صلاح سلام

دكتور صلاح سلام يكتب..صوت مصر

على باب مصر تدق الأكف ويعلو ويعلو الضجيج رياح تثور جبال تدور….قالها كامل الشناوي ١٩٦٤ وغنتها كوكب الشرق..نعم كانت سيدة كل الشرق…ولكن مصر كان لها صوتا حانيا رقيقا يخرج من حنجرة ذهبية ليخترق كل القلوب للفلاح في ارضه وللمسافر على اعتابه وللعروس ليلة شبكتها ولرجال مصر السمر الشداد ..صوت اختك التي تودعك بدمعها وحبيبتك التي فارقتك تحت ضي القمر وزوجتك الخائفة الواجفة الا تنساها مع طول السفر تحبس دمعتها “والدمعة حيرى منزلاشي”هي همس الحب في ليالي الشتاء الطويل صوت مصر الذي استحلف شمسها بان تكون بردا وسلاما على حبيب القلب اللي صابح ماشي…هي ابنة عمك التي استأمنوك عليها لتصحبها الى بيتها في جنح الليل وفي ظلمة الطرقات تحت شعاع القمر الذي ال الى المغيب وبين لفحات الهواء البارد في مقتبل صيف لتوه ترك ربيع القلوب العامرة بالحب..وهي تهديك باقات الورود وانا وقلبي ياروح قلبي حياتنا ليك وأد الحب والعشرة عشمنا فيك…هي التي غنت عالفرح موال وعالجرح موال وللصبر موال و اصبح على ادي حال غريب ولاحد جنبه قريب وقال مسافر… هكذا كانت اخر ليلة حيث امتدت حتى الفجر مافات علينا وصبح على عينينا…لعله قد نسينا…ياريتوا نسينا…فلو كان يعلم ان الفراق سوف يكون ابديا واننا لن نلتقي مرة اخرى ربما لاستحى قليلا.. لكن والله يازمن لا بايدينا زرعنا الشوك ..وانت يازمن أسي علينا ولكن مكتوب علينا ومين عارف نصيبه فين..واللي انكتب على الجبين بنشوفه بعينينا يازمن..هكذا غنت صوت مصر في مسلسلها الخالد نحن لانزرع الشوك… ومن يستطيع ان ينسى جفت الدموع وسنة اولى حب والشك ياحبيبي واذاعة الشرق الاوسط في شهر رمضان وشادية…اجمل من غنى للوطن وحفر تاريخ بما يربوا عن سبعين اغنية..وان خدعتني الاماني او ضاع حبي في ثواني..الاقيك يامصر انت ياحبيبتي زي ماانت..اقوى من الزمان ولحن العبقري عمار الشريعي الذي يفيض وطنية..وبليغ في خلود مستمر ومتجدد في ياحبيبتي يامصر ومشافش الرجال السمر الشداد وصبايا البلد. وعبرنا الهزيمة يامصر ياعظيمة وقد كانت عنوان مقال لتوقيق الحكيم بالاهرام ويا ام الصابرين عالالام عدينا..الى ايقونة استرداد الارض ومصر اليوم في عيد والبداية كانت بوطني حبيبي الوطن الاكبر…واياك تنسى وحياة رب المداين لأزرع رملك جناين وابنيلك قصر مرمر يابلدنا ياست الكل ..وارجوك سيبي روحنا نصبح مصباح طريقك..عارفين مهما اتجرحنا عدوك من صديقك.. وامثر من اربعين عاما بين ردهات استديوهات السينما وميكروفونات الاذاعة واضواء المدينة وخشبة المسرح بين جمال ودلال ودموع المرأة المجهولة وزقاق المدق ورائعة اللص والكلاب الى خفة الدم والزوجة رقم ١٣ وسجال وحكايات مع الشناوي وفريد وحليم ومعبودة الجماهير وقصة الحب الخالد لمنى واحمد مع حبيبها صلاح ذو الفقار….ولمصر سندريلا اسمها سعاد وعندليب اسمه حليم وسيدة الشاشة العربية فاتن.. وابدا لن يغيب القمر وسيظل الاسمراني اللون تاج العلاء في مفرق الشرق وعلشانك امشيها بلاد من غير مية ولازاد ..ولامانع ان تغازل ابوالعين العسلية” ولا أدك مية” وانت ايضا يابنت مصر خطابك كتير وقالولي تستاهلي الدهب واللولي… وتكاثرت علي الشجون في حب ساحرة العيون والقلوب التي غنت لكل ركن في تراب المحروسة فهي تارة حبيبة واخرى زوجة واحيانا عشيقة وفي الاغلب بنت الشارع والحتة… لا لا هي بالفعل حتة منك هي صوت الارض وصوت العرض هي الفلاحةوالصبية والشقيةوانشودة الحب الابدية..ومهما انسى مبنساشي من الماضي ولاثانية ودي لغيرك مقولهاشي يا اغلى عندي ماالدنيا ..تعال نجدد الذكرى ..تعالى نعيش سوى لبكرة…لكن هيهات فليس كل ما يتمناه المرء يدركه..وادي حالي وحال جميع المؤمنين اللي امنوا بالنبي الهادي الامين..حتى عندما اعتزلت ظلت تحترم فنها وتاريخها..ورفعت يداها وقالت…اللهم اقبل دعايا اللهم ارحم شقايا يا عالم كل الخفايا…ورحلت وبقى الصوت”صوت مصر” ومازال النيل يجري ومازال القمر يسطع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى