سمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب..نار الغيرة

 

 

الغيرة الزائدة بمثابة مقبرة للحب ، مسرح لجريمة حياة زوجية كانت هادئة ، فإذا دخلت الغيرة المرضية لقلب الشريك يتحطم الحب والأمان النفسي ، فقد نجد الكثير من حالات الطلاق التي تمت خلال الفترات الماضية كان سببها الغيرة المرضية من الزوجة والتي من الممكن أن تتسبب في اختناق وضيق يشعر به الزوج ، ويسرع في اتخاذ قراره بالانفصال . عدم احتواء الزوجة وإبداء الحب والإعجاب لها فالمرأة بطبعها تميل لكلمات التشجيع والثناء عليها وعدم تصريح زوجها بالحب والإعجاب يجعلها تفقد ثقتها بنفسها وتبدأ في ممارسة الغيرة المرضية والتحكم والسيطرة على زوجها.على الزوج تقدير مشاعر زوجته والتعبير لها عن حبه وإعجابه بها دائما فالصداقة والاحتواء شعور يجعل المرأة تطمئن وتثق في زوجها وخاصة عندما يردد لها بعض الكلمات الإيجابية كأن تقول لزوجتك مثلا “لغيرك حبي لن يكون، إنتي أغلى إنسانه عندي” وبعض الكلمات الطيبة التي تجعل المرأة تشعر أنه بقلب زوجها.يجب على الزوج ان يحترام مشاعر زوجته ، وتقديرها ، والابتعاد عن كل ما يثير غيرتها .ولا يعني ذلك الابتعاد عن كل الأهل والأصدقاء والأشخاص المقربين لك ، ولكن لا تبالغ أبدا في إظهار حبك أمامها من اجل ان تحافظ علي مشاعرها .من اجل ان يسود الاستقرار والهدوء في الحياة العاطفية يجب وضع الحدود في التعامل مع العلاقات المختلفة ، فيجب ان نفصل بينها فالعلاقة العاطفية تختلف عن العلاقة بالأهل والأصدقاء ، وهنا يحب على الزوجة أن تحترام هذه الحدود ، وعدم محاولة التحكم والسيطرة عليها ، لأن هذا سيجعل الزوج ينفر من حياة زوجية مليئة بالروتين اليومي ، والملل ، والخلافات. الغيرة أحد أنواع التعبير عن الحب ، لكنها في بعض الأحيان تتسبب في الشعور بعدم الأمان ، بل وقد تدفع أحد طرفى العلاقة العاطفية للإساءة للطرف الاخر ، وقد يؤدى ذلك في النهاية إلى الانفصال،  إن الغيرة تخبرنا شيئًا عن احتياجاتنا ، تؤكد لنا حاجاتنا في علاقة ما ، قد يكون شيئا من الغيرة بمثابة تذكير بمدى ديرنا ورعايتنا لشريكن في الحياة ، ومع ذلك، يمكن أن تكون الغيرة غير صحية في العلاقة ،،، فقد تنقلب إلى أقصى الحدود … أو نحاول إخفاءها .وقد تكون هناك طرق مختلفة تساعد في التعامل مع الغيرة في العلاقة العاطفية، فلا تتجاهل الغيرة لانها يمكن أن تتحول إلى أشياء سامة عند تجاهلها لفترة طويلة ، فقد يحتاج طرفي العلاقة للتعامل معها عند الشعور بها لأول مرة مع تجنب تجاهلها حتى لا تؤدى لإفساد العلاقة … وانتهائها تذكر علاقاتك السابقة دوما ، فإذا أصبح الشعور بالغيرة موضوعًا أو نموذجا بالنسبة لك في العلاقات فانه قد يكون من المفيد البحث بشكل أعمق لاستكشاف مصدره ، نعم فإنه في بعض الأحيان تكون هذه الأنواع من المشاعر متجذرة من التجارب السابقة ، وهنا يفضل أن يتذكر شريك الحياة معاناته مع الغيرة في علاقاته السابقة، بل وعليه ان يحاول معالجة مشكلة قلة ثقته بنفسه حتى يساعدها في الحفاظ على علاقته الحالية.فلا تلوم شريك حياتك ، بل اعتراف بالغيرة والتعبير عنها ، من غير توجيه اللوم له ، ولا يجعل الشريك طوال الوقت في حالة دفاع عن نفسه أمام الاتهامات الموحهة اليه ، عبر عن غيرتك باستخدام عبارة ليس فيها اتهامات موجهة اليه وهو أن تقول مثلا انك تشعر بالغيرة لأنك ذهبت إلى حفلة مع سيدة وقضيت الليلة بأكملها تتحدث مع أشخاص آخرين ، فهناك ضرورة للتعبير عن الغيرة ، وإخبار شريك الحياة بها دون توجيه اللوم أو العتاب ، فبهذه الطريقة سوف يستمع شريك الحياة لشريكته ويفهمها ، بل ويتقبل هذا الشعور .. 

الخلاصة 

حينما تبدأ الزوجة بإلقاء اللوم والاتهامات ، تفهم الوضع فلا تستخدم اسلوب التبرير والدفاع عن النفس ، لأنها قد تجد في ذلك دليلا أكبر على غيرتها … ولكن ينصح بالهدوء ، وتعزيز ثقة الزوجة بنفسها ، وحاول أن تتخطي هذه المشكلة الصعبة ، اصبر ، واحتويها، وعزز الثقة بينكما . تقبل ذلك .. هو ليس قبول الأمر الواقع ، ولكن يجب عليك الاعتراف بوجود صفة الغيرة في شخصيتها ، ومن هنا فالتعامل مع نمط الزوجة الغيورة يحتاج قدر كبير من المرونة والصبر . ومن أجل ان تتجاوز هذه المشكلة لابد من تنمية لغة الحوار بينكما ليستطيع كل طرف التحدث عن الصفات التي يرغب في تغييرها في شخصية الطرف الآخر وهذا امر هام وطبيعي حدا في حياة يجب ان تستمر .

 

      

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى