دكتور عبير حلمي تكتب.. كن نفسك
كيف و متى نصبح كما نرغب و كما نريد؟
وهل بالفعل نكون أنفسنا أو صورة طبق الأصل من أبائنا أنت .مجموع من الموروثات و المكتسبات معا و حصيلة لنتيجة مجموعة من الخبرات و الدراسات و المعتقدات المختلفة على مر السنين حسب سِنك ،و أيضًا نتيجة و حصيلة مجموعة من أفكار و خبرات مكتسبة من الأهل و الأصدقاء و الجيران و الميديا بأنواعها .
من أنت ؟
عند كل نجاح أو فشل نسأل ونتساءل من أنا ؟
و إلى أين أذهب ؟
و أيضًا نسأل ما هو هدف وجودي بهذه الحياة؟
و أحيانًا نسأل هل أنا شخص له هدف أو أثر أم لا ؟! لك هدف إذا وضعته لنفسك ، و لك أثر إذا حددته بداخلك و رسمته بدقة . فهناك من يرفض أن يعيش في جلباب أبيه. و هناك من يرى قدوة له و يختار أن يحيا بهدف الوصول إلى ما وصلت إليه تلك القدوة . مع العلم والأخذ في الاعتبار أن لكل جيل معطياته و ظروفه و إمكانياته و خواصه و دوافعه . فهل جيل العشرينات و الخمسينات و التسعينات مثل هذا الجيل ؟ بالطبع لا . فهناك عوامل كثيرة تؤثر بالسلب أو الإيجاب في شخصية كل فرد فينا، و هناك تطور في كل جيل بالعلم و التكنولوجيا ،و هناك سرعة متطورة للحياة من حولنا . تُحدث فجوة بين كل جيل و جيل و تتسع الفجوة بفارق عدد السنوات بين الجيل و الآخر ، ولذلك يجب أن نكون أنفسنا ولا نقارن أنفسنا بأحد ، ولا نقارن أبنائنا بأحد ، فلكل جيل تحدياته .و إن كاد لك قدوة تقتدي بها مع الأخذ بالاعتبار أن هذه القدوة كانت في عصرها لها تحديات خاصة بها . كما أنت لك الآن تحديات خاصة بك ، جيد أن يكون لك قدوة و مثال يحتذى به ،و لكن عليك التفوق و التميز مثلها مع الحذر و التحذير من التمثيل أو التقليد . كن نفسك بما لك و بما عليك . كن نفسك راضيا و مرضيا .كن نفسك بثقة و تفاؤل و جهد و اجتهاد .كن نفسك بما تمتلك من قدرات و بما تمنح من معطيات .كن نفسك بلا تمثيل و بلا مقارنة سواء بالسلب أو الإيجاب . كن نفسك بعقلك و تميزك و هدفك فأنت صانع القرار وحدك .تكون أو لا تكون ؟ ……فقط بيدك أنت وحدك.كن نفسك مع كامل العلم أن لكل جيل تحدياته و معطياته و امكانياته . فلا تلوم على أحد و لا تسمح لأحد أن يلوم عليك ما دُمت تقوم بواجباتك ،و كما أن عليك كثير من الواجبات ، فلك أيضًا حقوق تحافظ عليها وعلى اقتنائها و تلتزم بواجباتك فتمنح حقوقك وما تحتاج إليه لأنك عنصر فعال في المجتمع وتستحق كل ثناء وتستحق التمتع بحقوقك كاملة دون المساس بها من أحد كما تمنح الدولة الجميع وتحجب البعض عند ارتكاب الجرائم كمثال العقاب بالسجن وهو ضد الحرية والانطلاق ، تحتاج إلى الحرية حافظ عليها ، امنحها لغيرك .تحتاج إلى الحب و الإخلاص و الصدق ، لا بد أن تقوم به بنفسك أولاً . و هكذا تتميز بين الجميع ، بمعنى أكثر دقة يجب أن تكون لك صفاتك الخاصة و معتقداتك و معطياتك للحياة بما لك أو عليك مع كفالة الحرية لكل شخص بحريته و بمعتقداته و بأفعاله فهو فقط المسؤول عنها والقانون فقط يحاسب عليها . كن صادقا تصبح صدوقا.كن وفيّا تتمتع بالإخلاص .كن محب يحبك الجميع .نحن من نصنع أنفسنا و نجاحنا أو فشلنا . نحن من يرى الماضي و الحاضر و المستقبل . نحن من يرى الدنيا بعين التفاؤل أو التشاؤم . نحن من يحرك الجسد بالفكر و نحرك الفكر بالمشاعر و الأحاسيس . كن نفسك ولا تعيش لنفسك . كن صاحب مبدأ و عطاء و رسالة . كن نفسك بوضع خطة محددة لتصبح كما ترغب أن تكون.