دكتور أحمد محمد الشربيني يكتب.. عندما تحكي الرمال
تحدثني الرِّمالُ عن العوادي
**فكم ذاقَ العدَا لحدًا بسِينَا!!
وكم نقشَ الفدى مِسْكًا شهيدًا
***وكيفَ الهُودُ أمسوا خاسرينا؟!
تحدثني الرمالُ عن العواتي
***عبرناها جَحَافلَ ظافرينا
وعن أُسْدٍ من الأبطال صالتْ
***رأيت في فؤادهم نصرًا مُبينا
وعن ساحٍ من الأوغاد رُصَّت
***تراهم هاهنا متجندلينا
وعن رتلٍ من الأعتاد دُكَت
***تراهم هاهنا متجنزرينا
تطالعهم فتسأل أين جاءوا
***وكيف الرَّكبُ صاروا غابرينا؟!
وتنبئني بما تخفي جبالٌ
بنار العهد ترمي الغاشِمينا
تنادينا لتضحكنا بماحلَّ
**بجند كان(بَرلفهم) حَصينا
فكلٌ بالمياه غدا رديمًا
***وجندي بالعبور مضى رصينا!!
وكِبرٌ في الغزاة هوى صريعًا
***وجيشي بالقناة طوى سنينا
تعلمنا وتسقينا فخارًا
***بجيلٍ بات َماضيهم عَرينا
تعلمنا الكفاحَ بلا اهتزامٍ
***وكم وُهِبَ الفدا خُلدًا وعِينا!
تعرفنا الجهادَ على اقتدارٍ
***وكم عرفَ العدا أسرًا رهينا!!
وتخبرني بما تخفي دهورًا
***مقابرُ شُيعت للغادرينا
تسائلنا وتهدينا جوابًا
****مآثرُسُطّرت للمخبتينا
أليسوا الآن أضحوا حائزينَا
****منابرَ أزلفت للخالدينا؟!
تحدثني الرمال عن الضحايا
***وطفلٍ بالدعاش غدا طعينا
تعاهدنا لنهديها شهيدًا
***فمهرُ الأرض يدعو العاشقينا.
لنكتبَ قصة الفيروز فجرًا
***وقدحَفظ العلا طُورًا وسِينا
شعر د. أحمد الشربيني