سمير المصري

د.سمير المصري يكتب....صباح_مصري .....حتى ولو باضت الدجاجة فيلا يطير..!

يحكي أن هناك مجموعة الأصدقاء، نما إلى علمهم، وسمعوا عن فوائد مزارع الدواجن، وعن مكاسبها، وأرباحها الكبيرة، ففكروا يعملوا مشروع مزرعة دواجن، وقتها كانوا يملكون قطعة أرض، فحرثوها، وقاموا بدفن مجموعة من الدجاج تاركين روؤسهن للأعلى.وبعد مرور يومين، مات كل الدجاج، فقال أحدهما لصديقه ربما أننا زرعنا أرجل الدجاج بالخطأ، والمفروض علينا ان نقوم بتجربة طريقة ثانية، ونعكس الطريقة، يعني بدلا من زراعتها بالأرجل وندفنها ، نغير وندفن بالعكس، رؤوسهن في الأرض وأرجلهن لأعلى مثل طريقة زرع الشجرة … مش دي طريقة زرع الشجر ..
الشجرة لما تزرع أصلها، تطلع منها شجرة ثانية مثمرة ، المهم، غيروا الطريقة ودفنو الدجاج لكن ارجلهن للأعلى وحدث ذات الشيء ، أن جميع الدجاج مات.
فقالوا ايه ؟ لا كدة اصبحت خسارتنا كبيرة، مافيش غير أننا نتصل بشريكنا الثالث، صاحبهم اللي كان موجود في الخارج .. اللي بيدرس، يعني أكيد هو دكتور وواحد متعلم ودارس وفاهم أكثر منا ، وطبيعي يعرف السبب وراء اللي بيحصل،
مرتين فشلوا في مزرعة الدواجن ، ماذا كان السبب ؟

المهم … قصوا عليه القصة كاملة ، وحكوا بالتفصيل وسألوه تتوقع ايه يكون سبب فشل التجربة؟ فقال لهم الرد الشافي… ان السبب واضح جداً وظاهر من اللحظة الأولى، ومش محتاج تفكير، وأنتم غلطانين جدا، يعني في كل الحالات كان لازم تسألوني قبل ما تبدأوا المشروع … وبعد عتاب مرير، وفلسفة، ومهاترة، وصفصطة، والحديث بالمنطق، وثرثرة قال لهم القول الفصل
“عموما هذه الأرض بالذات غير صالحة للزراعة ” فقالوا وما الحل ؟
أشار عليهم المتعلم ، الدارس بالحل ، وقالهم أن الحل سهل وبسيط، غيروا التجربة و الزراعة بأرض ثانية، أرض أخرى لها مجاورة وستنجح المزرعة بنسبة 100% ، وهذا كلام لا يحتاج اي تردد وضروري جدا تسمعوا الكلام وطبقوه .
المهم انهم اتحمسوا للفكرة فعلا، وبدأوا يبحثون عن أرض جديدة واستاجروها ، وبعدين أعادوا الطريقة الأولى تاني، فلم تنجح فأعادوا الطريقة الثانية فلم تنجح !
المهم اتفقوا مع بعضهم أن المرة دي لازم يروحوا يسألوا صاحب تجربة فقال لهم ايه ؟
ازاي تدفنوا الدجاج بالطريقة دي؟ ده خطأ كبير ولكن الصحيح ان تدفنوا البيض في التراب لمدة أسبوعين لأن الدجاج يخرج من البيض، ولا يخرج من الدجاج مباشرة…
اقتنعوا بالطريقة الجديدة الجميلة . فعادوا الى مزرعتهم الأولى وهم فرحانين لأن الطريقة فعلا منطقية ومقبولة والخير قادم !

