دكتور سمير المصري يكتب..امسك حرامي
لما تيجي تقعد جنب حد وهو عمال بيتمطى وبيتثاءب ، وبعد كدة يقوم ينسحب من المكان ويسيبك وأنت مش عارف بالضبط ايه اللي حصل لك بالضبط ؟
ولما ازاي كدة تلاقي الهم وسوء الطالع ركبك بالشكل ده ؟
اسمع الكلام واهرب بسرعة … اهرب ولا تعد إلى حيثما كنت ابدا ، من الأفضل أن تتعلم الانسحاب من حياة هذا الشخص تدريجيا ، انه من فئة مصاصى الدماء ، حرامي من حرامية السعادة المحترفين
انت عارف ؟
الحرامية أنواع كتير ، منهم حرامية فلوس وشغل ، و في حرامية وقت ومجهود ، و في حرامية مشاعر و طاقة ، و في حرامية العمر كله ، الحرامية دول أحيانا كتير مش بيكونوا قاصدين يسرقونا ، لكن احنا اللي بنعلمهم ازاي يسرقونا ، وكمان احنا بنديهم الفرصة لسرقتنا
امت واخد بالك ؟
الحياة قريبة منهم زي كمائن العنكبوت. يستدرجونك دوما إلى شباكهم الدقيقة المصنوعة بعناية فائقة كأنها عمل فنى وهندسى حقيقى ، ولما حضرتك تسعي للفكاك وتحاول تهرب ، يطاردوك بخيوطهم العنكبوتية اللي غزلوها بحنكة وخبرة وتمرس، زي أفضل مصانع النسيج الحديثة ذات التكنولوجيا المتطورة ، ، تلاقي خيوط متشابكة ملفوفة من حواليك، ماتقدرش تعرف الفرق بين السارق والمسروق ، مين فيكم الحرامي ،مين الجلاد وفين الضحية
هل هم سحرة يتدربون ؟ هم يلتهمون سعادتك التهاما ، هم يصيحون بصوتهم العالي هل هناك من مزيد ؟
هؤلاء سواء كانوا أصدقاء ، أو أقارب أو زملاء ، أو حتي أحباب يسممون حياتك بآثارهم وتجاربهم وطاقاتهم السلبية ، أنهم يقومون إراديا أو حتي غير إراديا بالتشويش على رادارك الداخلي ، فلن تنعم بالراحة فى وجودهم إطلاقا ، أن البعد عنهم غنيمة ، فعندما تأخذنا بهم الشفقة ونحاول مساعدتهم، نتورط أكثر وأكثر فى ألاعيبهم ولا نستطيع النجاة … انهم يطاردونا ….. شئ مزعج وغريب
الخلاصة
أوعي تفتكر ان ربنا هيحاسب بس الحرامي اللي سرق منك التليفون المحمول في الشارع ، أو ان الحرامي هو اللي سرق منك فلوسك ، لا ده هيحاسب الحرامي اللي كسر فرحتك وخلاك حزين ، وهيحاسب الحرامي اللي سرق حلمك ، ويحاسب الحرامي اللي وقع بينك وبين حبايبك ، والحرامي اللي اخد مكانك في الشغل وانت احق بيه ،
كمان هيحاسب الحرامي اللي سرق منك الأمان ، والحرامي اللي خدعك علشان مصلحته ، والحرامي اللي استغل انك طيب وعفوي ،
لا وايه كمان … وهيحاسب الحرامي اللي خدعك بمشاعر مزيفة ، والحرامي اللي جاب سيرتك بكلام محصلش ،
وهيحاسب كمان الحرامي اللي قدامك بشكل….ومن وراك بشكل تاني خالص ،
الخلاصة م الآخر الحرامية دول أشكال كتييير اوي في حياتنا ، لكن ربنا عادل ، ربنا بيرد الحقوق لأصحابها مهما طال الزمن ، يمهل ….ولا يهمل ، عارف إن مفيش حرامي قدر يهرب بسرقته ؟
يهرب من الدنيا يلقي حسابه في الآخرة ، مش لازم يتحاسب في الحاجة اللي سرقها ….هيتحاسب في اي حاجة تانية ، لكن عمره مايهرب من سرقته ابدا ، وبعدين كفاية أنه عارف أنه ….حرامي ،