سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب..أنت لست مهما ولا قيمة لك

 

إن محاولات بيع النفس وإذلالها لن تصل بك إلى نتيجة وهذا امر طبيعي مهما اردت ان تفعل …. اوفعلت فعلت ، واعلموا ان العاقل من يدرك أن كل شيء في هذه الحياة يجب أن يُطوّع لخدمة نفسه … بل والارتقاء بها ، والاهتمام بها ، والمحافظة عليها من ما قد يصيبها من أي أذى كان جسدياً ام كان عاطفياً. لقد قيل فيما سبق أن الإنسان غنى النفس الذي يعقل أفضل من غنى المال ، وهذه هي الحقيقة ،  ليس غنى النفس أفضل من غنى المال فقط ، بل أن هذا الأمر لا يدركه إلا من يعقل ويفهم ، فإن من ينظرون إلى عزة النفس على أنها مهارة قد تُكسبك الكثير دون عناء …. قلة قليلة … !!! واجب عليكم أن تعرفوا جيدا … وتعلموا ، وتتعلموا كيف تُكرّموا انفسكم في كل شيء في حياتكم ، في طريقة جنيكم لرزقكم ، بل وأيضاً في طريقة تصرفكم وإدارتكم لأموالهم وهو امر في غاية الخطورة والاهمية، أن الإنسان يجب أن يُكرّم نفسه ، وان يجعل أمواله، وممتلكاته هي من تخدمه ، وليس هو من يخدمها ، يجب أن تكون لديه عزة النفس في طريقة تعاملاته مع الآخرين …. وحدود علاقاتك بهم، 

تجنبوا ما قد يؤذيكم من علاقات ، وعواطف قد تجعلكم في بيت يسكنه الذل والأسر ، ان عزة نفسك في هذه الحالة في تمالكك لمشاعرك ، فلا تجعلها تقودك للأسفل ، ارتقي بنفسك للأعلى دائماً فهذا تكون حياتك ..قم بواجباتك بشكل أخلاقي وصادق من أجل راحة ضميرك، واستمتع بحياتك ولا تنتظر شكرا من أحد أو اعترافا بالجميل. محتملا ان يمتدحونك اليوم لأنك في السلطة، فهل تعلم انه بمجرد أن تصبح عاجزً ، بعيدا عنها سينسون إنجازك ، بل وسوف يبدأون في البحث ، والتفتيش ، والتنقيب زلاتك ، وعن عيوبك ، واعلم ان الاعتراف منهم لا يستحق العناء. إياك أن تستسلم للحسد والغيرة ، لقد اختبرنا جميعًا قبل ذلك كيف يمكن للحسد أن يزعج راحة البال ؟ 

أنت علي علم تام ، وانا ايضا اعلم …. أننا تعمل بجد أكثر من زملائنا ، لكن في بعض الأحيان هم يحصلون على ترقيات ، واماكن لا يستحقونها … بينما انت لا تنال ذلك. .أنت بدأت نشاطًا تجاريًا منذ سنوات ، لكنك لم تحقق نجاحًا مثل جارك الذي لا يتجاوز عمره عامًا واحدًا. ، فهناك العديد من الأمثلة مثل هذه في الحياة اليومية.   هنا يأتي السؤال …. هل يجب أن تحسد؟   الجواب طبعا لا ، ناهيك علي انه أمرا محظورا ، غير محبب ، نهي خالق السموات والأرض عنه ، ولكن هو ايضا من أجل صحتك. إن راحة بالك ، وشعورك بالطمأنينة والسكينة هو مطلبك الاهم الاساسي ، بل انه مطلبُ كلِّ إنسان ، قد نفتقد هذا الهدوء النفسي ، ونشعر بالضيق ، ونشتاق إلى مشاعرَ تُطمئن أنفسَنا ، وتبهج أرواحنا. وهي لايمكن تحقيقها طالما كنت حاسدا … 

من أين تأتي راحة بالك ؟

عندما تخلص النية لله وَحده ، وعندما يكون هدفك الأساسي هو إرضاءَه الله سبحانه وتعالي وحسن طاعته.عندما تكُفّ عن القلق الزائد ، والخوفِ المستمر ، والتردد الغير مبرر عندما تتوقف عن تأنيب نفسك بقسوة ، ولا تفعل سوى عتابها وتدميرها بالكلمات السلبية.

هل الأفضل أن تُفكر في حلول واقعية ؟ 

 لابد ان تسعى إليها جاهدًا، لابد ان تصبر وتتوكل، غلي الله فهو حسبك ، فوِّض أمرك إليه ، ولا تستعجل النتائج. لأن المثالية والكمال لن تصل إليهما مهما فعلت ؛ ان هذه طبيعة البشر.عندما توجه تفكيرك نحو ما ينفعك في هذه الدنيا. . وفي آخرتك ، عندما تفكر فيما تفيد به نفسَك وغيرك ، عندما تسعى نحو الارتقاء بنفسك، وتنمية مواهبك وقدراتك، وتتعلم علمًا ينفعك، وتعم فائدتُه عليك وعلى الآخرين.عندما تزيل كلَّ آثار عدم التسامح ، والرغبة في الانتقام ممن تعمَّد إيذاءك ، 

الخلاصة 

 اذا شعرت بالحزن والضيق ، تذكر أن تتخلص من التفكير في مواقفَ محزنة، فلا فائدة من تذكُّرها سوى تعذيب نَفْسك.ليتك تتوقف عن تذكر أشخاص قد يكونوا قد تسببوا في إلحاق الضرر أو الأذى بك ، أو ظلموك ؛ صدقني ….. لا جدوى من أن تذكرهم .من فضلك اشغل تفكيرك وخاطرك بما هو نافع ومفيد لك، وتذكّرْ كل مواقفك الإيجابية، تذكر حسناتٍك ، وصفاتك ، ومواقفَك الطيبةً ، واخري رأيتها من الآخرين ،  نعم .. . تعلَّم منهم واكتسب مهاراتٍ جديدة. ، اجعل قلبك وفكرك يتعلق بكل ما هو إيجابي .إن غضبك من الآخرين وانشغال بالك بتصرفاتهم ، لن يؤثر سوى فيك انت وحدك ، بل حتمًا سيكون له عليك تأثيرًا سلبيًّا، أما الآخرين، فقد تكون خارج دائرة اهتماماتهم، ولا يشغلهم مطلقًا سواء أكنت غاضبًا منهم ، أو لم تسامحهم. أنت لست مهمًّا لديهم، ومشاعرُك نحوهم لا قيمة لها.

                 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى