دكتور سمير المصري يكتب...صباح مصري (لا تتوقف عند سطر حزين)
أحياناً نحتاج أن نتخلى عن الأشياء قبل أن تتخلى عنا، أحياناً نحتاج أن نسبق الأحداث بخطوة، نعم هي أقدار وستجري مثلما كتبت علينا …. فالحمد لله.
أنت لن تكبر دون أن تتألم، ولن تتعلم دون أن تخطئ، ولن تنجح دون أن تفشل مرة تلو مرة فيأتيك النجاح، إنك لن تحب دون أن تفقد … هكذا هي الحياة.
ما دمت تعيش في هذه الحياة فإنك لامحالة سوف تصطدم بهمومها ومشكلاتها، ومادام الإنسان يعيش في هذه الدنيا فلا بد أن تصيبه الهموم والأكدار والأحزان، فتلك هي طبيعة الحياة الدنيا، طبعت على كدر وأنت تريدها، صفوا من الأقذاء والأكدار، ومكلف الأيام غير طباعها، متطلب في الماء جذوة نار ….
سُئل أحدهم متى يجد العبد طعم الراحة ؟
أجاب قائلا “عند أول قدم في الجنة، أما قبل ذلك فيتقلب المرء في أحوال مختلفة ” ، قال تعالى : {لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}
إن القلوب تتفاوت في الهموم بحسب ما فيها من الإيمان أو الفسوق والعصيان، فهي على قلبين أحدهما هو عرش الرحمن وفيه النور والحياة والفرح والسرور والبهجة وذخائر الخير، وأخر هو عرش الشيطان اعوذ بالله فتجد هناك الضيق، والظلمة، والموت ، والحزن والغم والهم.
نعلم أن هناك هموم سامية تحمل في طياتها دلالات طيبة، منها هموم العلماء في حل الصعوبات المعضلات ، وهموم قادة البلاد بمشكلات رعاياهم ، فقد حمل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب هم تعثر الدابة بالعراق ، وعمر بن عبد العزيز فكان يقول إني أعالج أمرا لا يعين عليه إلا الله ، قد فني عليه الكبير، وكبر عليه الصغير، وفح عليه الأعجمي، وهاجر عليه الأعرابي، حتى حسبوه دينا لا يرون الحق غيره. ، وعندما بايعه الناس بالخلافة رجع وهو مغموم مهموم فلما سئل عن ذلك قال ” ومالي لا أغتم وليس أحد من أهل المشارق والمغارب من هذه الأمة إلا وهو يطالبني بحقه أن أؤديه إليه…”
لقد تعددت غيرها من الهموم ، فما هي أهم أسباب تلك الهموم؟
لا شك أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الإنسان بالهموم مثل هم الدين ، فالدين همٌ بالليل ومذلة بالنهار، وقد عاني بعض الناس حين ركبهم الدّين فأصابهم الهم ،
قد يزيد همك بسبب تفكيرك في مستقبلك ، ان هموم الأب بذريته من بعده خاصة إذا كانوا ضعفاء وليس لديه ما يخلفه لهم ، و الهم بسبب التهمة الباطلة فإذا كنت بريئا واتهمت بالباطل فإن ذلك يسبب لك الهم والحزن،
دخلت امرأة على أم المؤمنين عائشة فإذا فرغت من حديثها قالت:
ويومُ الوِشاحِ من تعاجيب ربنا ، ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني
فلما سألتها عائشة أخبرتها المرأة أنها اتهمت بسرقة وشاح لجارية من أهلها وهي بريئة فأخذوها فعذبوها ثم وجدوا الوشاح فقالت هذا الذي اتهمتموني به وأنا منه بريئة.
لقد كانت حادثة الإفك خير دليل على ما يصيب البريء من الهم عند اتهامه بالباطل، فإن عائشة رضي الله عنها حين سمعت ما يتحدث به الناس بكت حتى أصبحت لا يرقأ لها دمع .. ثم بكت يومها ولا تكتحل بنوم حتى ظن أبواها أن البكاء فالق كبدها.
وانظر إلى مريم البتول وما أصابها من الغم والهم حين حملت بغير زوج حتى قالت : {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا} ومن ذلك همُّ الصادق بتكذيبه، فحين يكون المرء صادقا ويتهمه الناس بالكذب يركبه الهم والضيق حتى يثبت للناس صدقة
الخلاصة
الهموم سحابة تصب مطراً غزيراً، هموم بئر كثيرة الماء. هموم ناقة حسنة المشي.
إن الأمل يخفف الدمعة التي يسقطها الحزن، والصبر أفضل علاج للحزن، فرب كئيب ليس تندى جفونه، ورب كثير الدمع غير كئيب. ورب ملوم لا ذنب له.
إن الدموع هي مطافئ الحزن الكبير و غالباً ما تأتي الدموع من العين بدلاً من القلب، إن الحياة رواية جميلة عليك قراءتها حتى النهاية لا تتوقف أبداً عند سطر حزين قد تكون النهاية جميلة.
إنك لا تستطيع أن تمنع طيور الحزن من أن تحلق فوق رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في شعرك، فالقلب المملوء حزنا كالكأس الطافئة، يصعب حمله،
وإذا أردت ألّا تحزن على شيء فإفعل كـل شيء لوجه الله.
غدا صباح مصري جديد ،،،،،
#دسميرالمصري
دكتور سمير المصري يكتب…صباح مصري (لا تتوقف عند سطر حزين)