دكتور عبير حلمي تكتب..سرقة القلوب
نعلم جميعًا أن السرقة حرام. وقد حرمها الله والقانون ,، ووضع لها العقوبة المناسبة سواء بإقامة الحد أو بالسجن ….. إلخ
ولكن السؤال هنا؛ هل جميع السرقات فعلا من المحرمات ؟وهل إذا سرق أحد قلب شخص آخر وليس المقصود هنا بالسرقة عن عمد ( كسرقة الأعضاء البشرية ) وإنما سرقة من نوع أخر أي بدون إرادة له فهو هنا السارق والمسروق أيضا بنفس الوقت .. لأنه قدم قلبه قبل أن يسرق قلب الآخر . وهنا نغير الفكر عن المعنى الأصلى للسرقة إلى المعنى الأسمى بالوجود وهو الحب، وعلاقة الحب المترجمة بسرقة القلوب ذات المدلول الحسي وذات التعبير المحسوس .
نرى هنا وبهذه اللحظة فقط التعاطف مع السارق و التعاطف الأكبر مع المسروق .فهو المصاب الأكبر خصوصا إذ كان الحب من طرف واحد وهو المسروق ( منْ خُطِفَ قلبهُ فى غَفلةٍ )، ويصبح أثيرا لهذا القلب بمجموعة من التصرفات و التعهدات فتتحول تلك القلوب السعيدة إلى قلوب تنزف من شدة الألم ….تحيا وحيدة ولا تشكو ولا تستطيع استرداد حقها من السارق ولا يقام عليه الحد أيضا مع أنه سارق وخصوصا إذ كان لا يبالي .
و هنا علينا أن نرى بصورة أوضح ومنظار أوسع لماذا دعى الحب بسرقة القلوب ؟ !
وأحيانا أخرى يسمى ( حرقة القلوب )،
ولماذا لم نجبر تلك القلوب بل نلوم عليها ؟
وكأنها هى المخطئة ! لماذا ؟!
و نتسأل لماذا سلمت قلبك للهوى وماذا جنيت ؟
ولماذا ولماذا !!!
وكأنه بإرادته ؟!
وإذا كان بإرادته بالفعل ،يتمكن بإرادته استعادة قلبه وكما يقال ( يضع على قلبه حجر ) ….لو استطاع فعل ذلك .وإذا كان بغير إرادته نستطيع قول ( وماذا بعد ؟)
كل طريق له نهاية حتما و نهاية الحب الزواج ،ولكن إن لم يكن كذلك أصبح سرقة القلب من أصعب كوارث الحياة النفسية ثم الاجتماعية وخصوصا لو السارق ندل سرق وهرب …. للمنتهى !!