دكتور عبير حلمي تكتب.. بين الواقع والواجب
هناك في كل مجتمع نجد أنه يتكون من مجموعة من الأسر ولكل أسرة نجد أنها تتكون من أفراد فهناك الأسرة الأم أي الأسرة الكبيرة وهي العائلة وفي ما هو الأسرة الصغيرة المكونة من الأب والأم والأولاد .وهناك علاقات كثيرة ثنائية أو ثلاثية أو أكثر بين كل هؤلاء فينتمي كلا منهم للأخر ويمارس طقوس العلاقات الطيبة بين المودة والرحمة ..الخ
وبما أننا نتكلم عن الواقع والواجب نجد أننا في واقع مليء بالمتغيرات العصرية الحياتية المختلفة والمتجددة يوم بعد يوم في ظل العولمة والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي ..الخ
وبين الواجب فهناك ضرورة ملحة على الفرد ثم الاسرة ثم المجتمع تكون بمثابة ثوابت تحث عليها الأديان السماوية والقوانين المجتمعية تكون بواقع الإنسانية وما لك من حقوق وما عليك من واجبات .هذه الواجبات تكون أحيانا واجب يفرضه الإنسان على نفسه بمعاملة الآخر و واجب يفرضه الدين وواجب يفرضه القانون ولكل منهم مقابل يدعى حق. وهكذا نتبادل المحبة والاهتمام والرعاية والإخلاص والوفاء والكلمة الطيبة …الخ
كل هذه المعاني والأصول منها ما تربينا عليها ومنها ما تعلمناه من الحياة ،فهما أثر لكل علاقة ثنائية على باقي أفراد الأسرة ومنها أثر على أفراد المجتمع وعلى المجتمع نفسه وما حوله من مجتمعات مختلفة يختلف فيها المبادىء أحيانا والقوانين والأصول والنشاطات ولا يختلف فيها معنى الإنسانية إلا بما يرغبه أو يرهبه البشر من وسائل للترهيب أو التعذيب بمعنى هنا احتمال تواجد بعض الصفات التي تحمل الأنانية وحب الذات واتفاق المصالح ضد حقوق الآخر وضد مصلحته وهنا تنشأ أحيانا الفجوة والخلافات والمنازعات منها الدولية ومنها الإقليمية ….الخ
وهنا يأتي السؤال الهام بين الواقع وبين الواجب ما نحن عليه وما نحن نطوق إليه سواء بالخيال أو بالعمل على تحقيق ذلك الخيال والوصول إليه. فنجد لكل فرد مسؤولية تجاه نفسه ثم تجاه الآخر ، و نجد الأسرة لها نفس المسؤولية تجاه نفسها وتجاه المجتمع ..الخ
فنجد في ظل الوضع الراهن بوجود تحديات الحياة من هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي وفي ظل التكنولوجيا بمختلف أوضاعها و أنواعها نجد أننا في عصر من نوع جديد به كل ما هو متاح من إيجابيات وسلبيات في كل شيء وعلينا الاختيار بين الواقع والواجب كما ذكرنا .فهل سوف نهتم بأنفسنا دون الآخر . أصبحنا في مواجهة سلبيات كثيرة وتحديات أكثر و أكثر ولكن في ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي هناك شروط ومحاذير يجب توافرها لتصبح لهذه الوسائل إيجابياتها الفعالة في بناء الإنسان وبناء المجتمع .
فلكل منا عليه واجبات منها الأمانة والصدق في كل ما يبث على هذه القنوات الشرعية للتواصل الاجتماعي وألا أصبحت تلك الوسائل من التواصل بمثابة البدع والخرافات وبث الأكاذيب والشائعات …الخ
وذلك يجعل هناك واجب ودور فعال لكل منا لبناء أسرتنا أولا على المبادئ السليمة والأخلاق الحميدة ..الخ ، من عناصر بها الثقة بيننا البعض . ومن خلال ما نقدمه للآخر وللمجتمع من ثقافة وعلم وتنوير من خلال هذه القنوات الشرعية للمحاكاة والتواصل بيننا البعض وبين العالم بأثره . وإلا أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة قنبلة موقوتة تنفجر منها الغش والخداع وتؤثر على الاقتصاد وعلى التنمية وعلى كل شيء حتى على صحة الإنسان في ظل كل تلك التحديات تظهر دور الأسرة وهو الجانب الأهم بالحياة لتحقيق التوازن للنهوض بالمجتمع ببناء هوية وانتماء و حضارة .فلكل فرد من أفراد الاسرة الواحدة له حقوق وواجبات . نستطيع أن نقول ما علينا وما لنا في سلوكيات استخدام هذه الوسائل ومواكبة العصر الحديث من بث روح الثقة والأمان والعدل والمساواة واحترام الرأي والرأي الآخر ولتحقيق التوازن الأخلاقي والاجتماعي والقانوني في نفس ذات الوقت والا أصبح لكل ذلك انتهاكات حقوق تؤدي إلي انهيار مجتمعات كاملة بأثرها .هناك نستطيع أن نقول ما بين الواقع والواجب خط فاصل وهو الضمير
الضمير الإنساني ومعه الضمير المهني و الضمير التعليمي …الخ
وفي ظل تحديات كورونا زاد الاهتمام والاحتياج أيضا لوسائل التواصل الاجتماعي وظهر شدة الاحتياج لوسائل التعلم عن بعد لتحقيق ما لم يمكن تحقيقه بدون تلك التكنولوجيا .فبدأ استخدام منصات زووم ومنصات Meeting room وكثير من مواقع وسائل التواصل التي جعلت العالم كله في بوتقة واحدة وهي بوتقة الانترنت بكافة الوسائل المتاحة للتواصل ، ولولا ذلك ما عرف بأخبار العالم وشروط تحديات كورونا ومنهج التعلم وأصبح العالم بدلا من الحضارة والنمو للأعلى لتراجعت كافة الخطوط وتراجع الإنسان كمثل الإنسان الأول الذي كان يعيش بالفطرة فقط ويحيا حياة الوحدة وكأن كل شخص ليس له إلا عالمه المحدود وهو الأسرة الصغيرة فقط. وفقد عنصر التواصل والمشاركة الفعالة مع الآخر ولذلك هناك توصيات بالاهتمام بذلك دون المساس بالحريات ودون غض النظر عن الحقوق والواجبات .