آراء حرة

دكتورة مريم ميلاد تكتب..حكايات واقعية من عيادتنا اليومية

حكايات واقعية من عيادتنا اليومية

 

_أراد تطليقها بسبب مرض طفلها 

تروي السيدة م.أ.ع ٢٦ عام .. تزوجت العام الماضي، وأنجبت طفلي الأول “مالك” و بعد الولادة اكتشفت أنه لا يستطيع الرضاعة جيدًا و بعد أن أتم شهره الأول أبلغنا الأطباء بأنه يعاني من مرض وراثي خطير سوف يؤثر على نموه و تطوره الحركي و العقلي .. هنا كانت صدمتي و شُل لساني عن النطق و امتلأت عيناي بالدموع لكني لم و لن أيأس من رحمة الله، وأصبح دعائي الأول فى كل صلاة أن يمن الله عليه بالشفاء العاجل أو أن يريحه و يرحمه برحمته الواسعة و خاصة أني أصبحت بمفردي مع صغيري حيث تخلى عني الجميع وأقرب المقربين لي، وأولهم زوجي ” أبو مالك ” الذي انسحب بكل هدوء من حياتي، وأصبح لا يأتي لشقة الزوجية ويقضي وقته ما بين المقاهي و منزل والدته.

“مالك” عمره الآن شهران، ووزنه ثابت لا يزيد منذ يوم ولادته، وملامحه مختلفة عن الأطفال العاديين حيث أن حجم رأسه صغير جدًا، ووجهه يأخذ شكل المثلث و أطرافه غير مستقيمة فهي تميل للتقوس، كما أنه لا يستطيع البكاء بصوت عالي مثل باقي الأطفال.

ألتمس منكم الدعاء لي و لصغيرى “مالك” فهو ملاكي الصغير الذي يملأ دنياي و يُسلي أوقاتي بعد أن تخلى عنى الجميع.

 ===============================

 عزيزتى مدام “م” أنتِ لستِ بمفردك كما تظنين فإن تخلى عنك زوجك، فالمجتمع كله يساندك و يقف بجانبك و هناك العديد و العديد من المستشفيات والمراكز التي تقبل مثل هذه الحالات الخاصة، وتقدم لهم أفضل رعاية و اهتمام و علاج و تغذية صحية.

كما أنك فى عمر الزهور وفي ريعان الشباب، والعمر كله أمامك و لن تتوقف الحياة عند هذا الحد، أو عند طفلك، و هناك أيضاً الكثير من مراكز النصح و الإرشاد الأسري، عليكِ أن تلجأي لأحدها، فلديهم القدرة على نصح و إرشاد زوجك و إقناعه بالرجوع إلى بيته و حضن ولده فلذة كبده.إن كانت هذه هي إرادة الله .. عزيزتى “أم مالك ” لا تيأسى، فنحن معكِ، نحن بجانبك.

د/مريم ميلاد

أخصائية طب الأطفال واستشاري التغذية العلاجية للأطفال جامعة Edmore الأمريكية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى