دكتور أحمد محمد الشربيني يكتب..سيرة العلامة اللغوى حافظ عبد الرحمن عافية
من أدب السيرة غير الذاتية
سيرة العلامة اللغوى ((حافظ عبد الرحمن عافية))١٨٩٨-١٩٧١م..كما رواها أحفاده…كتب د. أبو وهاد الشربينى…فى غرة شهر رمضان من عام ١٨٩٨م كانت صافوراء على موعد مع ميلاد طفل وضئ الوجه رائق القسمات بدرى اللون ناصع الجبين فأسماه والده حافظا تيمنا بشاعر الوطنية حافظ إبراهيم ولكل من اسمه نصيب فقد نشأ هذا الطفل محبا للغة والبيان ولسان النبى العدنان وأية ذلك أنه أتم حفظ القرآن فى سن صغيرة ولم يكن ذاك الأمر مطروقا فى عائلته !!التى اهتم آكابرها بالسلطة والعمودية والنوازع التجارية والتوجهات الاقطاعية فى ذلك العصر ولما لا وقد كان جدهم الأكبر يعمل ملتزما للضرائب وجابيا لها بأمر الباشا الكبير محمد على باشا
وما أن شب الطفل عن الطوق حتى التحق بالتعليم الأولى بمدرسة صافور رقم واحد والتى أسسها المغفور له الشيخ إبراهيم الزيات عام ١٩٠٤وكان حافظ أيقونة جيله فى الحفظ ورواية الأشعار وكذلك بيانها وشرحها وتمضى الأيام سراعا ويلتحق الصبى بمدرسة المعلمين العليا بالمنصورة وبعد تخرجه فيها اندرج فى سلك التدريس وحمل مشعله النفيس متنقلا بين أفنان مدارس الدقهلية(التى كنا نتبعها إداريا آنذاك)فعمل معلما فى مدرسة كوم النور الثانوية وترك بصمته اليانعة فى أجيالها الماتعة وآية ذلك أن ذكره الطيب مازال محفورا فى صقال رعيلها الطاعن فى السن ..ثم انتقل أستاذنا للمنصورة ليعمل مدرسا أولا للغة العربية بإحدى مدارس عروس الدقهلية ردحا من الزمن وقد انتقل وعائلته للعيش فيها وأمضى شطرا من عمره الحافل بالعطاء..وما أن ناهز الخمسين من عمره حتى ألفيناه ينتقل إلى قاهرة المعز فالتحق بمدرسة الأورمان الثانوية إحدى قلاع العلم والتنوير فى القطر المصرى إبان العهد الملكى وتدرج فى المناصب الإدارية والإشرافية سريعا حتى تولى شرف إدارتها لبضع سنوات جعل من خلالها تلكم المدرسة بمثابة الجامعة المصغرة علما وفنا ونشاطا ثم رقى إثر تلك المسيرة الحافلة ليعمل بمجال التوجيه فكان مفتشا أولا للغة العربية والتربية الإسلامية بإداراة وسط القاهرة ثم بوزارة التربية والتعليم وقد ارتقت حالته المادية بعض الشيئ فسكن بمنزل عتيق لكنه أنيق وكان جاره الأثير آنذاك فى ذات المسكن وزير المياة والرى المصرى إبان ثورة يوليو حيث كانا يمضيان وقت سمرهما فى سماع كوكب الشرق ومطالعة كتب العقاد وطه حسين..وقد توفى شيخنا فى عام١٩٧١بعد رحلة عطاء تربوية علمية حافلة أما عن((ملامح العالم الشخصية)) فقسماتها كما يلى(١)التدين والورع وآية ذلك محافظته على الفروض والعبادات والتزامه بالتقاليد الريفية والقيم التربوية فكان رفيقه القرآن وسنة النبى المصطفى العدنان ولفرط قوته الإيمانية نراه كان مهابا فى عيون الناس مطاعا فى رهطه وعائلته على وجه الخصوص حتى أن عمدة البلدة آنذاك عبد المجيد بيك عافية كان يقبل يده ويقول له دوما ((ياعمى)) على الرغم من تقارب سنهما.
