة بأيام عمليات عظيمة هى ضمن أنزه حروب المقاومة عبر التاريخ فكانت معركة رأس العش فى يونيو ١٩٦٧م.
وبعدها إغراق المدمرة إيلات فى أكتوبر ١٩٦٧م تلاها إستشهاد الفريق عبد المنعم رياض فى مارس ١٩٦٩م ثم تدمير الحفار الإسرائيلى فى أبيدجان فى مارس ١٩٧٠م تلك المواجهات أبهرت العالم فخلال ست سنوات من ١٩٦٧م إلى ١٩٧٣م اهتز الكيان الصهيونى وأدرك أنه فى مأزق فخلال تلك السنوات الست من عمر المحروسة سجل للمصريين فى كتب التاريخ فترة أثبتوا فيها أنهم قادرون على قبول التحدى والتصدى له.
ورغم ذلك كان لدى إسرائيل ادراك أن المانع المائى ممثلا فى قناة السويس والسواتر التربية و النقاط الحصينة التى إقامتها شرق القناة مباشرة سيكون من المستحيل التغلب عليها و العبور إلى سيناء.
وجاء يوم السادس من أكتوبر وكنت المعجزة فسقط الحلم الإسرائيلى إنكسرت إرادة الصهاينة فى مواجهة خير أجناد الأرض وحقق جيش مصر نصر سجله التاريخ بأحرف من نور.
حقق جيش مصر العظيم نصرا كانت البطولة فيه لكل شعب مصر العظيم وكان أبناءه خير أجناد الأرض فى المقدمة فكان الجندى المصرى هو سيد الميدان وهو المنتصر رغم تفوق العدو فى التسليح ولكن بقيت إرادة خير أجناد الأرض فقط هى الأقوى وهى المنتصره دائمأ بعون الله.
ويؤكد ذلك أنه بعد حرب أكتوبر ٢٩٨٣م قامت اسرائيل بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق برئاسة القاضى أجرنات يقول التقرير
(الساعة الثانية ظهرا انطلقت صفارات الإنذار كأكثر حدث زلزل إسرائيل فى تاريخها هجوم مفاجئ من كل من مصر وسوريا مخطط ومنفذ بشكل جيد وخلال ثلاثة أسابيع مات ٢٥٠٠ جندى إسرائيلى وجرح أكثر من ٣٠٠٠ جندى واسر ٣٠٠ جندى اسرائيلى إسرائيل واجهت أول هزيمة وتلاشى الشعور بأنها دولة لا تقهر وأنها القوة الإقليمية الأقوى بالمنطقة وذهبت نشوة النصر فى حرب ١٩٦٧م)
تحية لكل من شاركوا فى حرب أكتوبر ٧٣م ورحم الله من ضحوا بأرواحهم نحتسبهم عند الله فى جنة الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء.
.
حفظ الله مصر