آراء حرة

دكتور حمدي عبدالله أبوسنة يكتب.. أمي وحشتني 

 

                                                                   

أمي الأمل و الأمان وحشتني أمي ، أجمل إحساس هو الإحساس بوجودك ، أصدق حب حبك ، أرق عطاء عطاءك ، كنت قمة في التسامح ، أمي لا يكفني كلمات و لا عبارات الكون لكي اعبر عن مدي مرارة الم الفراق ، قاومت نفسي لكي لا أكتب عن الألم و اكتفي انكِ كنتِ الأمل في إزالة كل ألم ، حقك وجودك حصن الأمن و الاطمئنان لكن يشاء القدر أن ترحل قبلي و أعيش مرار الفراق. أمي كنتِ منفذي إلى الدنيا الصفاء و حب الحياة امي لقد علمتني الكثير و الكثير ربما لا أكون ابنا بارا و لكن يمكن أكون ابنا محبا لكي ، ربما اكون مقصرأ وكنت احاول و اجتهد ربما لعلمي و لطمعي في تسامحك و حبك ليا جعلني اقصر و لربما كنت لا اظن انكي سترحل يوما ما ، لا انسي ابدا ما حيت نصائحك منها التسامح و قولك كن متسامح لله لا تنظر إلي ما عند العبد بل انظر الي ما عند ربنا كن علي يقين بنصر الله و ان ما تفعله لله و مرجعك الله ااااه كم كنت جميلة في افعالك و اقوالك علمتني حب العلم و كلما قرات و اغترفت من العلم اجد منكِ كل التحفيز و التعزيز و التشجيع لا انسي يوم مناقشة درجاتي العلمية و مدي فرحتك بها و الان يا امي اهدي إليكِ كلمة تعلمتها كل فعل طيب خالص لوجه لله اليكي لانه لولاكِ ما قلت طيب و لا فعلت حق و ما تعلمت الجديد، كنت ليا الدافع و الاحتواء وجودك كان جميل اوي ربما تداعت الذكريات لقدوم العيد الأضحي و هنا أتذكر كيف كنت تعلميني العطاء و أن أي شيء في لله دوما كسبان .  اتعلمت يا أمي منكِ الوطنية و الانتماء و حب الوطن من خلال قولك بلدك تستحق المزيد والمزيد و كمان علمتني ان يكون لي رؤية مستقبلية من خلال انه يجب علي ان اسعي و اجتهد و خلي بالك مكافأة ربنا جايه جاية الله الله يا أمي علي ايمانك الفطري و اخلاصك الصادق تعدي الأيام و انتظر يوم وقفة عرفات علشان نفطر سوا يااااااه من قسوة تلك اللحظات لا أعلم كيف يكون هذا اليوم المبارك بدونك و كيف تكون صلاة العيد بغيرك و منذ رحيلك و فقدت الحياة الكثير من رونقها و حلوها، استطيع الأن أن أقول أن  ألم الدنيا كنتِ أنتِ العلاج ، و الأن ابحث عن المسكنات و ربما لا أجدها ، كيف كانت دعواتك لي و سؤالك عني و لهفتك عليا و الفرحة التي كنت اراها عندما ادخل عليكي و حديثك معي و الكثير من الاحداث ، الحياة الجميلة كلها انتي ، و الذكريات الحلوة أنتِ ، و علاج الالالم انتي ، و الأمل انتِ ، و الاخلاص و التسامح و حب العطاء و البشاشة كانوا من صفاتك، على فكرة صفات جميلة كتيرة صعب عليا أرصدها كلها ، و لكن تبقي الحقيقة أنكِ وحشتني جدا جدا جدا جدا جدا 

و اشتاق إلى لقائكِ في قريبٍ عاجلٍ لا أجلٍ وحشتني يا أمي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى