دكتور خيري السلكاوي يكتب..ها أنذا !
رعـــى الله ريــمًـا فـــي الــرُّبـى تـتـألَقُ
شِـــداهــا زهـــــورٌ لــلـغـرام و مــنـطِـقُ
..
شـبـبـنـا نــــرى إيــــلًا يــلاطـف ريــمَـه
و لـــــم نــعــهـدِ الآرام فـــيــه تــحـلٍّـقُ
..
يــريـق لــهـا صــمـت الــحـروف تـقـربًا
يـتـيـه بـــه الـبـحـر الـطـويـل فـيـغـرِقُ
..
يــطــاول أعــنــاق الــسـمـاء بـجـيـدهـا
يـــمــرُّ عــلــى الأوزون بــالــدُّر يَــرتِــقٌ
..
فـــلا كــوكـب الـمـريـخ يـــدرك خـفـقه
ولا الـمـشترًى مـهـما تـسـامى سـيـلحقُ
..
و كــــلَّ مــــدارات الــكـواكـب يـرتـقـي
يـدور و قرص الشمس فيهم يحدِّق ..!
..
يـلاحـقـهـم ســعـيـًا لــخــرق نــوامــسٍ
و يـا ليت شعري هل يروم و يسبقُ ..؟
..
فكيف و قول الله ” لا الشمس ينبغي “
سـتدرِكُها شـمسٌ .. ومـن ذا يُـصَدِّقُ..؟
..
تـشـيـر لـــه مـــن بـيـن أضـلـعنا و قــد
تـلاصـقـتـا عُــــدْ فــالـحِـداق سـتـطـلقُ
..
و تـرخـي بـريـق الـحـسن فـي نـظراتها
تــخـاف عــلـى عـيـنيه مـنـه و تـشـفقُ
..
و مـــا أجــمـلَ الآرامَ حــيـن تـسـوسـها
ســـهــام أيـــــالٍ بــالـنـفـائـس تـنـطِـقُ
..
و تــنـسـج تـيـجـانًـا تــبــوح بـعـطـرهـا
و تـنـثال سـحـرًا فــي الـلحاظ يُـحملِقُ
..
يـــدوزن أوتـــار الــفـؤاد عـلـى هـفـيفِ
أهـدابـهـا الـغِـيـضِ الـحـسان و يَـسْـرقُ
..
و حــيـثُ يــقـام الــحـدُّ يُـسْـلـم قـلـبـه
فـهـيهاتَ … فـي شـرع الـضفائر يُـعتقُ
..
و مـن فـي مـضامير الجدائل قد قضى
تــعــود لـــه تــتـرى الـحـيـاة و يـخـلـقُ
..
و هـــا هــي ريــمٌ بـالـصبابة أفـصـحتْ
فــدانـت لــهـا كـــل الــحـروف تـصـفَّقُ
..
تــقـد جـــدار الـصـمـت فــي كلمــاتـها
تــبــوح فـلـيـسـت بــالـهـوى تــتـشـدَّقُ
..
يـحـيل لـهـا الـبـحر الـطـويل شـطـوطه
مـــراســيَ نــجــواهـا لـــنــا تــتــشـوقُ
..
تــقـول لــهـا نــبـلًا أصـبـتِ فــلا هــوًى
ســـــوى بــانــزيـاحٍ لا يُـــقــرُّ مُـــدقِّــقُ
..
فـكـم مــن سـفـينٍ ضـل بـين عـواصفٍ
و أدرك شــــطــــآن الـــمـــرافــئ زورقُ
..
وكــم أحــرق الـعـرف الـسـقيم صـبـابةً
قـــد اسـتـمرأت ” إن الـتَّـحرُّرَ يَـخْـرِقُ”
..
فـكـيـف عــنـود الـحـسـن بـعـد نـدائـها
أغـيض كـئاس الـعشق عنها و أُحْرَقُ..!
..
عــلـى نـبـضـات الـقـلب حـلـق نـحـوها
بـراقـي و فــي جـنـحيه عـشقيَ يـبرقُ
..
و هــــا أنــــذا بــيــن الــضـلـوع مـلـبـيًا
“تـعـالـى” فـزيـديـني .. أزدْكِ و أغْـــدقُ
..
فــمــا زلــــت تــواقـًـا لــفـيـض نـهـالـنـا
و مـــــد بـــحــورٍ مــوجــهـا يــتــرقـرقُ
..
تـضـاءل حـظـي فــي الـحـياة فـأدبرت
بــدونـك غـيـمـاتي و مـــا عـــدت أرزقُ
..
فـوجـهـك صــبـحٌ يـسـتـحث شــروقـه
دروبـــــًــا لأرزاق الــعــبــاد فــتــشــرقُ
..
انـــا يـــا عــنـود الـشـعـر رهـــن لـقـائنا
فـمـا عــاد قـلـبي دون حـضـنك يـشهقُ
بقلبي
د. خيري السلكاوي