دكتور العشماوي عبدالكريم احمد الهواري يكتب..نافذة عدلات
لم يكن الصباح قد غادر مكانه في حوش هذا المنزل الريفي، مكث الصباح يعد الوقت بعد ان ذهب راعي المنزل لعمله مخاطبا زوجته عن احتياجاتها وهي تضع امامها قدر العجين(الماجور) تعجن فيه دقيقها وتلينه بالماء ليصير عجينا وتمسح يديها باصابعها وهو يغادر المنزل مرتديا بنطلونه الصوفي البني وقميصه الساده كساهم جميعا بهذا الجاكت الاسود كان ذهابه لعمله بعد ان تأكد من ذهاب ابنائه للمدرسه ترك زوجته التي تصارع الوقت للقيام بمهام البيت التي تزداد مع الوقت منزل ريفي ملئ بالعمل المتنوع علي عاتق سيدة المنزل وقبل خروج الخال تصحو عدلات لتريه انها تقوم مبكرا لمساعدة (مراة خالها ) ولكنها كانت تنفذ تعاليم امها بأن تصحو قبل مغادرة الخال ثم تنام بعد ذلك مباشرة تاركة سيدة المنزل في خضم المتاعب والمهام والتي تغرقها في نهار لا يكف عن المطالب تصحو عدلات للمرة الثانية في اي فترة شاءت تخلو بنفسها لتتجمل بأجمل الثياب الريفية وبكل المؤثرات التي اتقنتها في مراحل عمرها وتاخذ راديو الخال وتذهب به الي حيث حوش المنزل وفي تل مرتفع من روث المواشب (الزاطة) المستخرج من اسفلها تجلس عدلات وفي يديها (الراديو) وعلي نغمات الاعاني الرومانسية الكلاسيكية وتضع اسفلها جوال من خيش سميك وتتنفس (الزاطة)في صباح الشتاء انفاسها البخارية الساخنة خارجة من بين احشائها معبرة عن بداية نهار شتوي صعب وما تزال سيدة المنزل تقدم اعمالها للنهار في الوقت الذي تستمع فيه عدلات لاعاني (الراديو) وتتفرج علي الذاهب والأتي من اعلي تل (الزاطة) المطل علي الشارع