(٢)الوقار وحسن الهندام فكان عالمنا الجليل مثالا يحتذى به فى الأناقة واللباقة وحسن المظهر ؛ إذ كان يحب دوما أن يظهر على ملبسه ومأكله دلائل سعة الرزق وما حباه الله من فضل ..وفى الحقبة التى كان الجميع يرتدى فيها الطربوش العثمانى لم يكن يحذو حذو المجتمع المدنى آنذاك بل كان يسير بلا غطاء للرأس مصففا شعره الأصفر على نحو يشبه علية القوم ونجوم هوليود آنذاك لا عن تكلف منه بل هو طبع المؤمن النظيف شكلا ومضمونا..وحكى حفيده الأستاذ حسام صفوت أن جده كان يرتدى بزة(بدلة)بيضاء اللون وما أن هم بالخروج من منزله بصافور متوجها إلى مدرسته بكوم النور-حتى أرعدت السماء وجادت بودقها ومزنها وأمطرت صيبا نافعا وبردا ناصعا فطغى الماء على التراب وتراكم الوحل وتناثرت البرك والغدران وغمرت مياه السيل بلا شفقة الحوارى والأزقة … ولحظه العسر أن الخوجة حافظ كان يومها يرتدى حذاء يشاكل حلته البيضاء
وكان أقسى شيئ يغضبه فى هندام المرء أن يتسخ حذاؤه ولا يعهده بالتنظيف والتلميع..وفى الوقت نفسه كان الرجل أيضا محبا لعمله وشرف رسالته ….فماذا يصنع!!؟الحق أن أستاذنا لم يغير وجهته ويتراجع عن الذهاب تذرعا بسوء الأحوال وتراكم الأوحال بل أطلق لعنانه المجال فخطر للرجل خاطر عجيب حيث عمد إلى كرسى خيزران كان يضعه فى حديقة منزله ثم لوح بيده لأول مزارع يقود عربة حقله(الكارو) فأوقف حماره وطلب إليه أن يحمل الكرسى على العربة وازداد الفلاح عجبا عندما طلب منه حافظ أفندى أن يساعده فى اعتلاء العربه وماهى إلا ثوان معدودة حتى استوى الرجل على كرسيه جالسا جلسته المعتادة مستويا فوق جودى صندوق العربة الكارو وياله من مشهد غريب !!جعل جميع أهل القرية يرقبونه حتى اختفى عن عيونهم وكان جل النساء والأطفال والشيوخ الشيب والعجائز- حاشا رجال الفلاحة المرابطين فى الحقول منذ الفجر برفقةفتيانهم وشبابهم -يحيون أستاذهم الشجاع الذى خرج لتوه -دون غيره من معلمى البلدة وطلابها- ليجلس على كرسيه تعلوه الأنواء وتحوطه العواصف والأوحال وهو غير عابئ بها ……ثم رجعت العربة( الكارو) تحمل الكرسى خالي الوفاض ريثما انتهى صاحبه إلى الزراعية(الطريق الاسفلتية) وشخص إلى مقرعمله بعد أن أقله باص شركة أبو رجيلة الذى كان أبطأ عليه من فند ..!! الغريب أن الدراسة تعطلت فى صافوراء فى ذلكم اليوم وكثر المخلفون عن رحلة العلم لحابس المطر و قسوة العواصف ولم يخرج إلا أستاذهم الأنيق ليناضل غضبة الشتاء وعقابيل الأوحال بعزيمة الرجال الأبطال ويقطع عشرات الكيلومترات خارج صافوراء ذهابا وإيابا!!!يالخلق الرجال وشرف أصحاب الرسالة!!
(٣)الفصاحة والبيان وآية ذلك أن المغفور له الزعيم الخالد فى الوجدان سعد زغلول لما زار صافوراء فى مطلع القرن المنصرم نزل ضيفا على شرف عمدتها الحاج مصطفى على عافية فى دواره وعرين عموديته وسطوته وكان فى استقباله لفيف من الوفديين وآكابر الناحية تحوطهم جموع المحتشدين من أهل صافوراء على اختلاف أطيافهم ومشارب مهنهم فتراص طلاب القرية وشبابها على جانبى الطريق المؤدية لمقر الاستقبال والتقطت صورة تذكارية للزعيم برفقة عمدتنا المغفور له بإذن الله الحاج مصطفى( بيد أن تلكم الصورة فقدت من وقت ليس ببعيد وقد شوهدت من قبل العديد من رجالات عائلة آل عافية ولعلها بيعت فى أحد المزادات أو تعرضت للتلف بفعل عوادى الزمن)..هذا وكان أستاذنا فى طليعة مستقبلى الزعيم وكان وقتها حديث عهد بالتدريس فوقف بين يدى الزعيم سعد زغلول و امتطى صهوة قريحته الشعرية ممسكا بلجام فرائدها البلاغية والبيانية وأضحى حافظ صافوراء النبيل- فى طرفة عين- كحافظ الوطنية والنيل ؛إذ ارتجل قصيدة أثنى خلالها على الضيوف أجمعين وعلى رأسهم ضيف شرف الحفل الزعيم السعدى..ثم ألقى خطبة بليغة..مرحبا بالزعيم ورفقته وحوارييه وضيوف موكبه..وكانت ثمرة ذلك المشهد العكاظى أن أدناه الزعيم من مجلسه وربت على كتفيه وشد من أزره مثنيا على بلاغته وفصاحة لسانه وعذوبة بيانه..وقد كان لأسلوبه أعظم الأثر فى جيل الوسط من علماء صافوراء لاسيما أستاذ الأجيال العلامة عطية حسين عافية الملقب ب(خطيب الثورةو الاتحاد الاشتراكى)؛ إذ اكتسب من عمه نبرته الثورية وإحساسه الحماسى واقتبس من فيض أسلوبه البلاغى الأخاذ ؛فكان بحق خير امتداد لذلك الحبر اللغوى والطود الصافورى التربوى الذى عز وجوده فى خطباء جيلنا المعاصر.!!