قاموا بزراعة البيض ودفنه في التراب وبعد أسبوعين مفيش نتيجة ولم تخرج الدجاج ، وحفروا فوجدوا جميع البيض قد فسد ! فسألوا عن مجرب آخر فقال لهم الأرض بتاعتكم غير صالحة للزراعة ولا ينفع اصلا تزرعوا البيض في التراب، ولكن ازرعوا البيض في السطوح تحت الشمس وبعيدا عن الرطوبة لأن البيض يحتاج الى شمس وحرارة.
المرة دي رجعوا فرحانين وأحسوا أن هذه الطريقة إبداعية ومبتكرة ومنطقية وغير مسبوقة ، فقاموا بزراعة البيض في سطوح المنازل وبعد أسبوعين لم يخرج الدجاج ، وفسد البيض، فاصيبوا بالإحباط الشديد، بل ويأسوا من الطرق وضاعت أحلامهم سدى، وأصبح لديهم عقدة نفسية .
المهم في ناس قالوا إن فيه طريقة صحيحة وبسيطة ومجرّبة 100% من قبل آلاف الأشخاص حول العالم، رجالا ونساءاً وأطفالاً ، ومن كل الأعمار ، وهي طريقة غير تقليدية ويقوم عليها علماء متخصصون في هذا الموضوع بالذات .

قالوا هذا غير صحيح ، وكلها كذب ، وجميع الطرق لا تنفع ، واكيد هذه الطريقة مثل الطرق الأخرى ، ولا يقبلها العقل وما فيش داعي نجربها من الأساس .

قالوا لهم لقد جربها الآلاف وتغيرت حياتهم للأبد ونجحوا نجاحا لا مثيل له .

كان الرد هذه مجرد أحلام ، ولا وجود لها فقيل لهم شاهدوا من جربها بالصوت والصورة وهم يتحدثون كيف كانوا وكيف أصبحوا بعد التجربة .

قالوا كل هؤلاء المجربين كذابين ، وأكيد دافعين لهم فلوس ، حتى يحكوا أنهم نجحوا كل هذا النجاح، فقيل لهم بل هؤلاء المجربين هم من يدفع من جيوبهم لكي يحصلوا على كل هذا النجاح وعددهم ليس عشرة ولا مائة بل بالآلاف، ومستحيل أن يتم الدفع لكل هؤلاء ، فلن تستطيع دولة أن تدفع لهذا العدد الهائل .
فقالوا اكيد انه في شيء خطأ في الموضوع ، لأن هذه الطريقة لا تدخل العقل أبدا أبدا
فقيل لهم إن هذه الطريقة تعتمد على العلم التجريبي وعلى تجارب تاريخية لها قرون كثيرة وليست اختراعا جديدا، وقد تم تطوير هذه الطرق ونجحت نجاحا يشبه الخيال مع كل الأعمار. فكان ردهم أكيد هذا الكلام كله مجرد دعايات فاضية وكلام فارغ ، ولن نصدقه حتى نجرب بأنفسنا .
طيب خلاص جربوا … اذا جربوا وشوفوا النتيجة بنفسكم . فقالوا احنا جربنا من أيام الدجاج ، وما نجحناش في حياتنا، وما فيش داعي نضحك على نفسنا من جديد .

فقيل لهم ولو كانت هذه الجهة تعطي ضمانات ، وتضمن لك إعادة كل قرش دفعته ، إذا لم تنجح طريقتهم ولم تحصل على الفائدة ؟ فجاء ردهم حتى لو في ضمانة ، مش هنجرب لأننا تعبنا من كثرة التجارب القديمة الفاشلة ، واكتشفنا أن كل التجارب مش نافعة وكلها كذب في كذب ومش هننسي ماضينا بسهولة ولن نقتنع ولو حتي باضت الدجاجة فيلاً يطير .

الخلاصة

إن فهمت القصة فلا تضيع وقتك في التجارب الارتجالية الفاشلة ، والمهاترات والجدال ، وأهلا بك في التدريبات العقلية ومضاعفة الحظ من ضعف إلى 100ضعف

 

غدا حديث آخر مع صباح مصري جديد ،،،،،،

#دسميرالمصري

 

 

 

 

 

 

دسمير المصري  يكتب….صباح_مصري …..حتي ولو باضت الدجاجة فيلا يطير..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى