صلاح سلام

دكتور صلاح سلام يكتب..مازال للقصة بقية

الفصل السابع

عادت صفية للحديث عن ضرورة الزواج ياطارق..انت ملكش حجة…وانا كبرت وعايزة افرح بيك مش هقضي اللي باقي من عمري في غم…يرد طارق..ياماما انت لسة شباب ولى علشان الشعرتين البيض اللي طلعولك غلط…ياماما”ترد صفية” احنا بنكبر مش علشان الشعر الابيض ..بنكبر لما بنفقد اعزاء راحوا..بنكبر لما منلقيش لمسة حنية…بنكبر لما الحياة تدوس علينا وتهرسنا…المسألة مش بس سن ..الحقيقة يا طارق ياحبيبي الحياة مبقاش ليها طعم…لما بنفقد السند والطبطبة وحتى لو كانت قليلة لكن بتفرح قلبنا…يمكن مكناش بنعبر عنها بلسانا لكن كانت بتريح نفوسنا…..ايه الشعر دة ياصفية…بذمتك انت كنت بتقولي الكلام الحلو دة لابويا….فتضحك ..وهوة لو كنت عرفت اقوله كان طفش وتستمر في الضحك حتى البكاء ..والبكاء بنهنهة وحرقة ويحتضنها طارق…خلاص ياماما حقك عليا…وانت ذنبك ايه ياضنايا….عاد احمد بعد ان تسلم شهادة انهاء الخدمة العسكرية …ويسأله طارق ناوي على ايه يابطل هتشوف مدرسة خاصة تدرس فيها ولى هتعمل ايه…لا انا بفكر اشتغل دروس خصوصية وخاصة انا في فترة الجيش كنت بتسلى وعملت مذكرة لمنهج ثانوي عام وانت عارف ان الانجليزي كان هوايتي واصبح تخصصي فأنا عايز اركز في السكة دي ومش هدور على وظايف وانا هبدأ بالفعل اروح لكام طالب في بيوتهم هيبدأوا من دلوقتي قبل الدراسة بس شد حيلك انت عايزين نفرح بيك…ولى ايه ياماما …هوة خالي رد عليكي بخصوص ايمان…لا والله يا احمد بس انا بفكر اروح لمرات خالك برضة الست ليها كلمتها…طيب ياماما فرصة النهارضة واحنا متجمعين نديهم خبر ونروح نزورهم كلنا وابقي خديها على جنب وفاتحيها واكيد خالي اداها فكرة…. وترد صفيةوالله كلامك معقول طيب انا هكلم علي اخوياواشوفه فين….بدأ الشباب يجهزون ملابس الخروج الزاهية والنزول الى اقرب صالون حلاقة لضبط الاداء شعر ودقن وخلافه وبدأت تفوح رائحة العطور الجذابة واصطحبوا ست الحبايب الى بيت العروسة والتي لم تكن اقل استعدادا من ضيوفها…وللجواب عنوان فالضحكة تملأ الوجه وهذا خير من البيان واذا كان المثل السائر لاقيني ولاتغديني…فقد كان اهل البيت اكرم فاحسنوا اللقاء واصروا على العشاء…فاستغلت صفية اللقاء ورفعت ايديها الى السماء ودعت اللهم بارك لهما واجعل لطارق وايمان نصيبا من عيش السعداء بسر الفاتحة…وقرأ الجميع وأمن فانطلق لسان صفية يزغرد وردت عليها زوجة اخيها وتعانقا ….واطرق طارق ساهما يحدث نفسه…فينك يابابا نفسي احضنك زي ماحضنت خالي…فينك تشد ضهري وكادت الدمعة تفر منه وهو يغالبها ولمح خاله اطراقته..فباغته انت الان رجل وأد المسئولية وثقتي فيك بغير حدود وانا عارف انك هتشيل بنت خالك في عينيك وانا مش هتدخل في حاجة… انت ظبط شقتك على قدر امكانياتك وافرش بيتك على قدك وانا هساهم معاك بكل اللي اقدر عليه انت ابني وهية بنتي ومتشيلس هم واللي متقدرش عليه سيبه عليا….