دكتور سمير المصري يكتب.. هيجان الغضب
المرأة كائن رقيق , حساس بطبعه , بالطبع يميل دائمًا لإمتلاك قلب شريك حياته ، أنه دائما يشعر بالغيرة تنمو ، ثم تكبر في احشائه ، ولكن هناك أسباب جوهرية تؤدي لزيادة تلك الغيرة الزائدة عندها قد يكون الشك في سلوك الرجل هو المحرك الذي يجعلها دائما في حالة من التوتر والغيرة ، خاصة عندما تؤكد تصرفاته وسلوكياته ما تفكر به المرأة.هل تعلم لأن كثرة كلام الرجل عن زميلاته في العمل أو صديقات العائلة يثير غيرة المرأة ، بل ويجعلها لا تثق به ، بل وتسيء الظن به وتتحول الغيرة الطبيعية لغيرة مرضية ، وخصوصا عندما تصدق هذه الظنون. فهل سالت نفسك كيف يعبر الأشخاص فى علاقاتهم العاطفية عن الغيرة ؟
توجد كثير من الطرق التى يلجأ إليها البعض للتعبير عن الغيرة لشريك حياتهم ، فمنها التعامل مع الأخر في سكوت ، أو يكون أقل حنانًا في التعامل معه بل والتساؤل الدائم عن تحركاته خلال اليوم .. قد نقوم بالبحث في الهاتف المحمول الذي يخصه ، أو قراءة رسائله
نعم الغيرة .. ليست شرًّا كلها فهل هي خلق محمود ، أم أنها شر ؟
هل هناك أنواعًا مختلفة من الغيرة ؟
الغيرة مشتقة من تغير القلب وهيجان الغضب ، بسبب المشاركة فيما به الاختصاص . وأشد ما يكون ذلك بين شريكي الحياة .لقد قيل الغيرة في الأصل هي الحمية والأنفة، وهو تفسير “يلازم التغير” فيرجع إلى الغضب. وهذا التعريف يفيد أن الغيرة المحمودة المشروعة من جانب الرجل؛ هي ما كانت بسبب مشاركة الرجال الأجانب له فيما به اختصاصه من زوجه، فهناك العديد من الطرق التى يلجأ إليها البعض للتعبير عن الغيرة لشريك حياته، منها مثلا التعامل مع الأخر في سكوت ، أو يكون أقل حنانًا في التعامل معه، والتساؤل الدائم عن تحركات شريك الحياة خلال اليوم ، والبحث في هاتف المحمول والرسائل أيضاً. الغيرة .. ليست شرًّا كلها ! ا فهل لغيرة .. خلق محمود ، أم أنها شر كلها ؟ أم أن هناك أنواعًا مختلفة من الغيرة؟
تبدأ الغيرة تكشر عن أنيابها لترتعد العلاقة أمامها، لكن قد يتحول ذلك الوحش إلى شيء إيجابي يزيد من قوة العلاقات العاطفية، فعاطفة الغيرة مؤلمة بحق، ويكره معظمنا الاعتراف بالشعور بالغيرة على الإطلاق ، فأن تكون غيورا يعني أن تعترف بأن شريك حياتك قد ينجذب لشخص آخر، وأنه أو أنها قد تتصرف وفقا لذاك الشعور، وأنك قد تكون عاجزا عن منع ذلك. وقد يؤدي ذلك إلى خليط من المشاعر السيئة التي ينكر وجودها الكثير من الناس ، مثل الغضب، وانعدام الثقة، والشك بالذات، والحرج.إن هذه ثقافة لا تتسامح مع المشاعر ابدا ، فغالبية الناس لا يتحدثون عن الغيرة فهذا الشعور نفسه يشبه المحرمات. إنه بالطبع أمر في غاية الاسف ، نحن نعلم جيدا أنه في حين قد تكون الغيرة خطيرة في أشكالها المتطرفة، فإن هذا الشعور ذاته طبيعي تماما ، فهو شعور إنساني عالمي، وهو واحدا من عديد من المشاعر التي تعد جزءا من تجربة متعددة الطبقات من الحب ، إنه يمكن أن يكون في الواقع حافزا