سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب.. السحر الحلال

 

 

الحوار هو السحر الحلال … هو من يفتن العقول ، ويأسر القلوب ، “الكلمة الطيبة صدقة” ، “ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب” ، “إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطيه على العنف وما لا يعطي على سواه” 

الإنسان بطبيعته لا يقبل الهزيمة. ولن يكون هدفه سوى أن يخرج بتلك الصورة الجميلة التي دخل بها المناظرة. لتكون النتيجة الحتمية أن كل طرف يخرج منتصراً من كل نقاش يدخله.

 

هل تعلم ان اللغة هي أساس بناء العلاقات المتزنة الإيجابية

كلما صرت بارعاً في التعبير عن نفسك بوضوح ودقة للآخرين باستخدام لغة تزيل كافة احتمالات سوء الفهم، كلما صرت أكثر نجاحاً في التأثير على الآخرين وتوجيه أفعالهم.

 

 تاكد انه من آداب الحوار طلبك للحق ، و اعلم ان اختلاف الآراء من الطبيعة البشرية، وحسن البيان، والظرف المناسب . 

والنصيحة دائمآ ان لا تستأثر بالحديث ، وكن مستمعاً جيدا ، ولا تقاطع ، وتعلم أن  تبدأ بنقاط الاتفاق … وليس نقاط الاختلاف

وافهم من أمامك، وحادثه باسمه، ولا تغضب، واعترف بالخطأ، واغضض من صوتك، واحترم الطرف الآخر، ولا تستطرد، ولا تخطّئ، ولا تتعصب. ففرق بين الجدل المذموم والنقاش والحوار حتى تكسب القلوب وتسحر العقول 

 انصت وكن مستمعا بارعا … فإن الإنصات.. الركن الأساسب والقوي في الحوار الناجح 

لعل المتتبع لجلسات الحوار في عالمنا العربي ليلمح بشدة بعداً عن الإنصات ومشتقاته حتى لنجد كثير من الحوارات حرباً حقيقة شرع فيها الخصمان كل الأسلحة الكلامية.

انها الطريقة الوحيدة لاستكشاف الآخر و التواصل معه ، و تمكن الاخر بدوره من استكشافنا ، فتسهل المواقف … ويبدأ الحوار سهلا يسيرا …. عذبا ، يسير بين اطرافه موكدا علي حسن النتائج وتحقيق الهدف الاسمي الي يوصلنا الي النقاش المفترض ان يعطي اطرافه في النهاية نتائج مرجوة … علي اساسها كان قد بدا النقاش  

اي الوصول الي حلول …. 

 لكن ليس كل تواصل يفي بالغرض الذي بدا من اجله ، فقد يكون هناك حوار بين اطراف ، لكنه قد يخلو من التواصل … وهذا امر وارد وحقيقي وكثيرا مايحدث بين الأطراف .

 أن الذي يشترك مع مجتمعه في نقاشات كثيرة حتى وإن كانت معقدة ومثيرة ، تجده غالباً مرحب به في كافة الجلسات على مختلف أشكالها وأنواعها ، فهو يثري هذه الجلسات بمناقشاته مع المشاركين في هذه الجلسة ، فيتكلم ويسكت ليعطي الفرصة لغيره، ويعترض في أدب ، فلا يجرح أو يهاجم شخص المتكلم، بل على العكس، يجتهد في البحث عن نقاط الاتفاق حتى يبني الثقة بينه وبين الطرف الآخر، فيسهل عليه مناقشة نقاط الاختلاف بشكل موضوعي وحيادي.

الخلاصة 

 وخلاصة القول إن كل جدل هو حوار وليس كل حوار جدلاً، لكن ربما تحول الحوار إلى جدل، وقد يجتمعان كما صدر في سورة المجادلة. وقد ورد في التعريفات للجرجاني بأن للمناظرة معنيان إما النظير أو النظر بالبصيرة، واصطلاحاً كما ورد في لسان العرب لابن المنظور، فإما أن يكون ناظرت فلاناً أي صرت نظيراً له في المخاطبة، أو النظر بالبصيرة من الجانبين في النسبة بين الشيئين إظهاراً للصواب، ولذا فإن المناظرة في أصلها محمودة.

 فالحوار والجدل يلتقيان في أنهما حديث أو مناقشة بين طرفين، لكنهما يفترقان بعد ذلك، فالجدل هو اللد في الخصومة ، ولكن في إطار التخاصم في الكلام ، والجدال والمجادلة والجدل كل ذلك ينحي منحى الخصومة أو بمعنى العناد والتمسك بالرأي والتعصب له . 

 أما الحوار والمحاورة فهي مراجعة الكلام والحديث بين طرفين دون أن يكون بينهما ما يدل بالضرورة على الخصومة.

 

     

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى