دكتور صلاح سلام يكتب.. حدث في رمضان
الأن وبعد أن هدات العاصفة التي هبت علينا طوال شهر رمضان من المسلسلات…والتي لفت نظري فيها ماقيل عن تصدر إحداهن الترند وأعلى مشاهدات أليت على نفسي أن أرى فحوى ومضمون مايتحدثون عنه لأنني لا أؤمن بتلك الأرقام وخبرنا من قبل فبركات كثيرة ولها محترفيها في صناعة النجوم… فوجدت أن المخرج هو كاتب القصة والسيناريست في نفس الوقت وهو الذي اوقف له مسلسل من قبل اظهر فيه اهل الصعيد بشكل مخالف للواقع تماما…والقصة تدور بين عائلتين في أعرق أحياء مصر وهو السيدة زينب بما يحمله من عبق التاريخ والقيم النبيلة وأخلاق اولاد البلد والذين يشكلون ملح الأرض الطيبة وقد اعتاد اهل الريف والصعيد على السواء زيارة ضريح السيدة زينب نسل النبي العدنان عليه افضل الصلاة والسلام…ومنهم من استوطن بها…واصابني كثير من الحيرة والدهشة من هذا الكم من الصراعات بين هاتين العائلتين والتي انحدرت إلى القيم الدنيا فهذه زوجة تخطف وليد ضرتها وتؤجر له قاتل ليتخلص منه لأنها عاقر وهي في نفس الوقت عاقة لأهلها واخرى عاقة لابيها و تخلع زوجها ابن عمتها وهي تعيش معه لتتزوج غريم أخيه الخارج من السجن والذي يحمل كل الضغائن لزوج اخته وتستهزئ بابيها عندما جاء يعاتبها وتطرده…ومجموعة من المؤامرات التي تصل إلى حد الانحطاط الأخلاقي…وتصدير البطل المزواج القادر المقتدر ذو العضلات والذي يأخذ حقه بدراعه…اي رسالة تحملها هذه النوعية من الدراما؟ انا لم أرى في هذه القصة فضيلة واحدة يمكن نقلها للأجيال…حتى الأخ الأكبر للبطل كان شخصا ضعيفا منكسرا بكاء”بتشديد الكاف” ولايستطيع حتى مجرد الاعتماد على نفسه…اهذه هي القيم العليا السامية التي نريد أن تتعلمها الاجيال؟ لا اظن ان في احيائنا الشعبية نقائص بهذا الشكل تعيش حتى في ردهاته المظلمة كالغربان التى صوروها … لا اختلف على أن البطل عنده موهبة ولكن توظيف الموهبة يمكن ان يكون في الاتجاه الصحيح او العكس…فالنصاب حاد الذكاء ولكن يستخدم ذكاءه في نصب شراكه للايقاع بفرائسه…ناهيك عن أن هذه الأدوار أصبحت مستهلكة فهناك دائمة طبقة تعيش على صناعة التفاهة كما ذكر الان دونو انهم كلما حاول المجتمع ان يتعافى ونشط المثقفون في ضخ دماء جديدة تنير بها الطريق…هرع اصحاب المصلحة وهم الانتهازيون الذين يقتاتون من الاسفاف والتدليس والتفاهة لتقديم صور جديدة ومختلفة ولكنها فارغة المضمون …ولاتقنعني ابدا بأن الجمهور عايز كدة…فهذا الجمهور هو الذي غنى الاطلال وثورة الشك..وغنى الفلاح في حقله سلو قلبي لام كلثوم.. وهذا الشعب اخلى الشوارع وهو يتابع ضمير ابلة حكمت لفاتن حمامة والرايا البيضا لجميل راتب وسناء جميل..هذا الجمهور هو نفسه الذي كان يتابع بشغف ليالي الحلمية لأسامة أنور عكاشة والمخرج اسماعيل عبد الحافظ بكل مايحمله من عبق التاريخ في إطار درامي كوميدي احيانا وفي قمة التراجيديا احيانا أخرى…أين إنتاج صوت القاهرة ومدينة الإنتاج وقطاع الإنتاج الذي كانت الدولة تديره باقتدار وترسي به قواعد وقيم غابت إلى حد كبير وقد قدمتم هذا العام نماذج جميلة مثل منى زكي في قضية الوصايا وبصرف النظر عن مدى الايجابية والسلبية ولكنها فجرت قضية وهذه هي احد اهم أهداف الدراما… سره الباتع وهي قصة يوسف ادريس… وعدنا الى زمن المسلسلات الدينية مع رسالة الامام الدراما الوطنية في الكتيبة ١٠١…هل نحن نعاني من نوستالجيا؟..عائلة ونيس وبابا عبده والشهد والدموع والعائلة ورحلة ابو العلا البشري…ام أن الواقع جعلنا نأسى على مافات ونخشى مما هو آت