دكتور سمير المصري يكتب.. محال أن يستمر الحال
كيف يمكن أن تتعلق بشيء حتى يصبح من ضروريات يومك ، ثم تقنع نفسك أنك من الممكن أن تفقده، و تفقد معه كل معالم يومك العادي ، نحن نتسائل … هل تحب شخصا ربط سعادتك بوجوده ، ثم تتوقع أن تكمل طريقك بدونه .أحيانا يكون غض الفكر عن بعض الاشياء أريح ، فالقادم من سوء أو خير لن يحجبه عنا شيء ، وقتها سوف نعيشه، و ستركد حياتنا لأن بنياننا فقد عمودا من أعمدته … لكن سنغير معالم يومنا بعدها و نستمر.بدأت احدي السيدات تسرد قصة معاناتها …. لقد كانت زهرة يانعة متفتحة يفوح شذاها حبًا ونقاءً وخيرًا وعطاء للجميع في البيت ، وفي المدرسة ، لقد كانت محبة للخير متمسكة بمبادئها .. استمرت على هذه الحال وكانت في فترة مرحلة الثانوية إلى أن طرق بابها خاطب .كان ذا منصب ومكانة وكان مستقيم الحال ، قالوا لها انها لن تجد مثله وستعيش معه في سعادة وهناء، إنه من أسرة طيبة، وراتبه الشهري كبير ، و متعلم ومثقف إلى غير ذلك من العروض المغرية، اقتنعت به ، وقبلت به ولم تكن تدري ما يخبأه لها قدر الله . لم تكن تعلم أن هناك مشاكل كبيرة تحدث بين الأبناء – الازواج .. لقد كان أبوه رافضًا لهذا الزواج من أساسه لا لشيء إلا لأنه يريد ابنه ان يتزوج ابنة عمه .. وقد أعطى أبوها – أخوه – كلمة، وقال له إن فلانة لفلان .. وابنه لا يريدها فهو يعرفها جيدًا . أخذ يتوسل لأبيه ويوضح له أن هذه حياة تخصه ولا بد أن تبني على التوافق والرضى من كلا الطرفين .. وأنه وجد الزوجة الصالحة التي يبحث عنها ويريدها .. و قد وضَّح لوالده أن العائلة معروفة بالدين والصلاح .. وهو لا يريد من أبيه إلا شيئًا واحدًا أن يكون معه ويسير أمامه حتى يتم هذا الزواج على خير . الأب لم ييأس وهو يحاول إقناع ابنه بالعدول عن هذه الفكرة والزواج من ابنة عمه .. وبعد المحاولات المستميتة من الأم وبناتها رضخ الأب للأمر الواقع ووافق أن يسير مع ابنه في هذا الموضوع ألا وهو زواجها منه .. بشرط أنه لن يدفع أي شيء ولن يتكفل بشيء .. وافق الجميع على ذلك .وفعلاً تم عقد الزواج وكان يوما غير طبيعى ، ما هذا اليوم … وما يلفه من خوف ورهبة وفرحة وسعادة تشعر فيه العروسة بأنها انتقلت من حال إلى آخر ، وأصبحت محط أنظار الجميع وأصبحت مسئولة عن أشياء كثيرة .ولكن الأمر العجيب هو ما حصل في هذا اليوم فبدل أن تكون الوجوه فرحة .. إذ بها حزينة .. يكسوها الكآبة والغم .. ويعلوها الشحوب والضيق . كثيرًا ما كانت تسمع عن هذه الليلة وعن مدى الفرحة فيها فما لها لا تجد من ذلك شيئًا ، وإذ لم تسعد في ليلة عمرها فمتى تفرح إذًا ؟ هذا ما كانت تحدث به نفسها ..
بل قد لا تصدق حتي إن والد العريس عندما ناول والدها المهر وعلى الرغم من أنه لم يدفع فيه جنيها واحدًا .. قام برمي المال على الأرض وبطريقة مزرية جدًا .. وقال له بكل جفاء: خذ هذا مهر ابنتك وكان الحضور كثيرًا .. ولكن ولده تدارك الأمر فرفع المال وناوله أبي .. وأبي لا يدري ما الحكاية ولماذا هذه التصرفات من هذا الرجل .. فحملها على محمل خير …وأنه أمر عفوي غير مقصود . مرت الأيام وتم تحديد موعد الزفاف .. وبدأت سلسلة لا تنتهي من الإهانات والضغوط النفسية والعبارات التي لا تليق، على الرغم أن أهلها كانوا في قمة السعادة لأنهم يرون أن العريس – راغب .. ومتمسك بها لأقصى الحدود .. وبالطبع هم يبحثون عن سعادة ابنتهم حتى وإن كان ذلك على حسابهم .. تم الزواج وطبعًا كانت ليلة نكد ، وغم ومشاكل .. ومع هذا لم تبالي بذلك كله .. سكنت مع أهل زوجها .. واعتبرتهم أهلها ، ونسيت كل ما مضى .. وقالت في نفسها لعل الحال الآن يتغير .ولكنها كانت ترى الحزن في وجه والد زوجها على الرغم أنها كانت تسعى جاهدة لإرضائه .. وتنفيذ طلباته .. كان يصرخ في وجهها .. وينعتها بعبارات مخلة …. ومع هذا كله كانت تتقبل كل هذا …بل وأعتبرته في منزلة أبيها . لم تكن تدري أنه يريدها أن تكره هذه الحياة ، آت تهرب من هذا الجحيم وتعود إلى بيت أهلها .. وعندما كان يراها صابرة متحملة ما يصيبها منه … بدا يوقع بينها وبين أم زوجها – امرأته –
فقد كا ن يقول وبكل وقاحة وهي … جالسة وهي موجودة .. ابنك عرف يختار … مش زي حالي .. عرف كيف ينتقي الجمال .. و .. و .. وأخذ يكرر هذا الكلام في كل جلسة يجتمع فيها معهما …. إلى أن سبب ذلك الكره ، والبغضاء بينها وبين الاسرة كلها .. فأصبحت أم زوجها تكرهها ولا تطيق أن تراها ،
انتظر غدا استكمال القصة …. دوام الحال من المحال