حين يتحدث الصمت
الكاتب بسام البدير
الصمت، تلك اللحظة التي يبدو فيها العالم متوقفًا حيث تختفي الأصوات وتختبئ الكلمات
ليس مجرد غياب للحديث بل هو لغة بحد ذاتها.
في كثير من الأحيان يتحدث الصمت بصوت أعلى من أي كلمات يمكن أن تُقال..
يروي قصصًا يعبر عن مشاعر عميقة وينقل أفكارًا لم تستطع الكلمات التعبير عنها.
في حضرة الصمت نجد أنفسنا أمام مرآة أرواحنا ننظر بعمق إلى داخلنا حيث يختبئ ما لا نجرؤ على مواجهته في الزحام. الصمت يمنحنا فرصة للتأمل لإعادة ترتيب أفكارنا وتصفية قلوبنا.
هو مساحة نلتقط فيها أنفاسنا ونستعيد فيها هدوءنا المفقود في ضجيج الحياة اليومية.
وفي لحظات الصمت بين اثنين حيث لا تُنطق الكلمات تكمن أحيانًا أعمق المشاعر.
ربما يكون الصمت بين الأصدقاء أو الأحباء مليئًا بالطمأنينة تلك الطمأنينة التي لا تحتاج إلى عبارات لتُفهم وإنما يُعبَّر عنها بالنظرات أو الحضور.
إن الصمت بين قلبين متفاهمين هو أكثر صدقًا من أي محادثة قد تُجرى.
ومع ذلك هناك نوع آخر من الصمت صمت يتسلل عندما لا تجد الكلمات سبيلها للتعبير عن الألم أو الحزن.
حين يكون الصمت ثقيلاً كأنه يحمل على عاتقه كل ما لم يُقل. في هذه اللحظات
قد يكون الصمت هو السبيل الوحيد للبقاء متماسكًا، ولكنه أيضًا دعوة إلى استكشاف مشاعرنا بشكل أعمق.
الصمت هو مساحة للتفكر للتعبير غير المنطق ولإعادة الاتصال بذواتنا وبالآخرين.
في نهاية المطاف علينا أن ندرك أن الصمت ليس دائمًا فراغًا بل هو لغة تحمل بين طياتها الكثير وتستحق أن نفهمها ونستمع إليها بعمق.