دكتورة فريدة محمد الطهراني تكتب.. العنف الأسري
يقصد بالعنف الأسري اعتداء لفظي أو جسدي، يمارسه فرد في الأسرة ضد فرد أو مجموعة أفراد فيها أضعف منه، مسبّباً لهم أضراراً نفسية وبدنية واجتماعية، ومن أشكاله عنف الزوج ضد زوجته، وعنف أحد الوالدين أو كلاهما ضد الأبناء، أو الحرمان من جميع الحقوق أو بعضها، أو الإهمال بطريقة متعمدة، والعنف الأسري سلوك مكتسب غير صحيح، يترك آثاراً نفسية مؤلمة على الأفراد يصعب علاجها في وقت قصير، مما يهدد أمان المجتمع.
أسباب اجتماعية: للعنف الأسري دوافع وأسباب أبرزها أسباب اجتماعية، حيث إن تربية الطفل وطريقة معاملته تنعكس بشكل واضح على تصرفاته عندما يكبر، لذلك تعد القسوة في المعاملة والإهمال، والرفض العاطفي، والتفرقة بين الأبناء، والقمع الفكري للطفل، أخطر الأساليب التي يمكن اتباعها في تربية الطفل، ومن أهم المؤثرات التي تحدث صدمة للطفل، وتعزّز لديه السلوك الحاد والعنيف؛ الشعور بعدم الاستقرار الأسري وكثرة الشجارات، وفقدان حنان أحد الوالدين.
أسباب اقتصادية: تدني المستوى الاقتصادي وعدم قدرة الأسرة على تلبية حاجات أفرادها المادية، قد تؤدي إلى أشكال من العنف، وأثبتت الدراسات أن الأسرة التي تتكون من عدد كبير من الأفراد تنتشر فيها سلوكيات العنف أكثر من غيرها، حيث إن أفرادها يميلون لحلّ مشاكلهم عن طريق استخدام أساليب العنف المختلفة، ومن الممكن أيضاً أن يعنف الأب أبناءه بسبب الفقر، فيكون العنف ردة فعل للوضع الاقتصادي السيئ الذي يعاني منه رب الأسرة.
وسائل الحد : يمكن معالجة ظاهرة العنف الأسري أو الحد منها عبر تعزيز جانب الرقابة الذاتية لدى الأفراد، فذلك يمنعهم من ارتكاب أي فعل خارج عن نطاق الأخلاق العامة، الابتعاد قدر الإمكان عن الأسباب التي تدفع الأفراد للممارسة العنف، مثل عدم تدخل الأهل والأقارب في الشؤون الزوجيّة وتربية الأبناء، ونشر التوعية الدينية وإلقاء الخطب الدينية التي توضح أهمية التراحم والترابط الأسري، وتوضيح الآثار المدمرة للعنف الأسري على الأسرة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، وتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية للأفراد المعفنين.
معاً… للتواصل الجيد …. للحماية من العنف الأسري
والله الموفق،،،