(٤)الصرامة والانضباط فكان حافظ أفندى مثالا للمحافظة والتمسك بالسمت القيمى الأصيل سواء فى عمله أو فى معاشه تحت سقيفة أسرته…فقد غرس فى أبنائه روح الانضباط وتقديس الوقت وتوقير الأب وإجلال العلم وأهله ..فأستاذنا كان ربا لعائلتين إحداهما فى قاهرة المعز والثانية فى صافوراء..فقد تزوج فى شرخ شبابه من الأستاذة فرحانة أحمد محمد عبد الرحمن عافية أول امرأة متعلمة -خارج عائلة الزيات- وتعد أول ناظرة صافورية؛ إذ تولت نظارة مدرسة الإمام محمد عبده فى الأربعينيات من القرن الماضى واستولد منها ثلاثة ذكور: صفوت وفاروق وعادل وابنته الأثيرة الحاجةدرية…وبعد انفصالهما يمم وجهته خارج الديار فكان نتاج ذاك القرار أن تزوج من الحاجة جمالات نجلة عمدة منيا القمح وكانت امرأة دينة بمعنى الكلمة تحمل فى طيات سمتها وأريج ردنهاكل مقومات الأصالة الشرقاوية المشبعة بعبق الريف وطمى أصالته وأنجب منها ولده نبيل وقد بنى بزوجته وعاشا معا فى القاهرة إلى ماشاء الله حتى مختتم رسالته ومفترق حياته…بيد أنه كان يغشى صافوراء بين الحين والحين ليتفقد أولاده وأحفاده…وكان يوم قدومه إلى دوار العائلة يوم عيد بمعنى الكلمة إذ يتجمع الصغار قبل الكبار لاستقبال عمهم الوافد من العاصمة فالجميع بين يديه سكوت كأن على رؤسهم الطير؛ يستمعون إلى فصاحته وطلاقة لسانه مفتنين بهيبته وفخامة ملبسه وهندامه ،مأخوذين بسحر كلامه ونبر مقاله…؛حتى أسماه البعض ب( سى السيد)فكانت سفرةالطعام توضع أمامه والجميع خلف الستائر لا يتجاسرون على الجلوس معه على مائدة واحدة ولا يأكلون إلا بعد أن يفرغ والدهم الأفندى المهيب من تناول طعامه…ولم يكن ذلك الأمر فى ذاك الزمن الغابر المدبر مبعثه خوف الأبناء أوغلظة الآباء وإنما مداره توقير الكبير وإجلال الصغير للوالد المربى القدير…وآية ذلك أن ذلك السمت ظل ملازما لأبنائه حتى بعد أن شبوا عن الطوق وبلغوا مبلغ أصحاب الشوارب المفتولة ؛فكان نجله المهندس نبيل يجهز الطعام لوالده ولايبرح المطبخ ريثما يفرغ والده من طعامه القنوع عندها ترخى الستور وترفع القدور ويتناول نبيل أو أولاده الأطهار طعام الافطار!فياله من عصر فريد وسمت عز وجوده!!!بل الأدهى والأمر أن هيبة الأب فى نفوس أبنائه ومدى إكباره وإجلاله كانت سببا فى فقدان أحدهم…وقصة ذلك مشهورة للجميع ؛فإبان عمل استاذنا بالمنصورة كان يسكن فى شقة بالطابق الرابع وكان له نجل واعد جميل الهيئة والسمت اسمه عادل لم يكن قد تخطى حاجز السابعة عشر من عمره بعد وكان على أعتاب شهادة البكالوريا (الثانوية العامة)وكانت الدراسة آنذاك لا تتعطل إلا قبيل الامتحان النهائى بأسبوع فقط لا كما هى عليه الآن من فصول خاوية وطلاب شاردة نائية منذ مستهل العام حتى مختتمه!!ويبدو أن عادل تعجل الامتحان وآثر الانقطاع عن المدرسة وممارسة الغياب والزوغان ريثما يحين الأوان…فأخذت الإنذارات المؤذنة بالفصل والتأديب تتوالى على منزل عادلنا النجيب المدلل الحبيب لكنه كان يخفيها كالعادة عن والده الأفندى مخافة سمته الصارم العتى… وفى يوم نحس عسر جاء الوالد من عمله إثر ولده وسأله سؤاله المعتاد كيف حالك فى دروسك ياعادل!!؟فأجاب الولد أباه بما يطيب الفؤاد ويستل غائلة الريبة داعيا له بالتوفيق والسداد!!
