في لحظات بين ليل يرفع يديه مودعا ونهار اتي من بعيد ضاحكا فاذا بالطفل يسمع مناداة مدرسته فيقفز من علي سريره حافي القدمين فتلبسه الارض حذاء من طينها ويهرول قاطعا اشواط واسوار من الحوائط الطينية الشاهدة على ازمان مضت وتاكلت اجزاء من اجسادها تحت وطأة وقسوة الحياة وما أن ينتهي من هذه الاسوار حتي يصطدم بالسور الاعظم المبني بالطوب الاحمر والاسمنت الابيض والذي يقف شامخا ضد عوادي الزمن تحسده باقي الاسوار الطينية على شبابه ونضارته وانتصاب جسده المتزن بدرجة تجعل الاسوار الطينية تكمد في قلوبها غيظا علي ما لحق بها من انحناء وهرم مع الزمن يصل الطفل إلى ذلك المانع المائئي الصعب في عبوره لا يقتحمه سوي محب لتلك المدرسه المليئة بالاسوار والموانع ، يحسب نفسه أنه أول التلاميذ التي وصلت الي باحة المدرسة ليشاهد مدرسته التي تعلمه طوح وخبرات امتلكتها مع الايام لم يكن يدري انه وصل متاخرا عن مواعيد درسه الصباحي التي تكافئ فيه المدرسه من يصل اليها مبكرا بالعديد من ابنائها من صغار البلح (الطقش) نعم كانت مدرسة تظلل تلاميذها بمظلة من الجريد تتشابك بلألئ من زعف تتلون مع انعكاسات اشعة الشمس المتغيرة مع حركة النهار ، مدرسة فيها من العظمة والشموخ وهي تعانق فضاء عاليا تخترقه شيئا فشيئا وتزداد منه خبرة وعلما لتغرسه بجذورها المتدة في تلك الارض لينبت معارف راسخة.