عندما تشعرين بالإحباط واليأس وقد ضاقت بك الحياة على البعد في غربتك المريرة ففاضت بك الحسرة واضناك الحنين ، بعد أن تفرق الجميع من حولك فأصبحت وحيدة بلا أنيس وبدأت تشعرين بالبرد يلفحك بعد أن خبا حب الناس ودفئهم الذي كان يحتويك ويملؤن عليك حياتك ويشغلون دنياك ، وشعرت بأن أحلامك الوردية الجميلة قد تبعثرت وتناثرت ثم تلاشت كفقاعات الصابون في الهواء ، وتنتابك الهواجس لتعتصرك الآلام ويشدك الحنين ويجد بك الوجد والشوق وقد جفاك النوم وحتى وسادتك بدأت تمل من سهادك الصامت سوى من حشرجة آه تجرح صدرك معتصرة آلامك الكامنة في كل ركن من كيانك حينها تجدين نفسك أنك بحاجة إلى ذاك الحضن الدافئ الذي كان يضمك إليه حين تظلم الدنيا في عينيك وإلى اليد الحانية التي كانت تمسح رأسك بحنان وتتغلغل بين خصلات شعرك المسترسلة على كتفيك وتربت على ظهرك كموسيقى ساحرة ، تتحسسين حولك وانت مغمضة العينين تحاولين الوصول بشجون ووله كظمآن يبحث عن الماء ليروي عطش السنين فلا تجدين سوى الفراغ المقيت متشحا بظلمة المكان الذي لفه سواد الليل ، فتعود بك الذكرى إلى الخوالي من الأيام حينما كان يحتويك ذاك الحضن الدافئ لتنامي ملء الجفون على صدر كان يخفق من أجلك ولأجلك ونذر حياته من أجلك ، ستذرف عينيك دموع صامتة حارة تحرق خديك ولكنها وعلى البعد ستحرقني قبل أن تنساب على وجنتيك ، سأنهض وقتها مذعورا خوفا عليك ، ضعي يدك على صدرك وتحسسي ضربات قلبك واذكري ذاك القلب الحاني الذي لم ولن يتخلى عنك يوما ، لم ولن ينساك أبدا ، والذي لن يبخل بأغلى ما يملك ويضحي بكل شيء من أجل اسعادك حينها سيرحل طيفي إليك يحتويك ، يعانقك ، يحتضنك ، يضمك بحنانه المعهود إلى صدره ويمسح بيديه اللتين افتقدتهما دموع عينيك ليعيد إليك بسمة الأمل ورونق الحياة وبريق عينيك ولتعود أجمل أحلام العمر إلى الحياة ، حينها ستعود إليك الثقة بأنني ما زلت ذاك الحبيب الذي يحتويك في قلبه والذي كان وما زال فيه مسكنك ومن دم شرايينه ترتوي شرايينك ومن صدره تتنفسين ، وبأنني ما زلت ذاك الصديق الحبيب الذي تفتقدين والذي لا يطمع سوى أن يرى ابتسامة رقيقة على شفتيك وقبلة ترسلينها له عبر الأثير ، فكلما آويت إلى فراشك ووضعت رأسك على وسادتك ضعي يدك على قلبك واذكريني ستجدين نفسك تتوسدين صدري ويدي تمسح رأسك بحنان وهي تربت عليك وأنا أغني لك أغنيتك المفضلة لتنامي قريرة العين وتنعمين بأجمل الأحلام .
