دكتور عبير حلمي كتبت..غد لا يُهان!
من قديم الزمان نسمع في أمثالنا الشعبية كلمات وعبارات تحمل في معانيها الحكم و المواعظ . وهذا الفلكلور الشعبي تتوارثه الأجيال ، وكأنه حقائق ثابتة وذلك لما به من قيم نفتقدها أحيانا أو نصائح نجد أنها مناسبة جدًا لحدثٍ ما ، نحن فيه بالفعل الآن وينطبق عليه معاني تلك المَثل . على الرغم من بساطة الأقوال وهذه الأمثال إلا أنها تركت أثرا في النفوس بشكل عجيب ، بالغ التأثير فعلاً لدرجة أننا نقول ياه على حكم الزمان وبلاغة وعظمة الأجداد . فلو تذكرت حالا وأنت تقرأ عزيزي القارئ هذا المقال و قد ورد على ذهنك أي مَثل ،ستجد نفسك فخورا بهذا الموروث الذي ترك لنا تأثير في النفوس البشرية بشكل عجيب .ولك عزيزي القارئ بعض الأمثال،
_إن كبر ابنك خاويه
_القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود
_ يا داخل بين البصله وقشرتها ….
وهكذا من أمثال كثير تحمل في طياتها معاني بالغة بعمق كبير ، على الرغم من بساطتها وعلى الرغم من أنها تحمل أبسط أنواع الكلمات الدلالية ذات المعنى القوي وكأننا نَستند على دليل أو برهان أو اكتشاف خطير ونقول (على رأي المثل)ولكن بالطبع كل شيء في الدنيا له منْ يوافق ومن يختلف ، من يُصدق ومنْ يُكذب ، منْ يُحب ومنْ يَكره .إلى منتهى الصفات وعكسها في هذه الحياة .فلكل موضوع أو فكر هناك من يتوافق مع هذا الفكر وهناك من يختلف في الرأي معه، فلا يوجد على الأرض مُسَلّمَات إلا كلمة الله عز وجل جلاله وحده القدوس .ومع ذلك وفي وجود قوتين قوة الرأي و قوة الرأي الأخر نجد أنفسنا نقول :
(اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية) .وهنا أتوقف عن التفكير لحظات ، وقد وردت على ذهني عبارة (غدٌ لا يُهان! )فكيف نصل للغد وما به من مفاجأت الحياة الكثيرة والمثيرة ( بغدٍ لا يُهان) ،ما أعمق العبارة رغم بساطتها .وأعجبها رغم أنها من كلمتين فقط تحمل رائحة المستقبل بكلمة الغد وهو ما ننتظره جميعًا بما فيه و نجهل بالفعل ما هو قادم به وما تحمله لنا الأيام ،
والكلمة الأخرى بمثابة صفة تحمل في طياتها شموخ الكرامة والعزة والكبرياء . نحن نطلب عدم الإهانة لتلك الأيام القادمة التي لا نعلم عنها شيء ، ولكن الغالبية ستكون في خيالهم خطة لهذا الغد من أحلام و مخططات نسعى لتحقيقها وهكذا ،ولكن مهما كان ذاك الغد بمفاجآته.ومهما كانت خططنا له فنحن جميعًا نسعى أن نكون بلا إهانة بل بكل عزه وكرامة نتمني أن تكون كل الأيام هكذا ( الماضي والحاضر والمستقبل) أيضًا، ولكن أيّ غد نتكلم عنه ذلك .و أيّ إهانة ممكن تكون في طياتها غد المستقبل المشرق الوارد في أذهاننا بكل الخطط و الطموح والسعي لتحقيقها من نجاحات مختلفة ومن انتصارات كثير رغم مصاعب الحياة، أم غد لا نسعى فيه لأي تطور ولا نحمل له بداخلنا أي خطط ولا ننتظره يأتي أحيانًا و ننظر له بعين التشاؤم ونقول:( النهارده زي بكره و كمثل بعده كمان) ولا نرى فيه اختلاف عما نحن عليه ولا نقرأ مشهد التغيير على الإطلاق، وهنا فقط الغد يُهان..