دكتور عمرو الدمرداش يكتب.....الطالب الجديد (قصة قصيرة)

انتقل هذا الطالب الجديد الى المدرسة الثانوية الجديدة البعيدة عن منزله  وكانت مدرسة مشتركة …وفى سرعة منقطعة النظير استطاع ان يكون صداقات عديدة بين زملائه البنين والبنات وان يكتسب ثقة الكثيرين ..ساعده مظهره الرياضى المنمق وابتسامته العفوية وتلقائيته .. ان يصل الى قلوب زملائه …الا زميل واحد ..فقد كان هذا الزميل هو الزعيم بالنسبة للزملاء لما يتمتع به من مهارة فى اثارة المشاكل ..للحصول على الزعامة … وكان يغار جدا من المعية الزميل الجديد ..وربما من قدرته على التواصل بكل ثقة مع الزملاء جميعا

….. تعمد اكثر من مرة هذا الزميل المشاكس ان يوجه اليه اهانات متعددة ومتدرجة فى التصاعد … كان يحاول ان يفتعل مشاجرة ..باى طريقة ليثبت للجميع انه لا يزال الزعيم ..ولكى يكسر اللمعية الطالب الجديد ..فهو كان يثق بقوة انه يتمتع بقوة بدنية تمكنه من قهر اى زميل من زملائه ..

ولم يكن يدرك ان الطالب الجديد ..وان كان يبدوا عليه انه مسالم ..وهادئ ..الا انه من ابطال رياضة الجودو ومارس قبلها الملاكمة والمصارعة الرومانية …

لما وجده لا يريد ان ينفعل ..ويتم جره الى مشاجرة ..قرر ان يتوجه اليه مباشرة ..باسلوب فريد شوقى

جاء له . وقاله بكل قمائة ( المكان الى انت قاعد فيه ده مكانى ) نظر له الطالب الجديد وابتسم ..ورد بكل ثقة …من امتى .. فرد الطالب المشاكس من دلوقتى … فرد الطالب الجديد انت جاى تعمل مشكلة

..رد الطالب المشاكس بكل بجاااااااااااحة (ااااااااااااااااااااااااااااااااه) هاتقوم ولا اكسر التزجة على دماغك

رد الطالب المستجد ..اكيد هاقوم طبعا ..وبسرعة قام من مكانه ليصدم براسه الفك السفلى لزميله المشاكس ..ويوجه له بيمناه لكمة على جانب فكه الايسر ويوجه بيساره لكمة فى وسط معدته ..لينهار فى مكانه فى اقل من 4 ثوانى .. والغريب ان اى احد من زملائه القدامى لم يهب لمساعدته رغم مزاملتهم له سنين سابقة ..بل ان اغلبهم ..وقف متفرجا ومتشفيا ..فقد قام فى السابق ..بكسر اراداتهم من خلال المشاجرة معهم …وضربهم امام زميلاتهم من الفتيات ..بل كان يتحدث الى الفتيات بفجاجة ..جعلتهم يتحاشون ..ان يثيروا معه المشاكل ..

والغريب ان الطالب المستجد بعد ان وجه اليه هذه الضربات السريعة ..وبعد ان وقع المشاكس على الارض ..لم يحاول ان يستكمل .. بل عاد وجلس مكانه فى هدوء

قام الاخر متثاقلا .. واتجه الى الحائط ليستند عليه ..وزميله الجديد يجلس هادئا ولكنه يتابع تحركاته بجانب عينه …دون ان يبدوا عليه انه يتابعه

ظن الطالب المشاكس ان الطالب الجديد غافل عته وقام برفع دسك الجلوس وجرى به ليضربه به على راسه ..فما كان من الطالب الجديد الا ان قام بسرعة وامسك الدسك وقام بضرب الطالب المستجد براسه فى انفه عدة ضربات متتالية … فسقط مرة اخرى ..

وفى هذه المرة تركه الزميل الجديد وخرج من الفصل ..بعد ان لقنه درسا ..اما الزملاء والزميلات لا يمكن له ان ينساه

..وذهب الى كنتين المدرسة ليشرب كوبا من الشاى ..وبعد لحظات وجد زملائه قادمون وزميله المشاكس فى وسطهم ..فتوجس خيفة انهم قد يكونوا قد تجمعوا ضده ..واخد ينظر حوله ..ليرى ما هى الادوات التى سوف يستعملها فى الدفاع عن نفسه اذا قاموا جميعا بالتشاجر معه ..

فوجد احد زملائه ياتى مبتسما ..يقول له احنا عاوزين نصالحكم على بعض .. فرد عليه بحذر …انا لم اخطئ فى حقه ..ولكن هو اللى بدأ .. فرد زميله ..قائلا احنا قلنا له كدا … وهو عاوز يتكلم معاك لوحده

…قالهم براحته لو حاول تانى يتخانق ..مش هاسيبه ..هو لسه ميعرفش ..انا امكانياتى ايه

وذهب اليه بكل ثقة ..فوضع المشاكس يده على كتفه قائلا ..تعال نتكلم بعيد ..فذهب الطالب الجديد معه بعيد بخطوات واثقة وهو مستعد لاى حركة مباغته ..

بدا الطالب المشاكس كلماته

تعرف انك اول واحد يعمل معايا كدا …

رد الطالب الجديد ..انت اللى اجبرتنى .. وانت اللى بدات مش انا

قاله المشاكس ..اقولك حاجة .. لو واحد تانى غيرك مكنتش هاطلعه من المنطقة سليم

انا قرايبى هنا يسدوا عين الشمس.. لكن انت واد جدع لما وقعتنى وبعدها محاولتش تلمسنى تانى ..

وده يدل ان جدع ومش خاين واحنا من اليوم ده اصحاب ورقبتى فداك .

رد الزميل الجديد وقاله الكلام ده من قلبك ..قاله ايوه وهاثبتلك

وامسكه من يده وذهب به الى حيث يقف زملائهم .. وقالهم انا غلطت فى زميلنا وانا بعتذر  ورد زميله الجديد وانا كمان بعتذر ليك ..واحنا من النهارده اكتر من الاخوات  وقاما بمصافحة واحتضان بعضهم .

ومضوا فى اتجاه المبنى الدراسى

والطالب الجديد

يتخيلنفسه فيلم الفتوة ويسمع فى اذنه نداء الحرافيش فى الفيلم ( عاشور الناجى اسم الله عليه اسم الله عليه . لفتوة القوة . اسم الله عليه اسم الله عليه )

والغريب انهم الى وقت تخرجهم اصبحوا اقرب صديقين والطالب المشاكس من بعدها  اصبح طالب عادى جدا وسط زملائه وانتهت مشاكساته

دكتور عمرو الدمرداش يكتب…..الطالب الجديد (قصة قصيرة)