دكتور عبير حلمي.. مَن نلجأ إليه؟
تمر الحياة بيننا بما فيها من مواقف حياتية مختلفة ومتنوعة ، ولا تمر أبدا بدون مشاكل واختبارات ومواقف نحتاج فيها للمعين والسند ؛ نحتاج فيها لمن يرشدنا أو لِمنْ يساعد في حل تلك المشكلة مهما كانت مشاكل سياسية ،اجتماعية ، اقتصادية ….. الخ..مشاكل بسيطة أو معقدة وليس لها حل من وجهة نظري فقط، هذه المشاكل تجعل حياتنا جحيم أحيانا. أحيانا يكون الحل أقرب وأسهل مما نتصور ، و أحيانا الحل يكون في تغيير بعض السلوكيات الخاصة بنا فقط ، أو الاستغناء عن بعض العلاقات المسببه لتلك المشاكل؟… هنا السؤال يطرح نفسه (لمنْ نلتجئ؟).منْ نثق به ويكون أهلا للثقة . مَنْ يكون بالفعل العنصر المنوط بالحل أو صاحب القدرة على الحل المناسب والنهائي .منْ يستطيع تحمل المسؤولية معي دون كلل أو ملل ؟
منْ يعي تماما أبعاد المشكلة ولديه الفكر الواعي و الناضج للتدخل سواء بالنصح أو الإرشاد أو تقريب وجهات النظر أو لديه أدوات وعناصر الحل من أصحاب الكاريزما أو الهيبة أو القدرات المالية أو الفكرية ….الخ
منْ لدية الخبرة الكافية في ذلك المجال مثل الطبيب أو الجراح أو المحامي …. الخ.
لمن نلجأ ؟!!
سؤال يدور بالخاطر عند أول مشكلة أو شدة أو ضيقة نسعى لحلها . هل نطاق حل المشكلة للأسرة هم… (الأب أو الأم أو الزوج أو الزوجة أو كبير العائلة من جد أو خال أو عم …..الخ ). أم نطاق حل المشكلة ( قسم الشرطة أو المحكمة أو جلسات الصلح مع كبار الحي ) ….. الخ.
أم هي مشكلة بسيطة تحتاج أهل الخبرة المهنية من محاسب أو خبير ضرائب أو مدرس متخصص صاحب إعادة التأهيل أو كهربائي أو سباك أو ميكانيكي….. إلخ
وهنا لنتوقف بعض الدقائق للتفكير ، هل المشكلة نصف حلها في تصنيف المشكلة نفسها وتحديد الشخص المناسب للحل ؟ ، أم المشكلة في شخصي أنا .منْ يرغب في الحل من عدمه أساسا ؟
نجد أحيانا بعض المشاكل التي تحتاج لبعض التنازلات البسيطة لكي تمر بدون تتدخل مع أحد ولا نرغب في ذلك ،وهناك صاحب المشكلة نفسه الذي لا يرغب في الحل أصلا ، ولا يسعى لذلك مهما سمع من نصح أو إرشاد ، وهناك من يجبر على الحل رغم أنفه ، وهناك منْ لا يرغب في تغيير سلوكه أو تقديم تنازل بسيط لكي تمر المشكلة بسلام ، ونجد هناك منْ يعند حتى لو كان هو أول الخاسرين . ونجد منْ لا يرغب في النصح والإرشاد نوعا من أنواع الكبر والتعالي ، وهناك من يسيطر عليه الإحباط ويقول :هذه المشكلة بلا حل ولو تدخل مين ؟!
إذن لنعترف أن بعض المشاكل التى لها حل سليم وسريع وسهل ومتاح لمنْ يرغب في ذلك ، وهناك مشاكل لها حل ميسر إذ توفقنا عند اختيار الشريك المناسب الموثوق فيه وأهل للثقة والقدرة على الحل، وهنا بعض المشاكل تتفاقم بسبب عدم القدرة على التوظيف والتصنيف للمشكلة و الاختيار السليم .
لمنْ نلجأ ؟!
ومن له القدرة على الحل بالفعل ومن نمنحهم الثقة الكاملة والكافية للتدخل لحل هذه المشكلة،
واخيرا هل نرغب في الحل بالفعل أم لا ؟
وهل أثق بالآخر أم لا؟
وهل لديّ الفراسة في اختيار الطرف المناسب للمساعدة الفعلية والقدرة الحقيقة على حل تلك المشكلة مهما كانت درجة صعوبة المشكلة ،وهل لديّ نظرة إيجابية أم سلبية للمشاكل الحياتية المختلفة التى تختلف في تقديرها من شخص لآخر بحسب قوة احتمال المشاكل أو عدم القدرة على الاحتمال !! . كل ذلك يحتاج واقفه من كل واحد فينا للإبحار داخل عقله وقلبه في كل مشكلة صغيرة أو كبيرة ، سهلة أو صعبة بالبحث عن الشريك المناسب الموثوق به لمساعدتنا على الحل أو على الأقل لدية الخبرة للتوجيهنا لمنْ نلجأ؟
السؤال الأهم والأصعب في حل المشاكل كلها ،
هل نكتفي بأهل الخبرة فقط، أم نكتفي بمشاركة الأهل والأصدقاء دون أهل الخبرة ،أم لا نرغب في التدخل من أحدٍ أصلا ؟! ،
هناك مشاكل بالفعل لا تحتاج لتدخل من أي جهة ، لو نحن على وعي كامل بسبب المشكلة التى غالبا انا فقط من يملك الحل بالتغيير البسيط للواقع أو السلوك .
منْ نلجأ إليه ؟!
سؤال مطروح لصاحب المشكلة داخل عقله الواعي أو لأصحاب الخبرة المرشدين عن منْ هم أكثر دراية ومعرفة وقدرة على المساهمة في الحل ،
(ممكن أكون لا استطيع الحل ولكن أنا صاحب رؤية وقدرة عن الإرشاد للآخرين بالاختيار المناسب لمنْ نلجأ إليهم؟)….(لا تبخل في النصح والإرشاد للآخرين ، سواء بمساعدتك أو خبرتك في الإرشاد عن تصنيف المشكلة ومنْ لديهم القدرة على مساعدتنا وصولاً للحل السليم ) .وطبعا ده بخلاف طلب معونة الله مدبر كافة الأمور ويستجيب بشكل عجيب ، وكم مرت بنا التجارب ونجد الحلول السماوية لنا باستخدام بعضنا لبعض في الوقت المناسب وبأفضل صورة سبحان الله العظيم.