دكتور تامر ممتاز يكتب.. هل للإنفاق العام تأثير في وجود الكساد؟
ينشر موقع هارموني نيوز، مقالا جديدا لـ دكتور تامر ممتاز، بعنوان هل للإنفاق العام تأثير في وجود الكساد؟ وإلى نص المقال:
أخطأ الاقتصاديون إبان الأزمة العالمية 1929/1930 حينما قدموا مشورتهم إلى الحكومات بضح إنفاق عام لإعادة الرواج إلى الأسواق الراكدة ووصل الأمر إلى إصدار الأوامر للعمال برصف الطرق ثم إصدار الأوامر بتكسير الطرق ثم إعادة رصفها وكانوا يعتقدون أن ذلك هو قبلة الحياة (لإعادة التنفس للجسم بعدما توقف القلب).
تلقى العمال رواتبهم فتوجهوا للشراء فى طوابير طويلة ولكن للأسف لم يجدوا منتجات!
أعتقد الاقتصاديون بالخطأ أنهم عندما يزيدون الإنفاق فإن ذلك يزيد القوة الشرائية للعمال نحو الاستهلاك، ما يحفز المنتجون لتلبية رغباتهم، وبالتالي يعيدون الحياة لدورة العملية الإنتاجية التي توقفت، ولكن مع قصور هذا القرار ثبت أنه لا يصلح الإنفاق العام في خلق رواج اقتصادي.
لماذا ؟
لأن العبرة في إعادة الحياة للقلب المتوقف ليست دائما هى قبلة الحياة إنما المطلوب أن نعيد للقلب القدرة على إعادة النبض بالصدمات الكهربائية قبل أن تتلف خلايا المخ.
الإنتاجية هى أساس الحياة وكل ما عدا ذلك هو الانصهار والتسليم بالدوامة العالمية.
إن التعامل عن طريق ضخ الإنفاق العام أملا في خلق القدرة الشرائية بدون خلق المنتجات أثره بالتأكيد كان ارتفاع الأسعار، لأن ما تم توجيهه لخلق القوة الشرائية لا يقابله منتجات تلبي الرغبات إذا هو قرار للأسف اخطأوا فيه وإن الاعتماد فقط تشجيع القطاع الخاص للاستثمار هو كمن يعطى الحياة لليدين فى الجسم ولا يعطى الحياة للقدمين، أى يعطى الحياة لأجزاء من الجسم وليس بالطبع الجسم كله.
إذا أردنا أن يحيا الجسم، فعلينا أن نضمن سلامة وصول الدماء بالغذاء في الشرايين إلى كل خلايا الجسم حتى نضمن له الحياة الإنتاجية الكافية للاستهلاك فقط هى الحل.