منذ عدة أيام مضت أطلت علينا منصات التواصل الاجتماعي بفيديو انتشر -كالعادة- كانتشار النار في الهشيم ليطل علينا وجه قبيح من السلوك الإنساني والنفسي غير السوي لزوج ينشر على صفحته الشخصية فيديو لزوجته صغيرة السن تضرب والدة الزوج ومحاولة فاشلة لأم الفتاة للفصل بينهم…. وتنطلق التعليقات من الجميع من مختلف الأعمار والثقافات… اشترك الجميع -وبلا استثناء- في إنكار الفعل من الزوج بنشر الفيديو على منصات التواصل، ومن الفتاة المعتدية على والدة الزوج… وهي الفطرة السليمة السوية التي ترفض التشهير ونشر الخصوصية والمشكلات الزوجية على الملأ من الجميع ليشارك الجميع تفاصيل الحياة الشخصية لتصبح عرضه لآراء وأفكار متنوعة ومختلفة طبقا لثقافة وتعليم الأفراد رافضين ما فعله الزوج رفضا قاطعا…إلى رفض أسلوب العنف البدني واللفظي والتعامل باليد والضرب والقوة والرعونة وإلغاء الفكر والعقل في جميع أمور الحياة… هذا ما اتفقت عليه جميع الأطياف، ويوافق النفس البشرية السوية …وانقسمت الآراء وظهر الاختلاف إلى فريقين… بين فريق معظمه من السيدات أصحاب التجارب المريرة في بيت العيلة ينكر الفعل، ولكنه يقف في صف المدافع والمساند للزوجة مبررا لها الفعل نتاج ضغط عصبي واقع عليها مررن به جميعا حتى إن بعضهن المحن إلى محاولة الانتحار أو قد يصل الأمر للقتل !!!…وعلى الجانب الآخر فريق مدافع عن والدة الزوج وهي بمقام الأم مهما فعلت وعن حق والدة الزوج في السمع والطاعة مع التزام الزوجة بالصبر والتحلي بمكارم الأخلاق…وللبحث عن الحلول وهي أفضل الحلول هو الفصل بين الزوجة ووالدة الزوج في السكن والحياة المستقلة بعيدا عن تدخل أهل الزوج طالما فقدت الحكمة واللين واللطف من جميع الأطراف، ووصل الأمر إلى التهديد الصريح لهدم الحياة الأسرية وتشتت الأطفال… ليطل علينا المشهد والأحداث بالفكر الرافض تماما لزواج الفتايات ببيت العيلة ورفض الصغيرات المقبلات على الزواج بيت العيلة… في ظل ظروف اقتصادية يعلمها الجميع ولصعوبة توفير السكن البديل وخاصة في القرى والأرياف التي تعتمد فيها الحياة على حياة تكافلية بين الأم والأب والأبناء…. وفي هذا الصدد لي رأي مخالف… يا سادة كم من زيجة ناجحة في بيت العيلة كم من أسرة عاشت وأبناء كبرت وتربت في بيت العيلة… بيت العيلة بكل ما فيه من دفيء الأهل والصحبة والسند والألفة… ليست كل بيوت العيلة بالسوء نفسه… بيت العيلة الذي يراعي الأصول… بيت العيلة الذي يحترم خصوصية الأبناء وزوجة الابن… بيت العيلة الذي به من الرحمة والود وكثير من الصبر… بيت العيلة الذي يحترم فيه الصغير الكبير ويوقره… بيت العيلة الذي فيه أم الزوج الأم الثانية ووالد الزوج في مقام الأب وزوجة الابن في مقام الابنة… وببعض التباعد ورسم الحدود بين الأطراف جميعهم …أنه التعامل الحكيم من الجميع باختلاف طباعنا وبسلوك وأدب إسلامي رفيع للعيش والتعايش بسلام… حث عليه الرسول الكريم مع الجميع، وفي أبسط أمور الحياة من آداب الاستئذان للزيارة، وفي نص قرآني صريح الله تعالى يقول: (وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ… وفي حسن المعاملة في الإسلام عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) حديث حسن رواه الترمذي وغيره من أحاديث تحث على حسن المعاملة مع الأهل والجار… ليست المشكلة الزواج في بيت العيلة المشكلة في من يقطن هذه البيوت في التعامل بأخلاق برقي بلطف وبحب… التعامل برجولة ومسؤولية من الزوج وبحب ولين وتفهم من الزوجة… أحسنوا الاختيار لابنك وابنتك …أحسنوا اختيار من يصون العشرة والود… أحسنوا اختيار بيت العيلة الذي ستبدأ فيه ابنتك حياتها …أما آن الأوان لتغيير الفكر لتغيير عادات وتقاليد تثير المشاكل والجدل مثل المواسم وعشا أم العريس وغيرها كثر من عادات وتقاليد بالية ما زلت متوارثة في الريف والقرى؟؟… ولرجال الدين والإعلام وأضف إليهم وسائل التواصل الاجتماعي الدور الفعال الأكبر في نشر ثقافة وفكر وتحضر ورقي وسنة شريفة للعامة من الشعب بكل طوائفه للارتقاء بأسلوب وطريقة الحياة…فإذا عجزتم أن تكونوا لبعض السند والمودة والرحمة…إذا عجزتم عن التعامل بمكارم الأخلاق وحسنها فلا تلوموا سوى أنفسكم …ولنتذكر جميعا أنها الحياة وما بها من كد وتعب ومشقة سنتركها جميعا يوما ما لحياة الخلد، فلتجعلها هينة لينة سهلة بسيطة عليك وعلى من حولك.