دكتور صلاح سلام يكتب..رأي صادم
في خضم هذا البحر الهائج ذو الامواج المتلاطمة التي تهدر ويعلو ويعلو الضجيج …حرب مستعرة من الشمال الشرقي لعدو تاريخي مهما كانت المعاهدات على الجار المسلوب منه أرضه ودولته… ومعركة تكسير عظام في الجنوب بين أخوة وادي النيل وكل يقول انه صاحب الشرعية وانه على حق والخاسر هو الأمن والاستقرار لشعب فقد كل مقومات الحياة ويحاول بعضه أن يلوذ بجيرانه… وفي الغرب…اه وما ادراك ما الغرب…فاخباره مازالت لا تسر القلب فهناك حكومتان لشعب واحد مزقته الميليشيات وحظوظ مفتوحة مئات الكيلومترات…وماذا عن النهر الخالد الذي سمعت يوما في شطه الجميل ماقالت الريح للنخيل…وتحديات إثيوبيا والتي تساعدها تقريبا معظم دول الغرب بخطة محكمة ومقرؤة لم يريد أن يتفحص الأمر بدقة وحسابات كان الرئيس السادات منتبها لها قبل أكثر من أربع عقود من الان عندما تحدث عن نهر النيل وعلاقته باسرائيل في إطار الحل الشامل لكل القضايا المعلقة بما فيها قضية فلسطين…ويضيق الخناق بمنع وصول الغاز ليكتمل المشهد وتتوقف محطات الكهرباء التي تكلفت المليارات فينقطع التيار لساعات تعطل الإنتاج وتكدر صفو الايام…اكل هذا صدفة؟…وهل تجتمع كل هذه العوامل في أن واحد بدون ترتيب؟..لا أكاد أصدق…لقد عشت دهرا أحاول الا أصدق نظرية المؤامرة واقنع نفسي اننا نعلق قلة حيلتنا وعدم جديتنا عليها…ولكني الان اعيد حساباتي بعد حرب غزة… الطلب الصريح في العلن من مصر تارة ومن وراء الكواليس مرات لتنفيذ خطة ايجورا لاند لتبادل الاراضي او مشروع برنارد لويس …والنتيجة المطلوبة هي نقل اهل غزة الى سيناء أو الى اي مكان في مصر اذا ارتأيتم أن سيناء لها حساسية خاصة عند الشعب المصري ويستمر الحديث برغم الرفض الشعبي والرسمي…وهنا يجب ان نتوقف لنتحدث عن الانتخابات الرئاسية والتي نحن بصددها بعد اساببع…وقد يكون رأي صادما ..ولكن اعتقد انه ليس مستحيلا…الان وبعد كل هذه المستجدات أليس من المنطق والعقل أن يجتمع السادة المرشحين المنافسين للسيد الرئيس ولهم كل الاحترام والتقدير ..ويتفقون على التنازل لينتهي الأمر بالتزكية وان يتفضل كل منهم بوفد رفيع المستوى ويزور قصر عابدين ويسجل للتاريخ هذا الموقف في ثلاثة أيام متتالية بتغطية من كل وسائل الإعلام…تقديرا لهم واحتراما لدورهم الوطني ولافساح الطريق لمن هو الآن في سدة الحكم ليتفرغ لهذا الهم الذي أصبح ليس فقط تحديا اقتصاديا بدولار يركب الجنون نفسه طائرا… ام ضغوطات دولية من كبربات الدول لتمرير اجندات تحاول فرضها على المنطقة ان لم تكن باليمين فلتكن باليسار واذا لم توافق فسوف يزداد الخناق …أنا لم أكن يوما منافقا للرئيس السيسي ولا لأي رئيس ولكني اليوم أجدني اطرح هذا الرأي والذي ربما يستهجنه البعض او يستحسنه …ولكني انظر بالإضافة إلى ماسبق إلى تكلفة العملية الانتخابية التي قد تتخطى المليار في ظرف اقتصادي خانق و اولى بها مشروع حياة كريمة…أما موازنة الاحزاب للصرف على المرشحين والدعاية والهدايا الانتخابية ربما تتعدى الخمس مليارات على أقل تقدير وارى أن توجه إلى مشروعات صغيرة تقدم منتجا للتصدير في مراكز المحافظات النائية لجذب العمالة وتفريغ الوادي الضيق وتفتح آفاق عمل مباشر وغير مباشر لعشرات الآلاف من الشباب …وفي النهايةاقول أن هذا الطرح لايتعارض مع الديمقراطية وله سوابق تاريخية في بلدان ذات حضارة…والأهم أنني عندما أشير باصبعي إلى القمر فلاتترك جماله وضيائه وتنظر إلى سمار بشرتي…