يأتي علينا شهر رمضان كل عام ضيفا عزيزا يسكن دورنا ثلاثين يوما . يدخل نفوسنا وأرواحنا ويتغلب فيهما حتى نودعه قائلين (يا ليتك عاما يا رمضان) يأتي علينا رمضان فنذوب فيه وفي طقوسه الروحانيه وعبادته العقائدية . فنصوم نهاره ونقوم ليله، نختم قرآنه ، ومنا من يحضر دروس فقه وترتيل. نحافظ علي الصلوات في أوقاتها، نقيم شعائره . ونصلي النوافل والسنن . ونجلس بالمساجد نتدارس فقه الإسلام ، نتبادل التهاني بقدومه .نتبادل العزومات ونتبادل الطعام . نتكافل فيما بيننا.نخرج زكاة أموالنا وصدقاتها ،نغض البصر ، ونعطي الطريق حقه، نفشي السلام ، نعطي الطريق حقه.نصلي التراويح جماعة بالمساجد .يخرج الرجال والنساء والأطفال متهافتين مشتاقين للصلاة بالمساجد توزع التمور والمياة بالطرقات، يأخذ البعض على عاتقه توزيع كرتونه رمضان للمحتاجين ، وآخرين يطعمون الطعام ويقدمونه في الشوارع للمسافرين وغيرهم ممن يحتاجون للإفطار، تنار المساجد بالأنوار اعلانا بوجود ضيف عظيم . وتنار البيوت بأنوار المحبة .تجتمع الأسر على مائدة واحدة في وقت واحد أثناء السحور ثم الافطار. بعد أن كان طوال العام كل فرد يتناول طعامه بمفرده، نشعر بجو الأسرة والترابط والتراحم وكأننا جميعا قد اشتقنا للمتنا وجاء رمضان ليتوجها بصيامه