لتحسين العلاقات إذا كان بإمكاننا أن نتعلم الإستماع له ، فقد يمكننا من تحسين حياتنا الرومانسية والجنسية -وإنقاذ بعض الأطباق قبل أن نكسرها …بأيدينا… فنهسرها ونخسرها . قد ينظر البعض للغيرة على أنها دليل على الحب في حين يراها البعض الآخر سببا من اسباب تدمير العلاقات الإنسانية العاطفية، بل ويمكننا التحكم في الغيرة عن طريق بعض التدريبات حتى لا يتحول الأمر لغيرة مرضية قد تزيد من المشكلات مع شريك الحياة وتهدد العلاقة …بالاخر .الغيرة هي بهارات الحياة بالنسبة للبعض ، بل وهي جزء لا ينفصم عن الكثير من العلاقات العاطفية، فالغيرة من الناحية العلمية هي عبارة عن خليط من مشاعر وأحاسيس عديدة من بينها الاهتمام ، و الخوف من فقدان شخص مهم في الحياة . وقد ترتبط مشاعر الغيرة أيضا بالغضب والحزن والشك وعدم تقدير قيمة الذات وأحيانا يختلط الأمر ببعض مشاعر العنف.قد تظهر الغيرة بشكل كبير في العلاقات العاطفية والزوجية، لكن أسبابها تختلف بالنسبة للرجل والمرأة، ففي الوقت الذي يثير فيه اهتمام الرجل بامرأة أخرى، غيرة الزوجة أو الحبيبة، تحتاج مشاعر الغيرة لدى الرجل لوقت وأسباب أقوى كي تتحرك، وقد تظهر الغيرة بين الأطفال أيضا، فاهتمام الأب والأم بأحد الأبناء بشكل أكبر قد يثير مشاعر الغيرة لدى باقي الأبناء.
الخلاصة
تتنوع أسباب الغيرة، لكن لها بعض الأسباب الرئيسية وأهمها عدم الثقة بالنفس ، وتقدير الذات ، علاوة على تجارب الماضي السيئة. من المهم معرفة القدر الصحي للغيرة ، فإذا زادت مشاعر الغيرة عن الحد المعقول، يتحول الأمر لشكل مرضي. وننصح وفقا لطبائع الامور ، بمعرفة مقدمات “الغيرة المرضية” والتي تبدأ برغبة شديدة في التحكم في كل تحركات وتصرفات شريك الحياة .ولا تقتصر الآثار الجانبية للغيرة على هذه الأمور فقط، لكن الصداع وألم الظهر والمعدة من الأعراض الجانبية التي تظهر لدى من يعانون من الغيرة المرضية. ومن المهم معرفة المرحلة التي تتطور فيها الغيرة لمشاعر مرضية تهدد بتدمير العلاقة، وهو أمر يحتاج لتدريب بالإضافة إلى البحث عن أسباب الغيرة والتي ترجع عادة لخلل معين في العلاقة.أما بالنسبة للغيرة التي لم تصل لحد الشعور المرضي، فيمكن التعامل معها بشكل صحي من خلال الحديث بشكل صريح مع شريك الحياة عن هذه المشاعر وسببها. وهناك بعض النصائح التي تساعد على التحكم في مشاعر الغيرة ومن بينها، رصد نقاط القوة في شخصيتك من خلال تجنب جلد الذات والتركيز على العيوب. ومن المهم التدريب على عدم الخجل من العيوب أو الأخطاء الموجودة في شخصيتك. ويحذر الخبراء من فكرة البحث عن “قدوة” من الشخصيات العامة ومحاولة الوصول لها، بل وضع أهداف يجب الوصول لها دون ربطها بشخصيات معينة.أما بالنسبة للمواقف التي تثير الغيرة فينصح المتخصصون بأخذ نفس عميق ثم التفكير في بعض المواقف التي تثبت حب شريك الحياة، وأخيرا محاولة التفكير في شيء مختلف سواء ممارسة رياضة أو إجراء مكالمة هاتفية مع صديق مقرب.