سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب.. خليك فاكر

 

فكّر دائماً أن دوام الحال من المحال.. وكن على دراية كاملة بأن الأوقات العصيبة ما هي إلا أوقات مؤقتة مع الأيام …. ستزول وستستعيد بعد زوالها سعادتك المفقودة.ربنا سبحانه وتعالى لم يخلق الدنيا دائرة عبثاً ، واعلم ان الدوران رسالة كونية لعباده ، إنها إشارة سبحانه وتعالي يشير بها الى تغيّر الأحوال ، نحن نسير فيها في منحنيات … انها الدنيا ؛ مرة انت في القمة .. ، ومرة اخري نسقط فيها … نهوي في القاع … أنها سنة الحياة في ارض الله الخالق ، ان الله جعلنا في الدنيا يوم لنا … ويوم آخر علينا .. يوم لك ويوم عليك .أنها الأيام … هي دول بين الناس في كل شئ .. صحة و مرض، فقر مدقع … وغنى فاحش ، حزن كبير وفرح اكبر ، ليس هناك اي شيء يمكن أن يستقر على حاله ابدا قط ، اننا في دار الفناء التي يقلبنا الله فيها كيف يشاء.لقد كان ايوب عليه السلام ذو نفوذ كبيراً ، صاحب أموال وفيرة وذرية كثيرة ، يتقلب بين نعم العلي القدير سبحانه وتعالى ، ونعيمه في الدنيا ، الي ان ابتلاه القدير بأشد أنواع البلاء في الجسد ، والمال ،والولد ، لقد غرق في بحور الضر والمرض والفقر، حتي ان المحن قد اصابته أصابة فلم يتبقّ من جسده مغز إبرة سليماً سوى قلبه الذي كان ينبض بقدرةاللهعز وجل ،  لقد فقد كل ما يعينه على حاله في الدنيا من مال وصاحب ، فلم يبق له إلا زوجته التي بعون ربه حفظت ودّه ، واوفت له دهراً،

 حتي انها ظلت تخدمه حوالي ثماني عشرة سنة ، وقد رفضه القريب والغريب … الا هي التي كانت -رضي الله عنها- لا تفارقه في الصباح والمساء إلا من أجل لقمة العيش ، لقد كانت تعمل في خدمة الناس بالأجر ، ثم تعود لخدمته ورعايته.سيدنا أيوب -عليه السلام- صبر و احتسب وتضرع إلى المولي سبحانه وتعالى رب العالمين بالدعاء، ، وقد طال عليه الأمر ، واشتد عليه الحال …و لم يدخل الياس قلبه .. لقد دعا ايوب الله تعالى قائلاً : 

 { ربي إني مسّني الضر وأنت أرحم الراحمين } ،

  لقد استجاب له ربه … وأبدل حاله من قاع الأذى إلى قمة الفرج، فذهب بلاءه ، وأعاد الله تعالى اليه امرأته شبابها … وزاد سبحانه وتعالى عليه من فيضه الكريم …حتى وُلد له أضعاف ما فقد من ولده عندما ابتلاه ربه جزاء لما صبر ، ولما إناب وثبت .لقد عمرنا الارض ملايين السنين ، شيدنا الأبنية ثم هدمناها ، ثم ظهرت مماليك ثم اندثرت وتاهت ، لقد ذاع صيت ناس ثم نسينا حتى أسماءهم عن اذهاننا ، و ناس اخرون عاديون مضوا في هذه الحياة و لم يتركوا حتى وقع أقدام ، نحن نخضع جميعا لمبدأ عدم الاستمرارية … واعلموا ان ليس لأي حال دوام.حسب هذا المبدأ العجيب ، كل شخص وكل شيء و كل حدث على هذه الأرض يفقد وجوده أو قيمته بعد زمن . لكن العجيب أننا علي رغم معرفتنا بكل هذا نتجاهله كل يوم ، نحن نعلم ان الموت قادم لامحالة… ولا نستعد ، مع كل الاجابات ولا نستطيع ان نغش حي الإجابةالتي تنجينا . نعيش حياة ابدا لن تدوم ، في دنيا …..و وسط أناس لن يدوموا، ومع ذلك نظل نبحث عن أشياء دائمة . نحن نبحث …ونبحث عن الاستمرارية خلال حياة لن يستمر وجودها … مطلقا … سبحان الله  

انها استحالة دوام الحال ، لقد خلقنا سبحانه وتعالى وميزنا علي سائر خلقه ، وفضلنا حتى على الصفوة … فدعِ المقادير تجري في أعنّتها ولا تنامنّ إلا خاليَ البالِة ، بين غمضة عينٍ وانتباهتها يُغيّر الله من حالٍ إلى حالِ

 لقد خلق سبحانه وتعالى الصبر كأفضل خيارات التقوى على المعاناة وتبدل الأحوال ، فلم نجِد بعد الصبر أجلّ وأعظم من الدعاء ، إنها قصص كثيرة ، وتجارب مريرة …جمة، أسأل الله لي ولكم الصبر والعافية ، والثبات في الدين والدنيا والآخرة …. غدا صباح مصري جديد ،،،،، 

 

                                                          

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى