توسيع الأوعية الرئوية عن طريق القسطرة: تدخل واعد لعلاج ارتفاع ضغط الشرايين الرئوية الناجم عن التخثر الدموي المزمن
خالد سامي
الارتفاع المزمن بضغط الشرايين الرئوية الناجم عن جلطات الرئة (Chronic Thromboembolic Pulmonary Hypertension—CTEPH) هي حالة مرضية تتميز بارتفاع مستمر في ضغط الشرايين الرئوية و ذلك نتيجة لتخثر الدم بهذه الشرايين. وقد يعاني المصابون بهذا المرض من أعراض قد تؤثر علي حياتهم اليومية مثل صعوبة التنفس و الاجهاد و آلام الصدر.
و يقول دكتور هشام صلاح الدين أستاذ أمراض القلب و الأوعية الدموية بكلية طب قصر العيني أنه لسنوات عديدة كان الخيارالوحيد للعلاج بالاضافة للأدوية المضادة للتخثرهو التدخل الجراحي عن طريق استئصال التجلطات الموجودة بالشرايين الرئوية، و لكن ظهرت في السنوات الأخيرة تقنية جديدة للعلاج تسمى توسيع الأوعية الرئوية عن طريق القسطرة القلبية بواسطة البالون (Balloon Pulmonary Angioplasty—BPA).
و يمثل توسيع الأوعية الرئوية بواسطة البالون خيارًا علاجيًا جديدًا للمرضى الذين لايستوفون شروط الخضوع للجراحة أو لا زالوا يعانون من ارتفاع بضغط الشريان الرئوي بعد الجراحة، خاصةً مع وجود تضيق أو تليف بالأجزاء البعيدة من الشرايين الرئوية التي لا يمكن الوصول اليها جراحيًا . و يتضمن الإجراء إدخال قسطرة توجيهية من خلال الوريد الفخذي وتوجيهها إلى الشريان الرئوي المستهدف مع الاسترشاد بالأشعة السينية، و يتم استخدام بالونات متخصصة لتوسيع الأوعية المسدودة، مما يحسن تدفق الدم الرئوي ويقلل من ارتفاع ضغط الشرايين الرئوية، و عادة تكون هناك حاجة لعدة جلسات من التوسيع البالوني لعلاج أكبر عدد من الشرايين الرئوية المتأثرة بشكل كافٍ.
و قد أظهرت الدراسات نتائج واعدة لهذا الاجراء و ذلك من خلال حدوث انخفاض ملحوظ في متوسط ضغط الشريان الرئوي و تحسن في جودة الحياة لدي المرضي من خلال زيادة قدرتهم على ممارسة أنشطتهم اليومية.
و تفتح هذه التقنية المستحدثة بارقة أمل لكثير من هؤلاء المرضي الذين يعانون من هذا المرض و لم يتحسنوا يشكل كاف باستخدام العلاجات المتاحة. و أضاف الدكتور هشام أن تقنية BPA و غيرها من التدخلات اللا جراحية ستكون سببًا في تحسين نتائج العلاج في هذه الفئة من المرضى الذين كان يصعب علاجهم من قبل.