دكتور سمير المصري يكتب.. الحوار في طريق الحياة
تستطيع المرأة ان تتخلص من الآثار السلبية للعناد بل ويمكنها تغيير اتجاهه وتوجيهه إلى ما هو مفيد.امرأة موظفة مشهور عنها ، ومتطبعة بلغة العند ، اعتادت علي ذلك ، معروفة بالعناد ، تصر دائما على عدم الاستعانة بمساعدة في منزلها علي الرغم من نصيحة زوجها وأهلها لها . هذه الزوجة نجحت بالفعل في مشوار التحدي وأصبحت مثال يحتذي به بين زميلاتها وقريباتها ,لقد تحول عنادها الي نجاح ، فإذا لم يكن بمقدورها تحويل عنادها إلى طاقة إصرار لتحقيق أهداف إيجابية أو التخلص من صفات سلبية ، وجب عليها على الأقل أن تمنع عنادها من أن يهد حياتها مستخدمة في ذلك العديد من الطرق والوسائل …..
اتركي الجدل والخلاف حول المشكلات الصغيرة ، التي قد تعترض طريق الحياة ، واحرصي على الاتفاق حول أسلوب تربية الأولاد ، أو اختيار وظيفتها ، من فضلك تعودي على أسلوب الحوار ، واحترامي الرأي الآخر ، انسي مواقف سلبية تعرضتي لها سابقا ، تعاملي بروح التسامح ، فان التسامح في الاسرة بين الزوجين والعفو يجعل الحياة تسير بشكل امن ومستقر .
آداب الحوار البناء مع الزوج وغيره وعدم التشبث بالرأي والاستماع إلى رأي الطرف الآخر وتقديره يغير كثير من الامور . إبعدي أفراد أسرتك من دائرة الخلاف بين الناتج عن العناد ولا تستعيني بهم من أجل أن تنتصري لرأيك أو أن تقوي موقفك .أنت و شريكك حياتك لستما في تجارة ، تختلفان حول أرباحها وخسائرها وما بينكما عقد قوي كبير ، تصغر أمامه كل أنواع العلاقات الاجتماعية الأخرى ،واعلمي سيدتي ان هذا يتطلب منك شيئًا من التنازل والعفو وليس في ذلك امر يهينك أو حتي يقلل من قدرك “كوني له أمة يكن لك عبدًا”. “كوني له أرضًا يكن لك سماءً”. “كوني له مهادًا يكن لك نجادًا ”
انظري إلى جوانب الخير في شريك حياتك ؛ فالعيوب موجودة في كل إنسان وكذلك المحاسن ، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه،
الخلاصة
أبحثوا عن أسباب العناد قبل النظر في طرق العلاج ، والفني الماهر يبحث عن أسباب تشقق الجدار قبل إصلاح التشققات ذاته حتى لا تتكرر المشكلة . اجتنبوا النقاش الحاد الذي كان أمام أطفالكم ، فهو يؤثر عليهم بشكل كبير ، أن الشكل والجدال والعناد أمام أفراد الأسرة وبالاخص الأطفال خطأٌ كبير في التربية، والإساءة للأم … انه يسفه الراي ويزيد من العناد . هل تعلم ان الأطفال يكتسبون نفس هذه الصفات فهم في هذه السن ألْصق بالأم والاب ويتأثروا بهما سلباً وإيجاباً ، فمن الاصح والصواب كون النقاش بعيداً عن نظر الأطفال وخلال تواجدهم .