سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب..حروب الشقاء والصمت والجريمة

 

            

 كم مرة هزمنا الغدر دون قتال ، أعلم إن الخيانة لا تزدهر ابدا ، هي حتي إذا ازدهرت فلن يجرؤ أحد على يسميها خيانة ، اوحتي يقول عنها كذلك ، فالإخلاص لا يطلب ، لان في طلبه استجداء ومهانة للحب ، فهو حتي وإن لم يكن حالة عفوية ، فهو ليس أكثر من تحايل دائم على شهوة الخيانة وقمع لها ، إنها خيانة من نوع آخر وشكل مختلف .أصدق الصدق الأمانة، وأكذب الكذب الخيانة. أصعب الألم.. أن ترسم الضحكة على شفاهك وداخلك ينتحب، أن تجامل من حولك بالفرح والحزن يبني حضارةً في صدرك، أصعب الألم.. أن تثق بالحب في زمن الغدر، وتثق بالحياة في زمن الشقاء، وتثق بالصوت في زمن الصمت والجريمة. نعم صحيح … واكيد ان الطيور على أشكالها تقع ، ولكن الخيانة لا تنسى ، ما نخشاه أن يصبح الغدر وجهة نظر ، وأن تكون الخيانة هي الجريمة التي يدفع ثمنها من لم يقترفها ، فمن ضيع الأمانة ورضي بالخيانة فقد تبرأ من الدين ،ان الخيانة كالموت لا تسمح مطلقا بالفوارق . الخيانة كالهواء تدخل منازلنا بمجرد فتح الباب . فما أبشع أن تخون صديقاً ولكن الأبشع أن تجد الخيانة سهلة فالنقد ليس خيانة.. الخيانة أن تزيّن القبح، وتصفق للأخطاء ، ليتنا نحذر من خيانة الفرح فخيانة الفرح قاسية ابدا مهما طال الزمن ، ومهما مضي الوقت . لا تحارب بشراسة وشدة وجهة نظر لا تعرف عنها شيئاً ، انها هي بعينها الخيانة الذهنية ، إنها الخيانة والهروب من مفردات لغة القلوب ، فالغدار يكرهه الجميع. ، لقد تولت بهجة الدنيا.. فكلّ جديدها خلق وخان الناس كلّهم.. فما أدري بمن أثق … لا تأمننّ أمرا قد خان أمرًا أبداً …. فإن من الناس ذا وجهين خوّانا. نكران الجميل خيانة للسرف والأمانة. ، انه خان ارضه ، وهان عليه عرضه مثل الذي خان وطنه ، وباع بلاده ، يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص ، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه ولو بكلمة حلوة . أعلّمه الرماية كلّ يومٍ ، فلمّا اشتدّ ساعده رماني ، وكم علمته نظم القوافي، فلما قال قافيةً هجاني ، أعلّمه الفتوّة كل وقتٍ، فلمّا طرّ شاربه جفاني .إن الخيانة لا تنجح أبداً لأنها حين تنجح نعطيها اسماً آخر ، فالحب يتحمل الموت والبعد أكثر مما يتحمل الغدر والخيانة ، فلا فرق بين خيانة الضمير وخيانة الواقع إلا التنفيذ ، فمن لم يف بعهده معها باتت تعتقد بأنّ كل من على هذه الأرض يخون .أعلم انه إذا غدرك انسان مرّة فهذا ذنبه ، أما إذا غدرك مرتين فهذا ذنبك أنت. ، فلا خير في عيش تخوننا أوقاته وتغولنا مدده ، انه حقا من المؤلم أن الخيانة التي لا تنجح لا يجرؤ أحد على تسميتها خيانة. 

  أدِّ الأمانة ، أما الخيانة فاجتنب.. واعدل ولا تظلم يطيب لك المكسب ، .. لأن اذا خانك من قد كان مؤتمنا. يخونك ذو القربى مراراً وربما وفي لك عند العهد من لا تناسبه.. ولا خير في قربى لغيرك نفعها.. ولا في صديقٍ لا تزال تعاتبه.. 

 أن من كثرت شكوكه ، فإنه يدعو إلى خيانته ، واعلم جيدا ان الغدر يحطم القلب وينزع الروح والسعادة من الحياة ، فمن المؤسف حقاً … إن كنت تحب بصدق ان تتخاذل لأن التخاذل هو الخيانة ولكن بصيغة مختلفة ، 

ان قمة الغدر والخيانة أن تدير ظهرك لشخص عندما تكون بأمسّ الحاجة إليه ، فإذا لم تجد من يصونك، فحاول أن تصون نفسك ، فما أوجع الخيانة، لأنها تأتي ممن وثقنا بهم.

الخلاصة 

 جرب صديقك قبل أن تثق به ،

و إذا طعنت من الخلف فاعلم أنك في المقدمة.

 نعم تصادق مع الذئاب.. على أن يكون فأسك مستعدا ، فمن كافأ الناس بالمكر كوفئ منهم بالغد ، انها حقيقة الأمر . فالخيانة تغفر ولا تنسى. نكران الجميل . فكفى بالمرء خيانة أن يكون أميناً للخونة. فأنت امرؤ إما ائتمنك خائناً.. فخنت، وإما قلت قولاً بلا علم.. إن من أقبح الخلال وأشنع الخصال وأكثرها فسادًا وإفسادًا للمجتمعات والأمم الخيانة في الأمانات ، وذلك بالتفريط فيها ومخالفة الحق بنقض العهد في السر والغدر في العهود وعدم الوفاء بها.. لأن هاتين الصفتين الذميمتين والخُلقين السيئين هما مجمع الأخلاق السيئة ومستودع التصرفات القبيحة، وهما سبب الشرور والآفات؛ فبسببها تُسفك الدماء، وتُزهق الأرواح، وتُنتهك الأعراض، وتُنهَب الأموال وتُغتصب الحقوق وينتشر الخوف..

 

    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى