حديث الكرافتات بين السيسي وبوتين !
عمرو عبدالرحمن – يقرأ الرسائل المشفرة – من : مصر القاهرة
من يتابع لقاءات الرئيسين ؛ عبدالفتاح السيسي و ڤلاديمير پوتين،، يكتشف كيمياء خاصة بين الشخصيتين.
.
ومن يتابع لقطاتهما المشتركة سويا، يجد تناغما واضحا في ألوان ربطات العنق (الكرافتات).
.
تُري؛ هل لأنهما قادمان من نفس البيت المخابراتي النبيل في البلدين العريقين؟
.
ولمن لا يعلم هناك بروتوكول خاص لألوان رابطة العنق وفقا لكل مناسبة دبلوماسية أو رسمية، في الأوساط السياسية.
.
ففي حفل صب خرسانة المفاعل النووي بمحطة الضبعة المصرية بتكنولوجيا روسية؛
.
ارتدي پوتين كرافات بنفسجي اللون: إشارة إلي التواضع والاحترام، مع كون البنفسجي بالأساس لون القياصرة والأباطرة.
.
وارتدي السيسي كرافات رمادي اللون: إشارة إلي الواقعية والاستقرار والتوازن.
.
المؤكد أن رسائل الكرافتات المتبادلة، منذ اللقاء الأول للرئيسين، تفيد بأن الصداقة المصرية الروسية – التاريخية، عادت بقوة لتعيد الاتزان للدبلوماسية المصرية التي مالت كثيرا نحو الغرب الأميركي في العهد البائد، علي حساب الأمن القومي والمصالح العليا للبلاد.
.
والحقائق بلون الكرافات تقول؛ أن روسيا – بوتين، تختلف كثيرا عن روسيا السوفييتية، من حيث الوضوح والصراحة في نقاط الاتفاق والاختلاف.
.
حيث الصداقة بين الرئيسين قائمة علي الشراكة الاستراتيجية والاحترام المتبادل، وليس علي أساس اعتبار مصر (حليفا روسيا) كما كانت في الستينات.
.
وبينما تتفق إرادة الدولتان في مناطق ، نجدها تتقاطع وتتصادم في مناطق أخري من العالم.
.
فروسيا التي تخوض حربا عادلة لتحرير أرضها المحتلة بالقرم، توحد فيها شعبها علي قلب محارب واحد؛
.
تعد داعم رئيس، لمصر في مسيرة دفاعها عن الحق العربي بالأرض المحتلة.
.
وهي شريك اقتصادي واستثماري وتكنولوجي وعسكري من الطبقة الأولي، ورفيقة الدرب علي طريق الحرير.
.
وهي حليف جبهة واحدة تصطف بها دول مثل كوريا الشمالية وفنزويلا في مواجهة الهيمنة الاستعمارية الأمريكية الأنجلو-ساكسونية الطاغية علي العالم إعلاميا واقتصاديا بدولارها الورقي الفارغ ونظامها البنكي الربوي.
.
لكن.. المصالح تتعارض في مسارات أخري دقيقة – خاصة علي الجبهة الجنوبية الاستراتيجية لمصر..
.
كما في السودان الذي شهد تدخلا روسيا عبر منظمة فاغنر المرتزقة لنهب الذهب من إقليم دارفور دعما لاقتصادها العسكري، فكانت إحدي أسباب اشتعال الحرب الأهلية الدائرة لإعادة تقسيم المقسم السوداني – بتواطؤ بعض أنظمة الخليج.
.
وكما في الملف الأثيوبي، وسد النهضة، الذي تعتبره موسكو حقا أثيوبيا أصيلا، سعيا منه لإيجاد موطئ قدم بالقارة الإفريقية، في صراع نفوذ صريح بين البلدين.
.
ويبقي صوت القوة والقدرة (اقتصاديا وسياسيا وعسكريا) هو الدافع الرئيس للاحترام المتبادل بين أي بلدين في عالم، لا يحترم إلا القوي..
.
وهو ما ذكره الرئيس السيسي صراحة في مقولته:
- [العفي محدش يقدر ياكل لقمته].
.
حفظ الله مصر