يُهان بك و منك ،يُهان بعدم تخطيطك وطموحك يُهان عندما تظن عدم أهميته وعدم أهميتك أنت شخصيا ،وتعتقد أحيانا أنك غير مؤثر بتلك الحياة وما تتركه من أمور بسيطة أو معقدة فكلاهما ميراث للأجيال القادمة ،فهل العظماء هؤلاء الأجداد من تحدثنا عنهم في أول السطور هنا لهم بصمات ما زالت موجودة بحياتنا ام لا ؟ . و بالفعل أصبحت تلك الأمثال الشعبية البسيطة ذات السحر على نفوس إلي الآن، ونقول: فلنتعلم من حكم الأجداد وعلى رأي المثل كما يقال ،لا تظن أن اليوم والغد له مستقبل وحياة بما فيه وما عليه ،اليوم مملوء بالنصح والإرشاد وبه نتائج ايجابية وأخرى سلبية سنتركها للأبناء والأحفاد .لا تُهين الغد و تُهين نفسك… بعدم طموحك وبعدم تخطيطك لمستقبل أفضل لك ولكل أولادك و أحفادك ،فما أنت صانعه اليوم والغد هو مستقبل يحمل في طياته النتائج الفعلية التي نحصدها جميعًا ،لكي لا يُهان الغد فعليك بالتخطيط له على كافة النواحي. فمن الناحية الصحية لتكون بصحة أفضل فيحتاج منك الكثير من اليوم وهو الاهتمام بالتغذية والرياضة كمان،وإن كان من الناحية الاقتصاد فعليك بذل الجهد بخطة عمل ونجاح حتى لا تُهان بالغد القريب ،( فالأيام دُوّل) كما يقال وأنت الحاصد الجاني لكل مردود أفعالك ،وهكذا يجب في جميع جوانب الحياة نضع الخطط ليست فقط الصحية والاقتصادية و إنما بكافة نواحي الحياة العلمية منها والمهنية ، الثقافية منها والسياسيةفكل شيء يحتاج التخطيط والترتيب والتعب والجهد والسهر وملاحظة كل كبيرة وصغيرة ،فلكل كلمة مردود فعل ، ولها تأثير وتذكّر دائما كلمة ( وعلى رأي المثل) فهكذا وهكذا كل كلمة وفعل في الماضي له تأثير بالحاضر ونتيجة بالمستقبل ،ومن أجل غد أفضل ولكي لا يُهان المرء فيه فلكل منا دور يقوم به على أكمل وجه .لكي الغد لا يُهان ……حقق ما تستطيع تحقيقه ولكي الغد لا يُهان …..خطط له بشكل ايجابي وروح نشيطة مُقبلة على الحياة لكي الغد لا يُهان …..اجعله لا يُهان في فكرك أولاً بدون يأس أو إحباط أو كسل أو خذلان ،وتأكد ما هو بفكرك الآن سوف تجذبه لك الأيام . وهذا عن خبرة وتجارب الكثير والكثير من العلماء والمفكرين والمثقفين فقد قال الفيلسوف بوب دويل( الشبيه يجذب إليه شبيهه) والكاتبة مارفي شيموف ( كل شيء تراه بهذا الكون ما هو إلا نتيجة و المسؤول عن تلك النتائج هو فكرك ) و الفيلسوف بوذا قال( كل ما نحن فيه هو ثمرة ما فكرنا فيه)
إذن الغد لا يُهان ……بك أنت فقط
(بفكرك وعلمك وتخطيطك وتدبيرك )
(بالتفاؤل ومواكبة التطورات ومواكبة العصر والحلم بالغد القريب )وما تحمله لك الأيام مردود فعلك بالماضي و بمخزون فكرك عن نفسك فما تحمله مشاعرك من أفكار قلبية و ذهنية عن نفسك هو ما سيتحقق بالفعل ،فمن له الماضي له الحاضر ويمتد به المستقبل بما فكر و ركز و دبر و اسعى لتحقيق حلمك بالتركيز على نفسك فقط دون الأخر ،غد لا يُهان بما تحمله بداخلك من صدق و مصداقية بما تؤمن به عن ذاتك وما يتحقق من خلالك أنت فقط،عندما تحلم تكون طبيب مثلا ، و تؤمن بقدراتك الممنوحة لك من الله و تجتهد بتركيز لتحقيق حلمك ستصل بما خططت و دبرت واجتهد بإيمان وثقة وثبات ……بك الغد لا يُهان أكيد