ياخالي ايمان تتاقل بالدهب والالماظ وانا ان شاء الله هكون عند حسن ظنك ومش هقول كلام سيادتك هتحس وتشوف بنفسك……وقد كان خير البر عاجله واستطاع طارق ان ينجز المطلوب في شهور قليلة وعاش ليلة العمر في جو اسري بامتياز في احد قاعات طنطا الجميلة وسافر في اجازة قصيرة مع عروسه الى شرم الشيخ وعاد منها الى عمله وبدأ حياة جديدة مع ابنة خاله التي كانت له ستر وغطاء فكانت نعم الزوجه الودود الولود فانجبت محمد وصفية ولكنهما هذه المرة اخوة محمد شداد الصغير وصفية شداد….وبالطبع كانا روح روح صفية الكبيرة واعز من الولد ولد الولد…اما احمد الذي انطلق في مشروعه فقد استأجر شقة تركها اصحابها في نفس العمارة واصبحت مركزا للدروس الخصوصية”سنتر” ولكن اصحاب العمارة كرروا الشكوى من شدة الازعاج مجموعات نازلة ومجموعات طالعة …فلم يشأ ان يخسر جيران العمر ودفع مقدم لدور ارضي كامل في عمارة حديثة على اطراف المدينة وقام بتشطيبها لتناسب الغرض وبدأ يستضيف فيها باقي التخصصات فأصبح مركز احمد شداد يشار اليه بالبنان والباب الملكي للعبور من الثانوية العامة بأعلى مجموع…ومازلت صفية بين الفينة والفينة تذكره يابني انا كبرت خلاص ومش قادرة اشيل رجلية شوفلك واحدة تهدي بالك وتريح قلبك وكفياك شقى..احنا الحمدلله مستورين وانت ماشاء الله عليك تعال نبيع باقي الارض واشتريلك شقة وبنات الحلال بيتكعبلوا كل يوم في رجليك…ياماما انا مبسوط كدة وانا والحمدلله دخلي كويس واقدر اشتري شقة وادفع مقدم واقسط بس انا مش عايز اسيبك لوحدك لا هتهنى بفرح ولابجواز وانا بعيد عنك…شوفي ياختي الواد هوة انا بشوفك يابكاش دة انت عامل البيت لوكاندة الله يعينها عليك اللي ترضى بيك….شفتي بقى ياصفية يعني مش هلاقي وقت حتى اشوفك اسمى دلوقتي باخد الرضا الصبح مع كباية الشاي بلبن وبطمن عليكي بالليل قبل ما اخش انام وانا عارف اني مقصر بتروحي تتابعي الضغط والسكر مع الدكاترة لوحدك ..بس انا قلت لعم متولي يخلي عيشة تجيلك يوم بعد يوم بدل يوم في الاسبوع وتفضل معاكي طول اليوم وتروح عالمغرب وتقضي كل اللي انت عايزاه ولو عايزاها كل يوم هوة معندوش مانع…انت متشيلشي همي بس خليني افرح بيك واسمع كلامي وانا كلمت طارق اخوك وقالي بيعي ياما الارض وخلي احمد يشتري شقة له وانا مش عايز حاجة وكمان له عندي هدية كبيرة لما يشاور على صاحبة النصيب….وهكذا اصبح حديث الصباح والمساء بين احمد وامه..واكيد الزن على الدماغ أمر من السحر…فبدأ يعرض عليها اسماء وصور وعائلات اقارب وغير اقارب ويتشاور مع طارق عبر التليفون واصبح الشغل الشاغل للاسرة البحث عن عروسة وفي خضم تلك الاحداث والسنين التي تمر لا حس ولاخبر عن رب الاسرة الذي اختفى في ظروف غامضة وتوقف البحث عنه حيث تضاءلت الفرص او قل تلاشت في الوصول اليه ولكن سيرته وذكراه لم تنقطع عن البيت وساكنيه فهو الشغل الشاغل لصفية حين تخلوا الى نفسها وتجلس على مقعده المفضل في تلك الشرفة التي اصبحت تجد فيها سلوتها عندما تعد لها عيشة تنكة القهوة والصينية والسبرتاية وتقوم باعداد فنجان قهوته وتحتسيه ومع كل رشفة تجتر احداث واحاديث الذكريات تلوم نفسها تارة وتبكي حظها تارة اخرى…. ومازال للقصة بقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى