دكتور حمدي عبدالله أبوسنة يكتب.. الحياة بين خيبة الأمل و شدة الألم
عزيزي القارئ قبل أن أبدأ في موضوع اليوم، أود أن أشير إلي ان ما أكتبه يمثل حالات حقيقة تعاملت معها، واعترف أنها أثرت في، وحاولت أن أؤثر فيها، فمنهم من استجاب ومنهم من اصر علي التعايش مع الألم. وهنا الفت الانتباه الي بعض التصرفات البسيطة التى تحتاج الي تعديل طفيف قد يكون السبب فيها مدعى العلم واصحاب المعرفة الزائفة. وسوف اذكر في مقالي هذا بعض من الاخطاء الشائعة. فمثلا في مهارات التواصل، يدعون ان للتمكن واثبات القوة وفهم الشخصية عليك ان تنظر الي عين المتحدث اليك، وهذا خطأ، فالصواب ان تنظر الي الجبهة وذلك لان النظر الي عين المتحدث لا يفيد التواصل بل يعوقه، وقد يعطي رسائل خاطئة واساءة فهم، ولا ننسي ان الله سبحانه وتعالي ورسوله الكريم قد اوصينا بغض البصر، والتفسيرات العلمية تؤكد ذلك، وهنا حديث موجه لأدم وحواء، فأسال حواء لماذا المبالغة في التزين، لمن تظهرين جمالك ولماذا؟ ومن له حق رؤية هذا الجمال واؤكد لنفسي قبل القارئ انا لست ضد الاهتمام والحفاظ علي المظهر العام ولكني ضد المبالغة، وقد تعمد المرأة الى تحديد العين بما يجعلها ملفتة للنظر وخاصة اذا زاد هذا التحديد من جمال عينيها، فكيف للرجل ان يركز في عمله، وهى اين تهرب من العيون التى تلاحقها. نأتى للصوت لا اقول الناعم بل الصوت العالى، والابتسامة المبالغة واحيانا الضحك بصوت مرتفع لا يليق بمكان العمل، وهنا اكرر سؤالي لمن ولماذا؟ عزيزي أدم عزيزتى حواء، بعض السلوكيات البسيط المقرونة بحسن النية، قد تسبب لك عزيزتي حواء اكثر من مشكلة، احاول فى هذا المقال ان اسلط الضوء علي بعض السلوكيات البسيطة وأوكد على انها مدعاة للانتباه والتفكير. وادخل في الموضوع الاساسي، الذى يدور حول التحديات التى نواجهها ونحاول التعامل معها بحكمة، فنحن نعيش في الحياة، نحقق اهداف فتصبح انجازات؛ ولاشك ان وسط كل هذا قد نعيش احباطات، ويميل الانسان دوما بفطرته الى السعى لاشباع الجانب العاطفي بشريك يتفهمه ويحتويه، وهذا حق لا خلاف فيه. وقد لا يستشعر الانسان قيمة انجازاته، حتي لو كانت هذه الانجازات تصنف بانها في القمة، الا بوجود من يشاركه ويفرح معه بهذا الانجاز، ولكن في بعض الاحيان تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن. عندما يكون احد الشريكين لديه تدفق عاطفي وحبه صاف مخلص وعطاء بلا حدود واحتياج لاينتهي فى حين يكون الشريك الاخر شخصية نرجسية، ومن المعلوم ان الشخصية النرجسية مؤذية ومدمرة للشريك الاخر، ولاشك ان هذه التجربة تكون مليئة بالخيانات والاحباطات. وتشاء الاقدار ان يتغير الحال وتنتهي هذه العلاقة المسمومة، ولكن لا ينتهي الأثر. فعندما تدخل تلك الشخصية التي من اهم مبادئها الاخلاص واقوي مسلماتها الصدق ومن سماتها التلقائية والتفانى وقوة التحمل، بشكل غير طبيعي وتبدأ الحياة مع شريك جديد بقوة العاطفة وبقوة الاحتياج والتلقائية، ولكن الشريك مازال الخيانات و طعنات المؤلمة هي التي تفسر كل موقف لانه وفق قاعدة في علم النفس تقول “ما نشعر به يكون نتيجة ما نفكر فيه” وتظهر سوء التفسيرات في معظم المواقف ويتحمل الاخر رغم انه يسبب له الضغوط والتراكمات السلبية ويعلو سقف الانفعال ويثور ويغضب والاخر مستمر في تفسير الأسوء دوما، ولكن ربما قد يحدث تغير لكنه بطئ يصاحبه دوما ألم وذلك الالم قد يعبر عنه الشريك الاخر احيانا بعدم الرغبة في الحياة. ولمحاولة تجنب المشكلات يلجأ الشريك للكبت فيظهر عليه الألام العضوية وللاسف كانت تفسر بانها ابتزاز عاطفي، لك ان تتخيل عزيزي القارئ لو كنت (انت او انتي ) مكان هذا الشريك ، احساس مؤلم عندما تاتي بالحب والعطاء ويكون الرد بكل قسوة اوالطعن في الاخلاص كم يستطيع المرء ان يتحمل حتي يصل الي حافة الهاوية وهل تري عزيزي القارئ ان ينهي هذه العلاقة، بعد ان فشل في الاصلاح وخاصة ردود الافعال المبالغ فيها وهيسترية الاداء والتفكير وعدم الاعتراف بالاخطاء.
تحيرت كمتخصص في علم النفس واوشكت ان انصح هذا الشريك ان ينسحب من تلك العلاقة. ويوقف تدفق الالم، لان الشريك الاخر بهذه الحالة يدمر وينتقم من الماضي في الحاضر ولديه قدرة علي تبرير افعاله واثبات قناعاته المغلوطة.
عزيزي القارى هل توافقني
و يبقي حديث الذات
انت ليس لي
تتضاربت مشاعري
انت ليس لي
انت لماضي تعيشين
ولحبه تعشقين
ولالمي تسعدين
ايقينت انك لا تنسه
فمازالت كلماته عالقة في وجدانك
فلا تخدعين انها اوهام
انت تلهثى وراه حتي الان
اليس هذا ظلما لحاضرك
لن انخدع في كلماتك المنظومة
بل سابتعد الي ان تهجرى الماضي
و اترك لكي الساحة لكي تذوبي عشقا لماضي
وداعا يا من ظننت انكي لي وحدي
و انكِ حقا حلم عمري
لا لوم عليا
فأنا حلما قد تبدد
و قلبا قد انكسر
عين جفت دمعه
عقل سئم الجدال
و قلب رافض الاهمال و الاحتقار
قلت لكي انكي طاقة نور
فاطفأت كل الأمال
اتركني لكي ابحث عن وهم جديد
حبي لكي متدفق
و انتقامك لي مركز
هذه فلتتات الالم و ليس كل الوجع
اخيرا
هل أدركتِ حجم الألم الذي تسببت فيه ؟
هل عرفت قوة تدميرك لي؟
هل اشبعت غرورك ام هناك المزيد ؟
هل و هل و هل ……….
اذا لا ترغبين في بقائى فاتركني اطبب جروحي
لا أود اعتذار بل اعشق الحياة …………