دكتور رانيا شارود تكتب.. الحب لا يباع و لا يشترى
حقا الحب لا يباع و لا يشترى فالحب يولد معنا بالفطرة فالحب هو أرقى و اسمى المشاعر التى يحس بها الإنسان فالحب و العطاء و العطاء بلا مقابل حتى لو لم يوجد الحب فى المقابل فيجب علينا أن نحب و نتمنا الخير للجميع و هذا ما يدعوننا ديننا الإسلامي و كل الأديان السماوية تدعوا للحب و المحبة و السلام وهذا ما يجعلني استغرب على ما نشاهده هذه الأيام من البعض الذين يزرعون مبداء أن العواطف و الحب تنقدر بثمن و لا تقدر بالحب او بالمحبة او بالعطاء و معاملة حلوة و ناتى و نقول لماذا الناس تغيرت فى معاملتها و لماذا أصبح مبداء المصلحة هو الغالب فى بعض المعاملات حتى داخل الإطار الأسرى فكيف نقدر الحب فالحب و المشاعر الإنسانية لا تقدر بثمن وفلو الحب كان سلعة تباع و تشترى هل يقتصر على الاغنياء او على من يقدر أن يشتريه ينال منا هذا الحب و العطاء فهذه المبداء اللعين هدفه هو زرع الكره و الأنانية و لبس يضر الأسرة المصرية فقط بل يضر بمصرنا الحبيبه فهذه الاراء ماهى الا نوع من انواع حروب الجيل الرابع و الخامس التى تحاول قطع وحدة الاوصال و ترابط الأسر بعضها ببعض و قطع نسيج المجتمع المصرى فكل من حاولوا أن يضروا بمصر او الغزاة على مر العصور فشلوا أن يفرقوا بين اطياف الشعب المصرى لانه شعب متماسك متحاب و يحب الغريب و يحتوى القريب و البعيد و طبيعة المصرين ودودين فى قلوبهم رحمه كما وصفهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وروى فى ذكر مصر أنه قال: (ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لكم منهم ذمة ورحما) وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض، قال أبو بكر لم يا رسول الله؟ قال لأنهم و أزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة) فمصر فى رباط إلى يوم القيامة بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم ودعاء الأنبياء آدم ونوح ووصفها بالأرض الطيبة المباركة التى هى أم البلاد وغوث العباد فمصر و شعبها فى حمى من الله عز وجل ولكن فما نلاقيه فى بعض البوستات و التريندات هذه الأيام ما هو غير زرع روح الأنانية و مبداء أن كل شئ يباع و له ثمن ليس للوصول للتريند او الشهرة فالهدف الحقيقى هو خلق جيل لا يحب و يكون هدفة المال فى كل مشاعره ويقدر أن يبيع نفسه و اهله من أجل المال وهنا الهدف الحقيقى لهذه المنصات المخادعة لنشر الكره و الحقد بين الشعب المصرى و تجعل أولادنا يتعلمون أن المال يقدر أن يشترى كل شئ حتى المشاعر و الأحاسيس التى لاتقدر بكنوز الدنيا فحب الام والاب لاولاهم لايقدر بثمن و حب الأخوات لبعضهم لايقدر بثمن و حب الاصحاب و الاهل و الجيران و حب الوطن كل هذا لايقدر بثمن لذلك يكون له تأثير سالبى اخر فى زيادة نسبة الطلاق و الفرقه بين الأهل و الأحباب و يكون الهدف من التعامل ماهو المصلحة فقط و يكون هدف الناس فى التعامل هو كسب المال و الضحك على الاخرين فهذه الافكار تؤدى إلى القضاء على الانتماء للاسرة الصغيرة و المجتمع كاسرة كبيرة فيجب علينا مواجهة هذه البوستات و التريندات و لا تنخدع الامهات والاباء لهذه الأمورو يكون لهم دور فى تربية أولادهم و زرع الحب فى نفوسهم و نعلم أولادنا أن الحب هو مفتاح الحياة والتعامل مع الآخرين و العطاء هو الحائط الذى يحمنا و المودة والرحمة هى سقف الأسرة التى نستظل بهم فى حياتنا و نعلم أولادنا الحب و العطاء و يكون سلوكنا فى الحياة فكيف لطفل أن يجد امه او ابوه يزرع فى قلبه الكره و الحقد للاخرين او اى احد من أفراد الأسرة فهل هذا الطفل يكون انسان سوى أو يكون حنين على والديه أو إخوته او أصدقائه فكل هذه الاراء الهدامة كلها للقضاء على الهوية المصرية و عدم الانتماء و زرع روح عدم الولاء للوطن و هذا لن يكون ولن يحدث أبدا لأننا فى رباط إلى يوم الدين لذلك يجب علينا جميعا أن نواجه هذه الحروب بالحب فالحب هو أغلى المشاعر فالحب لا يباع و لا يشترى فالحب موجود بين القلوب محاط بالضلوع فالحمد لله مصر محروسة إلى يوم الدين
د. رانيا شارود
خبيرة علم التوافق و الأرقام