وانطلقا فهذا إلى البلكونة يطالع درس المحفوظات والأب إلى حجرته ليتخفف من حلة العمل وما أن هم بفض رابطة العنق إذا به يسمع جرس الباب يجأر ويدوى على غير موعد فى ساعة القيلولة من شهر مايو ١٩٤٢ حيث كان نذير المدرسة الطواف بالإنذارات يقف بباب البيت
هنا انتفض عادل من مقعده ونظر إلى والده وهو يتسلم الإنذار المدرسى موقعا فى مسودة الاستلام ..ثم ألقى بنظرة لوم وعتاب لذاك النذير وصاحبه ؛وما أن تصحر وجه الأب حتى أيقن عادل بأنه لا ملجأ ولا وزر..فسقط فى يده وحاول أن يتفادى غضبة أبيه المربى الصارم.. فحاول جاهدا أن يتوارى عن عينيه خجلا وحياء ؛فما كان أبوه يحب الكذب والخداع وأفانين الاختراع!! …لذا تعلق عاطف بأهداب الخوف واليأس وما كان لفتى ضعيف مرتعد الفرائص أن تصمد قدماه طويلا خلف برامج البلكون …فخارت قدماه وهوى ساقطا وحطه الخوف من عل ليستقرفى منتصف الشارع والأب يهرول صوب الشرفة على إثر صوت ارتطام وهمهمات تتبعها صرخات مدويات يسمعها قبل الأحياء الأموات… ليجد جسد ولده النضير قد استقر فى منتصف الطريق الاسفلتى جثه هامدة لا حراك لها تتفجر منه دماء الندم وتندبه خاتمة العدم…وتلك الحادثة على مأساويتها ألقت بظلالها على مسيرة الأب وحياته التربوية فتشاءم بمقامه فى عروس الدلتا؛لذا يمم وجهته صوب القاهرة تاركا المنصورة إلى الأبد بيد أن ذكرى وفاة ولده وموضع مصرعه كانا يراوداه لماما بين الحين والحين فكان يسافر إلى عاصمة الدقهليةخصيصا بحجة ابتياع بعض الأغراض من المنصورة …لا لشيئ سوى ليجلس على المقهى المقابل لمسكنه القديم فيديم النظر سويعات معدودات ليرقب بلكون الطابق الرابع حيث أمضى شطرا من رسالته وينظر إلى أعلى تارة وإلى أسفل المنزل تارة أخرى عله يتنسم ريح عادل تنساب رقيقة على روحه الأبوية المكلومة أو ليرمق طيف ولده وهو يلوح له كعادته من الشرفة فى صباح يوم مطير من أيام الجمعة حيث أنواء المنصورة وأمطارها المباركة المشهورة والفتى يقف وسط تلك الأنواء ناظرا للسماء فرحا بهذا الصيب الوفير والماء النمير متناسيا نداء الأب الحانى وهو يربأ به كى يرخى حبل سلة الخبز ليبتاع حوائج الافطار والجورنال…ذاهلا أيضا عن كل توسلات الأب التقى وهو يهيب بفتاه أن يدخل لتوه بعيدا عن سطوة الطبيعة تفاديا لانتكاسة مرضية متوقعة…ثم يستفيق الأب على مسيل دموع أطفأت منه الشموع وأمضت صدره الموجوع ونكأت جرح قلبه المفجوع……نعم تنقل أستاذنافى قاهرة المعز وتقلب فى أبهاء مناصبها التعليمية المدرارة من لدن المدرسة حتى أبواب الوزارة لكنه قط لم ينس ذكرى ولده الأنور الذى نبت عوده فى القاهرة وتترعرع ثم ذبل ومات فى المنصورة وقبر بصافوراء؛وذلك كلما رأى أخويه الأكبر والأصغر فكان لسان حاله يتمثل دوما بقول ابن الرومى فى رثاء ابنه
بكاؤكما يشفى وإن كان لا يجدى
***”*
فجودا فقد أودى نظيركما عندى
توخى حمام الموت أوسط صبيتى
*****
فلله كيف اختار واسطة العقد…!! ..وظلت ذكراه تباغته حتى مفترق حياته ومختتم مآله…فكانت آخر كلماته المسموعة عند احتضاره ((…أبى أمى ها أنذا قد جئتكم…ولدى عادل لا تبتئس فقد سامحتك …خذ بيدى فأنت وديعتى عند رب العالمين )))…ثم كان منطق الشهادة لتغرب إثرها شمس العطاء تزفها ملائكة السماء
إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر.
مع تحيات مؤرخ(( السيرة الصافورية))
الفقير إلى الله ..د أبو وهاد الشربينى.